إب..إشراقة التفاؤل ومستقبل الأمل…
إب .. اسم لمدينة حميرية سنية سلمية أبية، مشتق من الإباء ، ويتكون من حرفين : ألف وباء، وهما بداية الحروف الهجائية.
ومن هذه البداية الحرفية، أو الاسمية أو الاشتقاقية ، تلوح لكاتب هذه الأسطر في الأفق، آمال كبيرة، ومعاني كثيرة منها: بداية النصر والأمل ، وإشراقة الغد وفجر المستقبل ، لاستعادة الهيبة والمكانة التأريخية، لهذه المحافظة السلمية الأبية، التي لا تعرف الصراع المذهبي ولا الطائفي ولا الطبقي، ولا العرقي،
منذ فجر الإسلام .
كما تعني إب .. أيضا، بداية النهاية لأفول نجم مشروع التآمر والكيد والخيانة ( الحوثية) الدخيلة على اليمن ؛ ونهاية انتصاراتهم الوهمية وحملاتهم العدوانية ، على سائر المحافظات اليمنية، بإذنه تعالى.
من إب .. لمن يجهل تأريخ إب..!
إنطلقت راية الجهاد والتحرير، بقيادة أبناء الحركة الإسلامية ، لاستعادة كرامة الوطن وهيبة الدولة ، واسترجاع ما تم السيطرة عليه من قبل الجبهة القومية الشيوعية، عام ٧٨-٧٩-٨٠م ، ودحر الفلول المعتدية والغازية، التي أرادت تحويل الوطن برمته -آنذاك- إلى شيوعية حمراء؛ وكادت أن تبتلعه وتطمس هويته، وتحوله إلى مقاطعة استعمارية من مقاطعات الامبراطورية السوفيتة!!
وإضافة إلى ما أعادته محافظة إب..الأبية، لنفوس أبناء هذا الوطن، من حب الإباء والتضحية، وما بعثته فيهم من روح الأمل والعزيمة، والتفاؤل بالمستقبل، بعد أن كاد اليأس حينها، يقتل عزيمتهم ويعلن هزيمتهم؛ رفعت إب.. راية التحرير والفدا، ولواء الكرامة والإباء، فتداعى لها كل الشرفاء والمناضلين من ربوع الوطن.
إضافة إلى ذلك، فقد تحولت ساحة هذه المحافظة الواسعة أيضا، إلى مقبرة كبيرة للغزاة الطامعين، والأعداء المتربصين ؛ ومع دفن تلك الجثث المتناثرة في جبال إب ووهادها، دفنت معها كذلك آمالهم وأفكارهم الدخيلة، ومطامع كل الغزاة الآتين من بعدهم.
ومن إب .. تنطلق اليوم روح العزيمة، وراية الإباء من جديد، لإخراج فلول الحوثية، وأشباه المغولية الجُدُد ؛ الطامعين عبثا بكسر إباء هذه المحافظة -العصية على كل مشاريع التشييع والإرهاب الفكري التي حكمت من قبلهم- وإخضاعها مع هذا الوطن العريق، لمشروع التوسع، والضم والإلحاق، للامبراطورية الإيرانية الفاسية،
-الحليف الإقليمي لروسيا الشيوعية!!
وها هي الأيام تعيد نفسها بعد ثلاثة عقود من الزمن، لتجد المحافظة نفسها أمام غزاة وطامعين جدد!!
وأيا كانت الدوافع السياسية أوالتوسعية، أوالذرائع الآخرى ، وراء حملات هؤلاء الطامعين بهذه المحافظات السنية ؛ إلا أن الدافع المذهبي والعقدي لتغيير خارطة هذا الوطن برمته، يأتي في مقدمة تلك الدوافع ووراء كل ما يحدث على صعيد الوطن كله ؛ ولا يمكن لأي كاتب أو محلل أو قارئ أو أو أو …
أن يغفل أو يتجاوز هذا الدافع العقدي والمذهبي ، وأثرهما الواضح ، وراء تحريك هذه الحملات الغازية ، والغارات العادية على مناطق السنة ؛ بالإضافة إلى المطامع الأخرى.
