مقالات

“الحب .. طاهرٌ فلا تلوثوه”

 

محمد

 

محمد القطراوي

“الحب مش عيب ولا حرام ” ,, لم يُخطئ قائل هذه العبارة أبدا ولم يجانب الصواب ,, ومن قال أصلا غير هذا الكلام ؟؟!

 

وهل قال أحد من دعاة الاسلام وعلمائه أن الحب حرام أو أن أحداً من مخاتير المجتمع قال أنه عيب , والأصل أن الاسلام هو دين الحب ودين السلام ودين الانسانية .

 

بل أنّ الاسلام دينٌ أساسه قائم على الحب بين العبد وربه , وأن العلاقة التي تربط بين أهله هي علاقة الحب في الله , الاسلام لا يُحرّم الحب أبدا ما دام علاقةً نقيةً طاهرةً لا تخرج عن الاطار الشرعي وتحترم تقاليد المجتمع وعاداته وأعراض أهله ,, والأصل في المسلمين أن يشيع الحب بينهم , بل أن المتحابين في الله صنف من الأصناف السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :

 

  (( وَالذي نَفسي بِيدِهِ، لا تَدخلونَ الجنةَ حتى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنوا حتى تَحابُّوا ))

 

[ أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ]

 

وهذا الإمام حسن البنا – مؤسس أكبر جماعة اسلامية معاصرة – يقول : سنقاتل الناس بالحب . ومن أجمل ما قرأت وأنا أُحًضّر لهذه المقالة : ” الحب ثلث الإنسان، لأن الإنسان عقلٌ يدرك، وقلبٌ يحب، وجسمٌ يتحرك، وغذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، لكن المؤمن يعرف من ينبغي أن يحب، وكيف يحب”  .

 

ومقصد الكتابة في هذا الموضوع يا كرام ليس توضيح حكم الحب في الاسلام , لأن الاسلام والحب كالروح في الجسد لا ينفصلان , ولا ينبغي لهما أن ينفصلان .

 

المقصد هنا توضيح المخالفات الشنيعة التي شوه بها كثير من أبنائنا الذين انبهروا بحضارة الغرب المنقوصة طريقة الحب بين المسلمين , واعتدوا على ضوابطها وأحكامها !!

 

أتفق معكم أن “الحب مش عيب ولا حرام” ,,,

 

لكن أن يكون الحب :

 

–       ملاحقة للفتيات من زاوية لأخرى !! عندها يكون الحب مشوها .

 

–       تمييع للنفس واتباعٌ لهواها !! عندها يكون الحب مُخرِبا .

 

–       احتفال به واصطناع أعياد له !! عندها يكون الحب مزيفا .

 

–       الانشغال عن طاعة الله بالمحبوب وتضييع فرائضه !! عندها يكون الحب محظورا .

 

–       انتهاك للأعراض وكسر لحواجز المجتمعات !! عندها يكون الحب سيئا .

 

–       الإلتهاء عن قضايا المسلمين الكبرى كالاحتلال وثورات الشعوب والفقر والظلم من أجل الانشغال بالحب !! عندها يكون الحب عيبا.

 

–       أن يتحول الحب الى صداقة مع الجنس الآخر قبل الزواج والتنزه معه والاشتغال به !! عندها يكون الحب عبثيا .

 

–       أن تُحصر الحرية المجتمعية في علاقة الشاب بالفتاة التي “يُحبها” وكيف أنه سيمارس حبه بلا ازعاج !! عندها يكون الحب منقوصا .

 

–       أن يتم حصر شعور وقيمة وجمال ونقاء وطهارة وأناقة وبهجة وروعة الحب في شاب وفتاة , إلتقيا ببعضهما “صدفة” وتعلقت قلوبهما من أول نظرة , وتبادلا أرقام الموبيلات وأرسلا لبعضهما رسالة ” من لحظة ما شفتك وانا عم فكر فيك” ثم يتحادثان بلغة مائعة وأنفاس ساخنة وعبارات محرمة , حتى تأتي اللحظة التاريخية المنتظرة التي يقول فيها فارس الأحلام لوردته الساحرة ” أنا ,,, أنا ,, أنا , أنا بحبك “

 

ثم ترد عليه الوردة الساحرة ويداها فوق فمها “ياه , من زمان وأنا مستنية هاد اللحظة” ليصبحا الشغل الشاغل لبعضهما في السفر والحضر والجلوس والعمل وعلى الجوال وصفحات الانترنت دون أي رابط ديني أو حتى اجتماعي !!! عندها يكون الحب عيبا , يُفسد ولا يُصلح , يُخرب ولا يعمر , يُفقر ولا يُغني , يشتت ولا يجمع .

 

جمال الحب يا أخوني في طهارته ونقائه , في كونه يُرضي الله عنا ولا يُغضبه , في جعله سببا لدخولنا الجنة وليس لورودنا النار , في اتخاذه حاميا للأسرة وواقيا للنسيج الاجتماعي وليس اعتداءً على الحرمات وانتهاكاً للأعراض .

 

ختاما ,, أًحِبوا لكن لا تُفسدوا المجتمعات

 ………..

كاتب فلسطيني من غزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى