مقالات

الانهيار العظيم

 عبد المجيد قاسم

عبدالمجيد قاسم

لم تعرف اليمن في تاريخها الحديث- او فلنقل من بعد ثورة الشباب- تازمنا مع الوضع السياسي مثل ما حدث هذه الايام من انهيار شبه تام للدولة -من باب التخفيف فقط، والا فهو انهيار تام، حيث لا رئيس ولا حكومة ولا برلمان ولا مؤسسات حكومية قادره علي القيام بعملها بشكل صحيح في ظل تسلط ميليشاوي على اجهزتها الادارية.

وكالعادة تقف القوى السياسية حائره في اتخاذ موقف سياسي جامع وتصور واضح للخروج من هذا التأزم الذي كنا في حزب الرشاد حقيقة وبدون مواربة أول من استشعره في حصار دماج- إبان مؤتمر الحوار الوطني -الذي استمر لأكثر من 100 يوم.

وقدمنا احتجاجات كثيره وعلقنا مشاركتنا فيه للفت انظار القوى السياسية ان ما يحدث في دماج مؤشر خطير لعدم مصداقية الميليشيات المسلحة في دعوها بانها انتقلت من كونها ميليشيات الى ان تكون قوة سياسية تؤمن بالعمل السياسي وادواته الشرعية ولكن كانت هذه القوى غير مدركه لما يدور واعتبرته بانه اشكاليه سرعان ما تنتهي , والصحيح اثبتت الأيام بأن هذه القوى لا تمتلك اي مشروع للحل ولا يوجد لديها حتى النية في التوافق للخروج بحل سوى انها تسير في معالجة قضايا البلد السياسية بنفس العقلية السابقة -ما بدى بدينا عليه- وهذا ما كان احد الاسباب الرئيسة في فشل نجاح الثورة الشبابية بشكل كامل_وان كانت مستمره_ ولا نريد ان نفصل في هذه النقطه حيث انها لا تخفى علي احد وما يحدث ما هو الا جزء من تداعيات تلك المرحله وعدم ادارتها بالشكل الصحيح.

تأتي هذه المرحلة التي يمكن ان نطلق عليها مرحلة الانهيار العظيم ، انهيار الدوله ، انهيار المنطق السياسي الذي فرضته ميليشا مسلحه لا تؤمن الا بفرض الواقع الذي تريد بقوة السلاح بتعاون مع قوى سياسيه المفترض انها تدرك تبعات هذا النهج على الواقع السياسي.

تأتي هذه المرحلة وايضا تدار بنفس العقلية، بنفس الاسلوب ونفس المنطق ،لم تخرج لا من مناكفاتها السياسية ولا من غياب رؤاها للمستقبل ولم تتعلم من دروس الماضي.

تأتي هذه المرحلة والشعب اليمني في حالة من ضيق العيش وعدم الشعور بالامان والخوف من المجهول .

 

واصرار من المليشيات المسلحة على اغلاق كل سبل الحوار والتخندق في مشاريعها الضيقة، و الارتكان والارتهان على مصادر تمويلها الخارجي ،
وايضا في غياب تصور واضح من القوى السياسية في التعامل معها والخوف من التصدر في مواجهتها مما ادى لمزيد من التعنت والصلف من قبلها (-اي هذه المليشيات).

لا يوجد مشكله في الحوار والخروج بتفاهمات واخراج اليمن والشعب اليمني من هذا الانهيار التي تسببت به هذه المليشيات وتفكيرها العقيم ان كان هناك صدق من القوى السياسية على تبني موقف موحد ورؤية واضحه – وقد حاول الرشاد مرارا وتكرارا للوصول الى توافق يجمع هذه القوى – والنأي بنفسها عن تصفية حساباتها البينية ولتعلم بانه لن يكون هناك خاسر سواها، وبشرط ان تبقى لغة الحوار هي الوحيدة التي يمكن ان توصل للحل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى