منوعات

اضطرابات النوم..آثار سلبية خطيرة يجب تجنبها

 
الرشاد برس…. _مــــتــــــابــــعات صحية
 
يحتاج الإنسان في حياته للنوم بقدر حاجته للماء والهواء، فعندما نغط في النوم يقوم الجسد بمراقبة الصحة البدنية، والعقلية، وتهيئتهما ليوم جديد. ويتم إطلاق الهورمونات التي تعزز عملية النمو أثناء النوم لدى الأطفال والبالغين، وهي الهورمونات التي تساعد في بناء الكتلة العضلية للجسد، كما تساعد في عملية ترميم الخلايا والأنسجة، لذا يعتبر النوم أمراً أساسياً لعملية النموخلال فترة البلوغ.
 
حين يعاني الإنسان اضطرابات النوم يتوقف الدماغ عن العمل بشكل صحيح، فيؤثر سلباً في القدرات الإدراكية والعاطفية، وإذا ما استمرت اضطرابات النوم لفترة طويلة من الزمن، فإنها كفيلة بتقليل الكفاءةالمناعية للجسم حتى يصبح أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة
 
.وتتمثل أعراض اضطراب النوم في النعاس المفرط والتثاؤب والإحساس الدائم بالتوتر، ويمكن لاضطراب النوم المزمن أن يتعارض مع قدرات التوازن والتنسيق واتخاذ القرارات، ما يضاعف مخاطر الغفو المفاجئ خلال النهار. ومما لا شك فيه، أن المنبهات كمادة الكافيين غالباً ما تفشل في مساعدة الجسم على تجاوز حاجته الماسة للنوم. فضلاً عن آثار الكحول على الجسد، والتي تزداد بشكل ملحوظ في فترة اضطراب النوم
 
. وتشير الدراسات التي أجرتها جامعة هارفارد الطبية إلى أن النوم لفترة تقل عن الخمس ساعات خلال الليل تضاعف خطر الوفاة بنحو 15%، لذا فإن مشكلات اضطراب النوم تشكل خطورة بالغة على البدن والعقل.يعتبر الجهاز العصبي المركزي بمثابة مخزن المعلومات لجسد الإنسان، لذا فإن النوم أمر أساسي للحفاظ على نشاط هذا الجهاز، حيث يقوم الدماغ بإيقاف عمل الخلايا العصبية، وتشكيل مسالك جديدة أثناء النوم، فضلاً عن إطلاقه الهورمونات المسؤولة عن عملية النمو عند الأطفال وصغار السن.
 
كما أنه يقوم بإنتاج البروتينات التي تساعد على ترميم الخلايا. ويترتب على اضطراب النوم، أو الحرمان من النوم آثار من شأنها أن تعيق نشاط الدماغ، وتمنعه من أداء مهامه المعتادة، لاسيما خلال النوم، وتتمثل أبرز الآثار السلبية لاضطرابات النوم في النعاس المفرط، الذي يؤدي إلى كثرة وزيادة الإنهاك، وغالباً ما تتداخل الآثار التي يسببها مع قدرة التركيز والتفكير، وتحول دون التعلم واكتساب مهارات جديدة. علاوة على ذلك، يؤثر الحرمان من النوم في نشاط الذاكرة وكفاءتها، كما أنه يعيق قدرة صنع القرارات ويكبح مهارة الابتكار والإبداع. كما أن اضطرابات النوم تؤثر سلباً في المزاج والمشاعر فيصبح المصاب سريع الغضب، وعرضة لتقلبات المزاج السريعة.وإذا ما استمرت اضطرابات النوم لفترة طويلة من الزمن فإنها تزيد مخاطر الهلوسة، خاصة ما إذا كان المريض يعاني “التغفيق”، وهي حالة فقدان الحس، أو الذئبة الحمامية المجموعية، وهي مجموعة من الأمراض المناعية الذاتية.
 
كما يمكن لاضطرابات النوم أن تؤدي إلى الهوس، خاصة لدى مرضى الاكتئاب الهوسي. وتشمل المخاطر الأخرى للمرض السلوك الاندفاعي، والاكتئاب، وجنون العظمة.ويتمثل أحد العوارض الجانبية في النوم الجزئي، وهو النوم لبضع ثوان أو دقائق من دون إدراك من المريض. وغالباً ما يداهم النوم الجزئي الشخص المصاب بشكل خارج عن سيطرته، مما يشكل خطورة بالغة على سلامته. فوفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، فإن مشكلات اضطراب النوم لعبت دوراً أساسياً في معظم حوادث السير، والبحر، وكذلك حوادث الطائرات
 
.ينتج الجهاز المناعي أثناء النوم سيتوكينات واقية)بروتين سكري(، وأجساماً مضادة وخلايا يقوم بتوظيفها في محاربة الأجسام الغريبة كالجراثيم والفيروسات. تساعد هذه الأجسام الجسد على الاستغراق في النوم، وتمد جهاز المناعة بالطاقة اللازمة للحفاظ على كفاءته المناعية. ويؤثر اضطرابالنوم، أو الحرمان منه، في نشاط جهاز المناعة فيضعف كفاءته المناعية، ويصبح من المرجح أن يعجز الجسد عن مقاومة الأجسام الغريبة التي تغزوه، حسبما أشارت »مايو كلينك« في أحد أبحاثها وقد يستغرق الجسد وقتاً أطول للتماثل إلى الشفاء من أي مرض، مهما كان بسيطاً. أما على المدى الطويل، فقد ينتج عن اضطراب النوم الإصابة بأمراض مزمنة، كالسكري، وأمراض القلبوالأوعية الدموية
 
.تتمثل آثار اضطراب النوم في جهاز التنفس بمضاعفة مخاطر الإصابة بنزلات البرد، وفيروس الإنفلونزا، وإذا ما كان الشخص يعاني مرضاً مزمناً، فإن اضطراب النوم يساهم في تدهور حالته الصحية بشكل سريع وملحوظ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى