إسقاط طائرة مسيّرة هندية في كشمير
الرشادبرس- دولي
أعلنت باكستان، اليوم الثلاثاء، إسقاط طائرة مسيّرة هندية من طراز رباعي المروحيات، اخترقت المجال الجوي على طول “خط المراقبة” الفاصل في إقليم كشمير المتنازع عليه. ويأتي ذلك في ظل توتر متصاعد بين الجارتين النوويتين، عقب تعليق الهند معاهدة تقاسم مياه نهر السند، واستعداد إسلام آباد لاتخاذ خطوات قانونية دولية ضد نيودلهي.
وذكرت الإذاعة الباكستانية الحكومية أن “الطائرة الهندية كانت تنفذ عملية استطلاعية في منطقة بيمبر الحدودية”، دون الإفصاح عن تاريخ الحادث. ولم تصدر السلطات الهندية تعليقًا فوريًا، بينما اكتفى الجيش الهندي بالقول إن “القوات الباكستانية أطلقت النار من أسلحة خفيفة قرب خط المراقبة، وقد ردت قواتنا بشكل منضبط وفعّال، دون وقوع إصابات”.
في المقابل، لم تؤكد باكستان رواية إطلاق النار، رغم إفادات من سكان محليين على جانبها أفادوا بسماع دوي إطلاق نار في المنطقة.
وفي تطور موازٍ، كشف وزير القانون والعدل الباكستاني، عقيل مالك، لوكالة رويترز، أن بلاده بصدد الشروع في مسار قانوني دولي ردًا على قرار الهند تعليق معاهدة مياه نهر السند، الموقعة عام 1960 بوساطة من البنك الدولي. وأوضح الوزير أن الخيارات المطروحة تشمل اللجوء إلى محكمة التحكيم الدائمة، أو محكمة العدل الدولية في لاهاي، بدعوى أن الهند خرقت اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات.
وأكد أن المشاورات بشأن الخيارات القانونية أوشكت على نهايتها، وأن القرار النهائي سيتخذ قريبًا، وقد يشمل التوجه إلى أكثر من جهة قضائية دولية.
وفي الجانب الهندي، أُعلن عن إغلاق أكثر من نصف المواقع السياحية في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من كشمير، بدءًا من اليوم، ضمن إجراءات أمنية مشددة، عقب هجوم استهدف سائحين الأسبوع الماضي.
من جهته، حذّر وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، في مقابلة مع رويترز أمس الاثنين، من أن “توغلًا عسكريًا هنديًا بات وشيكًا”، مؤكدًا أن بلاده رفعت مستوى التأهب العسكري، واتخذت قرارات استراتيجية للتعامل مع هذا الاحتمال. وأضاف أن إسلام آباد “لن تلجأ إلى ترسانتها النووية إلا إذا كان هناك تهديد وجودي مباشر”.
كما أشار آصف إلى اتصالات دبلوماسية مع دول صديقة، من بينها دول خليجية والصين، إضافة إلى بريطانيا والولايات المتحدة، في مسعى لاحتواء التوتر. ولفت إلى أن بعض دول الخليج بدأت جهود وساطة، دون تسميتها، بينما تلتزم واشنطن الصمت حتى الآن.
من جهة أخرى، نفت باكستان الاتهامات الهندية بخرق المعاهدة، وقررت تقليص عدد الدبلوماسيين الهنود على أراضيها، معلنة أنها تعتبر أي تدخل هندي في مياه الأنهار خارج إطار المعاهدة “عملًا حربيًا”، كما علقت التجارة مع الهند وأغلقت مجالها الجوي أمام الطيران الهندي.
المصدر: رويترز