تقارير ومقابلات

الامتحانات في مناطق سيطرة الحوثيين.. عبث ممنهج وموسم للجبايات

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف

بدأت في مايو الجاري امتحانات الشهادة الثانوية والأساسية في العاصمة صنعاء، وبقية المناطق التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية وسط انتشار غير مسبوق لظاهرة الغش،و صعوبة الاختبارات بالتزامن مع عملية الأتمتة وتدهور القطاع التعليمي
لقد عملت الميليشيا الحوثية على تدمير العملية التعليمية وتسيّس امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية ومنح أفضلية في الدرجات العلمية لعناصر وفئات معينة، ومساومة الطلاب بالذهاب لجبهات القتال مقابل منحهم نسب نجاح عالية”.
نتج عن كل ذلك مخرجات سيئة وضعيفة في مناطق لأن تركيزهم، فقط على حشر أفكارهم، فهم لا يهتمون بالمعارف والمعلومات الواجب توفرها في الطالب، لذلك يتم إعفاء الكثير من الطلاب من حضور الامتحانات، و يكتفون بحضورهم في الجبهات، وهنالك العديد من الدراسات التي تحدثت عن ذلك”.

ساحة صراع

منذ ان جاء الانقلاب الحوثي بدأت جماعة الحوثي بتغيير المناهج التعليمية واستبدال بعض الدروس في المراحل الأساسية بأخرى مرتبطة بفكر الجماعة وأبرزت شخصيات ومواضيع معينة، وركزت على المرحلة الأساسية. من جهة أخرى، انقطعت رواتب الموظفين في القطاع التربوي منذ أواخر عام 2016، ما شكل فجوة كبيرة في التعليم بعدما توجه غالبية المعلمين إلى العمل في مهن أخرى من أجل توفير المعيشة لأسرهم، وبعضهم يحضر بشكل متقطع للتعليم تحت تهديد الجماعة بفصلهم من وظائفهم واستبدالهم بمتطوعين.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق تتمثل في عدم حصول أكثر المعلمين – ما يقرب من 172,000 معلم ومعلمة – على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016 أو أنهم انقطعوا عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.
ويقول التربوي/و.ث.ن.. إن التعليم في اليمن يعيش أسوأ مراحله بسبب حالة الاستقطاب الشديدة من قبل المليشيا، لافتاً إلى أن الحوثيين يرسخون مناهج غير وطنية ويفرضون شعارات طائفية ويهمهم استقطاب مقاتلين فقط.
اضف الى ذلك ان المراكز الامتحانية تحولت الى ساحة صراع ومصدر قلق وفوضى بدلا من توفيرالجو الامتحاني المناسب فقد أفادت مصادر محلية بإصابة طالبتين بجروح متفاوتة نتيجة إطلاق نار داخل مركز امتحاني للشهادة الثانوية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بمحافظة تعز؛ وقع الحادث الأربعاء في مدرسة التحرير بمنطقة مشاور العبوس، بمديرية حليفين، جنوب المحافظة.
المصادر تشير إلى أن مسلحين فتحوا النار باتجاه المركز، مما أدى إلى إصابة الطالبتين وخلق حالة من الذعر بين الطالبات اللواتي كن يؤدين امتحاناتهن؛ هذا العمل المدان يأتي ضمن سلسلة الانتهاكات التي تمارسها الجماعة ضد المواطنين في مناطق نفوذها