وقد أثبت التأريخ قديما وحديثا، أنه كلما ضعفت شوكة أهل السنة ، أو وهنت هيبة الدولة، كلما تكالبت عليها دعاة الفتن الشيعية، والرايات البدعية، القادمة باطراد ؛ من مناطق الشَّرْق المتشيعة، منذ غزى التشيع اليمن، نهاية القرن الثالث الهجري
وحتى يومنا هذا!!
ولعل الطامعين الجدد أو المستأجرين ؛ لم يستقرئوا عبر التأريخ جيدا، ولم يعوا جولاته المخيبة دوما لآمالهم ؛ أو ربما أعماهم حب السيطرة ودوافع الانتقام والثارات القديمة، واستحكام العداء المتأصل في نفوسهم عبر السنين ؛
عن استذكار الماضي، وعدم تكرار مغامراتهم الحمقاء، ورهاناتهم الخاسرة؛ لاحتلال هذه المناطق السنية، وفرض تشييعها والسيطرة عليها بقوة السلاح ؛ رغم تأبيها واستعصائها على القبول بفرض هذا المذهب عليها لأكثر من ألف عام خلت !!
ما أستشرفه اليوم في أفق التفاؤل والأمل، هو : بداية أفول نجم الحوثية والتحوث، وكل قوى الشر والفتنة والتآمر على هذا الوطن، مع أفول يوم آخر جمعة من العام الهجري المنصرم ١٤٣٥، الذي اندلعت فيه أول شرارة هذه الفتنة في إب، وأول رصاصات التصدي لها.
خرجت إب … اليوم ، لإخراج هذه العصابة الخارجة على النظام والقانون، والإجماع الوطني ؛ وطردها من ربوع المحافظة التي تسلمتها من السلطة المحلية بدون عناء ؛ حتى تعود إلى جحرها في كهوف مران ، خاسئة ذليلة مدحورة، وتكف عن الناس شرها وعدوانها.
لم يكن أمام أحرار إب .. من خيار آخر غير القتال الذي اضطرتهم هذه الظروف الحرجة إليه، لدفع عدوان هذه المليشا الباغية، والعصابة المعتدية على دماء الناس وأعراضهم وأموالهم، وكبت حرياتهم وانتهاك كراماتهم.
الناكثة لعهد السلم والشراكة الوطنية؛ وكُل العهود والمواثيق التي قطعتها على نفسها مع القبائل أو الدولة من قبل.
الجاعلة من نفسها اليوم بديلا شرعيا عن سلطة الدولة، وفرض سياسة الأمر الواقع على سائر أبناء الشعب!!
لأجل ذلك وغيره خرجت إب…
ولسان حالها يقول:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا
فما حيلة المضطر إلا ركوبها؛ .
ومن إب الأبية.. سنرى بداية التحول الكبير نحو مستقبل مشرق وغد أفضل، مليء بالتفاؤل ، ومؤزر بالنصر، لقوى الخير ودعاة الأمن والسلام في هذا الوطن الأبي المسلم، لا بل في ربوع الوطن الإسلامي كله.
وسنرى التغيير نحو الأفضل مع إشراقة البداية لهذا العام الهجري الجديد، ١٤٣٦، بإذنه تعالى، وما ذلك على الله بعزيز.
ولا غرو أن تأتي هذه البداية أو النهاية غداً من إب…
فهي : بلد البدايات المحرقة والنهايات المشرقة، والأمطار المتدفقة، والرحمات المغدقة، والألطاف الإلهية المحدقة.
بلد المجتمع الكريم المحافظ، وأباة النقيصة والضيم، بعد نفضها لغبار الذل، ورفضها لدعاة الفتنة، وأنصار العبودية والإذلال، وسحقها وطردها لفلول الشر والإفساد.
وإن غداً لناظره قريب.
ولا يقيم على ذُل يراد به
إلا الأذلان عير الحي والوتدُ
هذا على الخسف مربوط برمته
وَذَا يشج فلا يرثي له أحدُ!! .
“قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين”
“ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم …” .