أسعار الغذاء العالمي ترتفع بفعل تصاعد التوترات التجارية
الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد
أطلقت كبرى شركات الأغذية العالمية هذا الأسبوع تحذيرات متتالية بشأن تفاقم الضغوط على المستهلكين، في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار السلع الأساسية مثل البن والكاكاو، إلى جانب التأثيرات السلبية الناتجة عن السياسات الجمركية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ”.
خفضت شركة “بيبسيكو”، المالكة لعلامات تجارية بارزة مثل “بيبسي” و”دوريتوس”، توقعاتها السنوية للأرباح، مشيرة إلى ما وصفته بـ”الرياح المعاكسة التجارية” وتدهور ثقة المستهلكين. وأوضحت الشركة أن ارتفاع تكاليف الإنتاج، إلى جانب تباطؤ الطلب على الوجبات الخفيفة والمشروبات الغازية، يضغط على هوامش أرباحها.
وتزامن ذلك مع جهود وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، بقيادة روبرت ف. كينيدي الابن، لحظر استخدام الأصباغ الصناعية المستخرجة من البترول، وهي مكونات تدخل في العديد من منتجات “بيبسيكو”. كما تتعرض الشركة لضغوط متزايدة بسبب الحملات التي تستهدف الحد من استهلاك المشروبات السكرية.
وترى الشركات أن قدرة المستهلكين على التحمل باتت مرتبطة بشكل مباشر بمآلات الحرب التجارية العالمية. ففي أوروبا، دعا الملياردير الفرنسي برنارد أرنو الاتحاد الأوروبي إلى التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة لحماية قطاع النبيذ من الرسوم الجمركية الجديدة.
وفي آسيا، تدرس اليابان زيادة وارداتها من الأرز وفول الصويا الأميركيين، في خطوة تفاوضية تهدف إلى التخفيف من حدة السياسات التجارية الأميركية. أما الصين، فقد خفّضت وارداتها من العديد من السلع الزراعية الأميركية إلى مستويات متدنية، بل وصلت في بعض الحالات -كما هو الحال مع القمح- إلى الصفر، ما يفتح المجال أمام دول مثل البرازيل والأرجنتين لملء الفراغ في السوق العالمية.
واختتمت “بلومبيرغ” تقريرها بالإشارة إلى أن التعقيدات المتزايدة في المشهد التجاري، وتقلب السياسات الجمركية، قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة سلاسل الإمداد الغذائي على نطاق عالمي. ووسط تقارير تفيد بارتفاع معدلات إفلاس المزارعين الأميركيين، تسعى شركات غذاء كبرى مثل “بي آر إف” البرازيلية إلى التوسع في الأسواق الخليجية، لا سيما السعودية، في إطار جهود لتعزيز الأمن الغذائي الإقليمي.
وفي ظل استمرار الاضطرابات في التجارة العالمية، يبدو أن المستهلكين حول العالم -خصوصًا في الأسواق النامية- سيواجهون مزيدًا من ارتفاع الأسعار، وتحديات متزايدة في الحفاظ على نمط حياة صحي وميسور الكلفة.
المصدر: رويترز