موسم جباية

تحولت مراكز الامتحانات لشهادتي الثانوية والأساسية في مناطق سيطرة الحوثيين ، إلى موسم جبايات وإتاوات مالية، وعنوان واضح لتدمير التعليم، وسمة بارزة للتميز العنصري والسلالي للمليشيا والتي تحكم قبضتها على المحافظة منذ 10. وقالت مصادر تربوية إن مليشيا الحوثي حولت العملية التعليمة إلى موسم للتربح والمتاجرة، ومكانا لاستقطاب الطلاب لصفوفها، وللتميز بين شرائح وفئات المجتمع، من خلال السماح للطلاب المحسوبين على قياداتها بالغش دونما رقيب أو حسيب، في مشهد يدل على العبث الذي يجري في الأسواط التعليمية. وبحسب المصادر، وجهت مليشيا الحوثي مسؤولي المراكز الامتحانية بفرض مبالغ مالية على كل الطلاب بذريعة دفع مستحقات مراقبي اللجان الامتحانية، مشيرة إلى أن المبالغ من 2000الى 3000 إعلى كل طالب، وأكدت المصادر أن مسؤولي المراكز الإمتحانية هددوا الطلاب الرافضين لدفع الجبايات المفروضة عليهم بعقوبات تصل لحرمانهم من الإمتحانات، وسط استياء واسع في الأوساط التربوية والتعليمية. ولفتت المصادر إلى أن بعض المراكز الامتحانية ، تحولت إلى “غش” جماعي، حيث يتناقل الطلاب الإجابات الجاهزة، يسبقها جمع مبالغ مالية من كل طالب تدفع للمراقبين والمشرفين على المراكز. وأوضحت المصادر أن اختبارات الشهادتين الثانوية والأساسية، تتم في مراكز موحدة للمدارس الحكومية والخاصة، حيث وجد طلاب الأخيرة تعاملاً خاصاً من مراقبي الامتحانات، كون البعض منهم أبناء قيادات حوثية أو من أسر “غنية”، وصلت إلى حل النماذج من قبل معلمين يتم استقدامهم الى المدارس

امتحانات صعبة

ومع ماتم ذكره سالفا ،من الاختلالات الواضحة في العملية التعليمية ،وتدنى مستوى النشاط التعليمي، تبرز مشكلة مهمة الا وهي صعوبة الامتحانات، بل،وبعضها تعجيزية يقول الطالب /هاشم من ذمار ..فوجئت كغيري من الزملاء بصعوبة في الامتحانات ،بل وبعض الاسئلة تعجيزية وبعضها من المحذوف، لقد عنينا طويلا خلال هذا العام لامدرسين، ولاكتب متوفرة حتى الايام التي ندرسها معضمها احتفالات وفعاليات ، “لم نتلقَّ التعليم بالوجه المطلوب، ولا يوجد أي اهتمام بالطلاب مطلقاً، ومع ذلك كانت الامتحانات أكثر صعوبة وكأنهم متجاهلين اننا لم ندرس أصلا”.
ومنذ بداية العام الدراسي كان هاشم ومعه المئات من الطلبة يذهبون في الصباح الباكر أملا في استدراك دروس المواد العلمية الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات لكن غياب أساتذة المواد، وتدهور التعليم في المدارس الحكومية في صنعاء شكل عائقا في تعليمهم”.
ويدعم حديث الطالب هاشم الاستاذ / سمير موجه مادة الكيمياء يقول غالبية الأسئلة تعجيزية، لم يكترث التربويون ممن وضعوا تلك النماذج الصعبة، إلى الوضع الكارثي الذي يعانيه قطاع التعليم بسبب الحرب وانعدام وسائل التعليم من المدرسين والمناهج وأبسط مقومات العملية التعليمية والاوضاع المعيشية الصعبة للناس
ويرى الاستاذ /عبدالاله.. مستشار تربوي ان التربية والتعليم تعيش أسوأ مراحلها في تأريخ اليمن أبناؤنا بين خيار التجهيل، والتفخيخ، إما في جبهات القتال أو الجهل”.
وعلى مدى سنوات الحرب التي اشعلها الحوثيون عملت الميليشيا على تغيير المناهج الدراسية واستبدالها بمقررات طائفية، بالتزامن مع تكثيف حملاتها داخل المرافق التعليمية لغسل أدمغة الطلاب، والزج بهم في جبهات القتال. إذ تشير تقارير دولية إلى أن ميليشيا الحوثي جندت مئات الاطفال حيث وثق مراقبو حقوق الإنسان في اليمن عن تجنيد الحوثيين أكثر من 11الف طفل منذ عام 2014.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى