اقتصاد

الاقتصاد العالمي على المحك: تداعيات الحرب التجارية تبدأ بالظهور

الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد

بعد ثلاثة أسابيع من إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فعلياً حرباً تجارية شاملة، تبدأ أولى مؤشرات التأثير الاقتصادي بالظهور، وفقاً لتقارير وتوقعات اقتصادية مرتقبة.
ففي واشنطن، وعلى بعد خطوات من البيت الأبيض، يستعد صندوق النقد الدولي لخفض توقعاته للنمو العالمي في تقريره الجديد المقرر صدوره يوم الثلاثاء المقبل. ويُتوقع أن يتضمن التقرير مراجعات نزولية ملحوظة في معدلات النمو، دون أن تصل إلى حدود الركود، بحسب تصريحات المديرة العامة للصندوق، كريستالينا غورغييفا.
وأضافت غورغييفا: “رغم أن التخفيضات لن تكون كارثية، إلا أننا سنشهد أيضاً ارتفاعاً في معدلات التضخم ببعض الدول. وسنُحذّر من أن استمرار حالة عدم اليقين المرتفعة يعزز خطر الضغوط على الأسواق المالية.”
وفي اليوم التالي، ستصدر مؤشرات مديري المشتريات من آسيا إلى أوروبا وأمريكا، لتقدم أول لمحة متكاملة حول أداء قطاعي التصنيع والخدمات منذ فرض الرسوم الجمركية الأمريكية العالمية في 2 أبريل، والتي لا تزال معلّقة جزئياً حتى الآن. كما يُنتظر صدور نتائج استطلاعات الشركات الكبرى في الاقتصادات المتقدمة، لتشكّل مرآة أوّلية لما تُحدثه هذه الحرب التجارية من أثر على النشاط الاقتصادي العالمي.
تقييم أولي للضرر الاقتصادي
هذه المؤشرات ستشكل محور اهتمام وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية خلال اجتماعاتهم المرتقبة في العاصمة الأمريكية، حيث يُتوقع إجراء تقييم أولي للأضرار المحتملة من المساعي الأمريكية لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي.
وفي هذا السياق، رأت “بلومبرغ إيكونوميكس” أن صندوق النقد الدولي يميل عادة إلى التفاؤل عند التنبؤ بآثار الأزمات. وقال المحللان أليكس إيساكوف وأدريانا دوبيتا: “في أربع أزمات رئيسية قمنا بدراستها، قلل صندوق النقد من التأثير المباشر على النمو العالمي بمقدار 0.5 نقطة مئوية. وعليه، فإن التخفيض الأولي للتوقعات قد يكون مجرد بداية لضربة أشد.”

تريث نقدي عالمي وسط ضبابية اقتصادية

من جهته، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إن البنك المركزي “في موقع يسمح له بالانتظار لرؤية أوضح قبل اتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية”، فيما فضّلت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، عدم التصريح ما إذا كانت الأزمة التجارية قد بلغت ذروتها.

في المقابل، أعربت غورغييفا عن أملها في أن تخفّف الاجتماعات المقبلة، التي تشمل أيضاً لقاءات لوزراء مالية مجموعة العشرين، من حدة التوتر التجاري. وقالت: “نحتاج إلى اقتصاد عالمي أكثر مرونة، وليس المزيد من الانقسام”، مشيدةً بالمنتديات الدولية كمنصة حيوية للحوار في هذه المرحلة الحرجة.

ملفات بارزة على الأجندة العالمية

تشمل أبرز الأحداث هذا الأسبوع قرارات السياسة النقدية في روسيا وإندونيسيا، ومؤشر الأجور الأساسي في منطقة اليورو، إلى جانب تقرير “بيغ بوك” الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي يقدّم تقييماً معمقاً للظروف الاقتصادية على مستوى المناطق.

أمريكا وكندا: تضخم، إسكان، وانتخابات

في الولايات المتحدة، تترقب الأسواق بيانات جامعة ميشيغان بشأن ثقة المستهلكين وتوقعات التضخم لشهر أبريل، في ظل القلق المتزايد من آثار الرسوم الجمركية. كما يُنتظر صدور تقرير “بيغ بوك” يوم الأربعاء، لتقييم مدى تأثير السياسات الحكومية على قرارات الأعمال، إلى جانب بيانات مبيعات المنازل الجديدة وإعادة البيع، في ظل استمرار ارتفاع معدلات الفائدة على الرهن العقاري فوق 6.5%.

وسيكون تقرير طلبيات السلع المعمرة لشهر مارس أيضاً موضع اهتمام، كونه يعكس شهية الشركات نحو الاستثمار في المعدات. كما من المقرر أن يُدلي عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، منهم نيل كاشكاري وكريستوفر والر، بتصريحات عامة حول التوجهات الاقتصادية.

شمالاً، تدخل كندا أسبوعها الانتخابي الأخير، حيث تشير الاستطلاعات إلى تقدّم الحزب الليبرالي بقيادة مارك كارني بفارق خمس نقاط، رغم صعوبة تشكيل حكومة أغلبية وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. وسيلقي المفاوض التجاري البارز ستيف فيرهول كلمة في تورنتو حول الرد الكندي على الرسوم الأمريكية، في وقتٍ يترقّب فيه المحللون بيانات التجزئة لشهري فبراير ومارس، لرصد مدى تأثر إنفاق المستهلكين بالمناخ الاقتصادي غير المستقر.

المصدر: الاقتصادية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى