محلية

اقتحام مجمع وزارة الدفاع.. اشارات تجعل تنظيم القاعدة وراء تنفيذ الهجوم

الرشاد برس – خاص

مصطفى حسان  

صباح اليوم هاجم مسلحون انتحاريون مبنى وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء وما زالت الإشتباكات متواصله حتى اللحظة، وهزت خمسة انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء، وفي احصائية اولية فهناك مصادر تشير الى ارتفاع الضحايا إلى 35 قتيل واكثر من 80 جريح .

وفيما يبدو أن من خطط للهجوم لم يكن الغرض منه السيطرة على مبنى مجمع وزارة الدفاع كما تردد بعض وسائل الإعلام، ذلك لمعرفته مقدما أنه لن يستطيع أن يصمد كثيراً، ولكن اراد من ذلك توصيل رسالة مفادها أنه قادر على أن يصيب الدولة في العمق، واحداث الكثير من الأضرار في جسد الدولة ووضع الدولة في موقف محرج، فإستهداف وزارة الدفاع هو استهداف واسقاط هيبة الدولة .

هناك من يشير إلى تورط اطراف تحاول الانتقام من الحاضر وتدمير المستقبل لا سيما بعد أن صرح الرئيس هادي أن مؤتمر الحوار سوف ينتهي خلال الأيام المقبلة، واعلان اطراف اخرى في وقت سابق عن نية اسقاط صنعاء.

 لكن أدوات تنفيذ الهجوم تجعلنا نذهب في تحليلنا إلى زاوية اخرى لا يمكن تجاهلها ولا استبعد أن تكون هي وراء تنفيذ هجوم اليوم، قياسا بهجمات سابقة نفذتها بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب.

ذكرت وكالة رويترز عن مصدر داخل  وزارة الدفاع أن سيارة ملغومة تفجرت في البوابة الغربية لمجمع وزارة الدفاع بعدها تسلل مسلحون يرتدون زي عسكري إلى ساحة الوزارة  واشتبكوا مع الجنود الموجودين .

 

الانتحاري الذي فجر نفسه وكذلك الانغماسيون الذين اقتحموا الوزارة  يعرفون مسبقاً أنهم لن يخرجوا من ساحة الوزارة احياء، ومن الصعب أن يحصل النظام السابق او أي جهة اخرى غير تنظيم القاعدة  في جزيرة العرب على اشخاص  ينغمسون ويفجرون انفسهم بهذه الكيفية كون ذلك من ادبيات التنظيم .

 

حيث يتمثل التوجه الجديد لتنظيم القاعدة في اليمن في حربها مع الحكومة اليمنية على تنفيذ هجمات ضد معسكرات قوات الأمن، وكذلك مباني ووزارات تمثل هيبة الدولة،  وذلك من خلال عناصر يسمون “بالفدائيين”، وهم الغير متوقع بقائهم على الحياة أثناء تنفيذ الهجوم، وبالربط بين هجمات سابقة للتنظيم يمكننا أن نعرف هوية منفذ هجوم اليوم على مبنى وزارة الدفاع.

 

 في حرب أنصار الشريعة 2011م التي عَمِلت بِإمرة قيادات القاعدة مع معسكر 25ميكا بمدينة أبين، اقتحم ثلاثة مسلحين من أنصار الشريعة المعسكر، وقتل المسلحين العشرات من الجنود حتى وصلوا إلى مقر قيادة رئيس المعسكر، غير أن الجنود تمكنوا من قتلهم جميعاَ.


وفي 12 من شهر سبتمبر 2013م، اقتحم عدد من مسلحي تنظيم القاعدة بهجومين منفصلين أحدهما على مركز أمني في مديرية ميفعة، والآخر بتفجير انتحاري على نقطة للجيش في “الرضم” بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن، وقتل فيه أكثر من 33 جندياً، واعتقال العشرات غير أن القاعدة أفرجت عنهم جميعاَ، واعتُبِر هذا الهجوم مفاجئاَ للحكومة اليمنية، ولشدة وقعه فقد أثار حفيظة دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية بما صدر عنهم من تصريحات متفرقة تستنكر الهجوم، وتطمئن الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة اليمنية بمساندتهم في إطار الحرب على الإرهاب.


وفي الهجوم الذي نفذه عناصر من القاعدة يوم الاثنين  30 / 9  / 2013م  على معسكر المنطقة الثانية في مدينة المكلاء ، فإن تفاصيل الهجوم تظهر نوع من التشابه بين ذلك الاقتحام والاقتحام الذي تم صباح اليوم لمجمع وزارة الدفاع بصنعاء، حيث قال تنظيم القاعدة في بيان سابق نشره بعد ذلك الهجوم انه بدأ بتقدم مجموعتان إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وقد بدأ الهجوم بتقدم المجموعة الأولى متنكرين بلباس عسكري ومعهم سيارة ملغمة بالمتفجرات حتى وصلوا إلى مقر قيادة المنطقة الثانية، وبعد الاشتباك مع حاجز التفتيش ثم الوصول للبوابة وتصفية طاقم الحراسة المتكون من عشرة جنود، ووضعوا السيارة الملغومة على البوابة ثم واصلوا طريقهم إلى داخل مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية وقاموا بتصفية كل الضباط المتواجدين في جميع طوابق المبنى حسب البيان.

 

من يشاهد تفاصيل اقتحام مجمع وزارة الدفاع اليوم الخميس 5 / 12 / 2013م  يدرك تمام أن هذا الأسلوب الإنغماسي هو الذي اعتمد عليه تنظيم القاعدة في الفترة الماضية .

 ويبقى السؤال إن كان من نفذ الهجوم هو تنظيم القاعدة، فهل قرر نقل المعركة مع الدولة إلى صنعاء.؟

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تحليل في قمة الروعة…ومستند لوقائع ودلائل…
    وليس تحامل منى علي أي طرف.
    ولكن سأبدى رأيى …
    هل يستحيل وجود علاقةقديمةلجهات معنية بقيادات قاعديه مبنيه علي تبادل المصالح…عند حاجةطرف لآخر…وعلي هذا الأساس فالمنفذين عناصر فدائيةقاعديه…بإعاز من قياداتهم التي أبرمت الإتفاق مع الطرف الآخر…والمعنى في بطن القاتل

زر الذهاب إلى الأعلى