الجودة والواقع السياسي يفقدان البرامج الدينية الرمضانية بريقها المعتاد
الرشاد برس تقارير
فقدت البرامج الدينية الرمضانية، خلال السنوات القليلة الماضية، بريقها القوي بعد أن كانت تحظى بملايين المتابعين خاصة من فئة الشباب في الدول العربية والإسلامية، ليتحول الكثير منها إلى مجرد فقرة لتغطية مساحة بدون أن يكون لها ذلك التأثير الواسع.وتتنوع أسباب خفوت بريق البرامج الدينية بداية من ضعف تمويلها وانخفاض جودة المحتوى الذي تقدمه، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتراجع الإقبال على مشاهدة التلفاز، وليس انتهاء بما تشهده منطقة الشرق الأوسط من واقع سياسي غير نظرة الكثير من المتابعين لدعاة ورجال دين بسبب مواقفهم السياسية، ليصبح عدد كبير منهم من الوجوه غير المقبول ظهورها على الفضائيات.وفي مقابل تراجع تأثير تلك البرامج التي تبثعبر الفضائيات، فإن هناك برامج دينية أخرى يقدم معظمها دعاة من الشباب، تبث على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة ويتابعها الملايين من العرب والمسلمين
محمد علي ناشط دعوي
عبر وسائل التواصل
حول أسباب فقدان البرامج الدينية التلفزيونية لبريقها، قائلا إن “الشبان في العالمين العربي والإسلامي لديهم تعطش لنوعية برامج تخاطب عقولهم وتلامس أرواحهم وتتعايش مع واقعهم فتنقل لهم الصوروالنماذج المضيئة”.ويؤكد الكندري، الذي يقدم البرنامج الديني”فسيروا” عبر موقع “يوتوب”، على أهمية تطويرالمحتوى في البرامج الدينية الموجهة للشباب خصوصا في ظل سيولة عالم الإنترنت.ويقول: “أنا أؤمن بقوة المحتوى وضرورة الانتقاء وحسن التقديم فالمعروض كثير لكن وعي الجمهور أصبح يميز المفيد من غير المفيد والمحتوى الذي يقدر وعيه وحاجاته من المحتوى الضعيف”.ويضيف: “نريد أن نظهر عظمة هذا الدين بشكل عملي خاصة في ظل وجود بعضا ممن ينتمون لهذا الدين ويخجلون منه ومن شريعته”.ومضى يقول”للأسف الشباب أصبحوا أكثر عرضةلمثل هذا الأمر الخطير في ظل ضعف التعليموقلة القراءة وغياب القدوات”.وحول برنامجه الذي حقق 54 مليون متابع على قناة “يوتيوب” التي يعرض عليها، يشير الكندري إلى أنه حاول الانتقال من الاكتفاء بتفسيرالقرآن الكريم وصولا لرحاب التشريع لأن الإسلام تفرد بخاصية التشريع الذي ينظم حياة الإنسان.ويوضح أنه سافر إلى 22 دولة حول العالم خلال إعداده لبرنامجه، في محاولة منه لخوض تجارب مختلفة ومعايشة نماذج مميزة، لافتا إلى أن هذه التجارب كانت العماد الأساسي في تميز محتوى برنامج “فسيروا” وتحقيقه لجمهور واسع من المتابعين.وفي سياق الحديث عن خفوت بريق البرامج الدينية التلفزيونية
، يرى أحمد المصري، وهو أحدمنتجي البرامج، أن غياب الدعاة الذين كانوا يحملون لواء التجديد، لأسباب مختلفة، سبب رئيسي في تراجع متابعة البرامج الدينية.ويقول المصري للأناضول، إن “هؤلاء الدعاة كان لهم تأثير كبير جدا على الشباب في العالم العربي والدول الإسلامية وغيابهم كان سببا رئيسيا في أن شهر رمضان هذا العام فارغ من البرامج الدينية المؤثرة”.ويعتبر أنه “تم إفراع المساحة الدينية من محتواهافي البرامج التلفزيونية فلم يبق سوى القضايا السطحية التي لا تفيد ولا تخاطب قاعدة الشباب”.من وجهة نظر ثانية، يعتقد عبادة نوح، المديرالتنفيذي لشركة “ميديا فورس” للإنتاج الفني الكويتية، أن تراجع البرامج الدينية المعروضة عبر شاشات الفضائيات يقابله توسع لها على منصات التواصل الاجتماعي نظرا لسهولة الانتشار وقلة التكلفة.ويوضح نوح أن أحد أبرز مشاكل منتجي البرامج الدينية غالبا هو توفير تمويل يحقق منتجا يليق بالجمهور وبالمحتوى القيمي الهادف، الأمر الذي ساهم في قلة البرامج الدينية المميزة على الشاشات في رمضان.ويضيف “هناك الكثير من الدعاة ومقدمي البرامج الدينية ولكن هناك في المقابل فقر كبير في تقديم المحتوى المناسب والجيد فقلما تجد هناك من يجتهد في تقديم أفكارجديدة وعميقة تمس شريحة كبيرة من الجمهور”.ويشير نوح إلى أن الواقع السياسي في الشرق الأوسط ساهم في تغيير خريطة البرامج الدينية أيضا لأن هناك الكثير من الأسماء أصبحت غير مقبولة لدى الكثير من الفضائيات العربية