اتفاق ايران النووي والتقارب الغربي وماذا بعد .. !!!

لا يستطيع المرء أن يتجاهل طمع إيران المتوهج بدول غرب اسيا، بالإضافة إلى رغبتها بتحقيق حلمها بامتلاك قنبلة نووية . ولكن تتوقف هذا لأشياء فوق بساط الأولويات لدى السياسة الإيرانية.

كان صوت إيران في عهد نجاد يرتفع كلما تم ذكر برنامجها النووي، ولكن في عهد روحاني يبدو الأمر مختلف.

اتكلم هنا عما حدث فجر الأحد 25 نوفمبر 2013 من التوقيع على الاتفاق النووي المرحلي في اجتماع دول (خمسة زائد واحد)  في جنيف والذي قضى  بإيقاف تخصيب اليورانيوم فوق نسبة 5 % مقابل  تخفيض محدود للعقوبات على ايران.

في نفس اليوم يبدو أن روحاني كان في موقف محرج أمام الشعب الإيراني والذي صبر على الحصار والعقوبات والوضع المعيشي الصعب، ومن ثم تم القبول بهذا الاتفاق، الذي يحمل كثيرا من التساؤلات.

اضطر روحاني في خطابه ليقول للشعب الإيراني أن الاتفاق يعترف  بحق ايران بتخصيب اليورانيوم ولكن مسؤول امريكي رفيع تكلم بما يعارض تصريح روحاني، وأكد أن الاتفاق لا يعترف بحق ايران بتخصيب اليورانيوم وإنما يعترف ببرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، ويوقف التطوير في البرنامج بما في ذلك مفاعل أراك.

لا يهم اذا ما كان روحاني صادقا ولكن ما ينبغي معرفته ما الذي تسعى إليه إيران من وراء القبول بهذه الاتفاقية؟

من الطبيعي القول أن ايران ارادت مخرج لتوقف العقوبات التي انهكت الاقتصاد المحلي وهي بذلك تريد أن تأخذ نفس عميق وتتوجه لتكثيف نشاطها في عمق الدول العربية خصوصاً الخليجية وبمساندة تلك الدول الست الكبرى التي وقعت معها الاتفاق وكأنه عربون صداقة.!

وما يؤكد ذلك هو ردود الأفعال من الدول لا سيما المملكة العربية السعودية والذي كلما رأت ايران تحضر لاجتماع لمناقشة ملفها النووي سرعان ما تدعو لاجتماع خليجي عنوانه الرياض.

 في الساعات السابقة لإتمام الاتفاق اجتمع زعماء السعودية وقطر والكويت في وقت متأخر يوم السبت، لبحث القضايا ذات الاهتمام للدول الثلاث.اعتقد على رأسها الخطر الإيراني والتقارب الغربي.

دبلوماسي سعودي علق على هذا الاتفاق بقولة إن النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق، في إشارة إلى حالة عدم الارتياح الشديد التي تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران، وأضاف “أخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى، على صعيد السياسة الإقليمية، أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة أكبر لإيران أو إطلاق يدها أكثر في المنطقة

السعودية والتي باتت تشكوا من وجعها المتعب وعلى استحياء واصبحت اليوم تأن أكثر من التقارب الأمريكي الإيراني، وطعنات الحليف الأمريكي المتتالية والتي يسودها الخذلان لأكثر المواقف التي تتبناها السعودية ابتداء من الموقف السوري وانتهاء بالتقارب الايراني .

ثم سؤال مهم يجب اثارته وهو معرفة إذا ما كان الاتفاق الأخير والتقارب الغربي يقف عند حد تخصيب اليورانيوم فقط أم أن هناك تنازلات اخرى قدمتها ايران، لتثبت صدق نيتها للتصالح مع الغرب مقابل حصولها على دعم كامل من القوى الكبرى. إزاء ما تخطط للقيام به.

من تابع خطاب روحاني الأخير ربما يلاحظ تغير اللهجة عن السابق في كل مرة يذكر فيها العدو الصهيوني، حدة الكلام خفت نسبياً وهذا ما يجب التوقف عنده !

إن كان روحاني قد عقد صلح مع أمريكا فلا يمكن ان تكون اسرائيل في معزل من ذلك الصلح والتقارب فالجميع يعرف أن اسرائيل هي الولد المدلل للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي هل تنازل روحاني عن مشروع الممانعة والمقاومة الذي طالما اصم اذاننا بترديد تلك الشعارات، ومن ثم ما مصير حزب الله اللبناني والذي يقتات من شعار المقاومة ضد العدو الإسرائيلي؟؟

يبدو أن الأيام القادمة لا تزال حبلى بالمفاجئات والبرتوكولات الغير متوقعة .

واخيراً هناك خاسر متمثل في الجارة الشقيقة والعرب بشكل عام . فإن تنازل ايران عن موقفها المتشدد حول تخصيب اليورانيوم إن كان بالظاهر خير لكن في باطنه أن ايران حصلت على ضوء اخضر مقابل ذلك لتكثف من نشاطها في المنطقة العربية.