مقالات

ابن اليمن البار

الرشادبرس_ مقالات

بقلم / فايز قروش

الشيخ الدكتور محمد عيضة شبيبة… مثالٌ نادر في النزاهة والإخلاص لخدمة الوطن في زمنٍ يعاني فيه اليمن من أزمات متراكمة، وتراجع ثقةٍ شعبية متزايد بمؤسسات الدولة، يبرز بين الفينة والأخرى رجالٌ أفذاذ يعيدون للأمل وهجه، ويثبتون أن النزاهة والإخلاص للوطن لم يغادرا المشهد بعد. ومن بين هؤلاء، يتلألأ اسم الشيخ الدكتور محمد عيضة شبيبة، الذي جسّد المعنى الحقيقي للأمانة والولاء الوطني، حين أعاد مبلغًا قدره خمسة عشر مليون ريال سعودي، أي ما يعادل نحو 900 مليار ريال يمني، إلى خزينة الشعب.

ليست هذه القصة محض رقم مالي ضخم، بل هي تجسيد لموقف أخلاقي نادر، وموقف وطني يعكس صفاء الضمير ونقاء اليد. الشيخ شبيبة لم ينظر إلى المال العام كغنيمة، بل كأمانة مقدّسة ينبغي أن تعود لأصحابها الحقيقيين: أبناء الشعب اليمني الذين أنهكتهم الحرب، والفساد، والفقر.

وفي وقتٍ كان بإمكانه الاحتفاظ بالمبلغ دون مساءلة، اختار أن يُعيده إلى مستحقيه، ليصل إليهم “في يد كل فرد”، كما عبّر. لم تكن مجرد مبادرة مالية، بل صفعة أخلاقية في وجه الفاسدين، ورسالة واضحة إلى أصحاب المناصب أن السلطة ليست امتيازًا، بل تكليف، وأن خدمة الناس تبدأ بالأمانة وتنتهي بالإخلاص.

هذا الموقف النبيل، الذي اتخذه الشيخ الدكتور محمد عيضة شبيبة، يُسجَّل في أنصع صفحات الشرف، ويُعدّ قدوة يُحتذى بها في زمن عزّت فيه القدوات. إنه دعوة لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس من الشفافية، والعدل، والنزاهة. ومثل هذا النموذج يجب أن يُكرَّم ويُحتفى به، لا أن يُهمَّش أو يُغفل، لأنه يبرهن، بفعله لا بقوله، أن التغيير ممكن حين يظلّ الضمير حيًّا.

في وطنٍ جُرِّب فيه كل شيء إلا الصدق، يأتي أمثال الشيخ شبيبة ليقولوا لنا: لا يزال في هذا البلد من يستحق أن يُقال عنه حقًا: “ابنُ اليمن البار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى