تقارير ومقابلات

الحديدة..متنفس اليمن علي العالم…تنتظر التحرير

الرشـــــاد بـــــرس. تقارير
 
الحديدة المحافظة الأهم استراتيجياً على مستوى اليمن، فهي رابع المحافظات من حيث الكثافة السكانية، وثاني أهم الموانئ على الإطلاق الذي تعتمد عليه اليمن ويستقبل معظم التجارة الخارجية ومنفذ اليمن البحري إلى العالم
 
كما تعتبر محافظة الحديدة الارض الخصبة لليمن في تاريخها الحديث، وأهم مورد اقتصادي للبلد إذ تمثل موارد هذا الميناء حوالي 70% من الموارد اليمنية غير النفطية وتمر من خلاله الحركة التجارية اليمنية كونه يتوسط اليمن غربا
 
وتتحكم محافظة الحديدة بمعظم الساحل الغربي لليمن فهي البوابة البحرية لأفريقيا والعالم، وتطل مدينة الحديدة وميناؤها على معظم الجزر اليمنية الغربية ذات العمق والبعد الاستراتيجي كجزيرة كمران وحنيش الكبرى والصغرى وزقر وبقية الجزر الصغيرة.
كما تعتبر محافظة الحديدة عاصمة إقليم تهامة الغربي ، وهي مفتاح المحافظات الوسطى والبوابة الغربية لمحافظة صنعاء، إذ سيسهل الوصول إلى صنعاء عبر هذه البوابة.
 
ولعبت وتلعب محافظة الحديدة وميناؤها أدواراً هامة في التاريخ اليمني الحديث وخاصة بين الإمامة والجمهورية، وبين الإمامة وقبائل الزرانيق التي أذاقت الإمامة شر الهزائم في عشرينيات القرن الماضي.
 
الأجواء السحرية لهذه المحافظة تمثل عاملاً مساعداً للشرعية والتحالف في التسريع بحسم المعركة هناك، كون المليشيا الحوثية مليشيا جبلية ومن مناطق باردة لا تستطيع القتال في الأماكن المفتوحة والطقس الحار، ما يعني تخفيف كلفة الحرب على الشرعية قبل حلول الشتاء الذي سيكون عاملاً مساعداً للمليشيا الانقلابية.
 
وباستعادة الشرعية ميناء الحديدة ومدينتها تكون قد أغلقت كافة المنافذ البحرية أمام المليشيا وقطعت شرايين تهريب الأسلحة الإيرانية لتلك المليشيا، خاصة بعد خسارتها ميناء ومدينة ميدي الساحلية التي كانت تعتمد عليها اعتماداً كليا
ويرى محللون عسكريون أنه بسيطرة الشرعية على الحديدة ومينائها لن يقتصر تحريرها فقط على المنفذ البحري وقطع تهريب السلاح، بل سيقطع كافة الموارد المالية التي تعتمد عليها المليشيا الانقلابية وتغذي بها انقلابها، الأمر الذي سيسرع من انهيارها ودحر انقلابها من بلادنا بشكل نهائي.
 
وفضلاً عن كل ذلك فإن سيطرة الشرعية على الميناء سيسهل توصيل المساعدات الغذائية والطبية لكافة اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، فقد مثلت المليشيا الحوثية جدارا كبيرا أمام وصول المساعدات إلى الشعب الذي يخضع في معاناة إنسانية تحت سلطة الانقلابيين.
 
بفقدان المليشيا الحوثية ميناء ميدي في الساحل الغربي الذي اعتمدت عليه طيلة نشأتها وحروبها السابقة كمنفذ لتهريب الأسلحة وعناصرها من إيران، تستميت حول ميناء الحديدة حتى لا تفقده هو الآخر مما يعني حصارها بحريا من كافة المنافذ، الأمر الذي تراوغ كثيرا حول تسليمه وتستنجد بحلفائها في المنطقة والمنظمات الدولية المساندة لها بحجة الوضع الإنساني في المحافظة الفقيرة.
 
ولم يكن الميناء بالنسبة للمليشيا الحوثية مجرد منفذ بحري فقط، بل مثل لها أهم مورد اقتصادي تغذي بها حروبها وانقلابها، فضلاً عن أن محافظة الحديدة برمتها وليس الميناء فقط يعتبر المورد الأول غذائيا وماليا لها كونها السلة الغذائية لليمن
تدرك المليشيا الحوثية أنه بفقدانها ميناء الحديدة يعني انهيارها أو حصارها وبقاءها مجرد مليشيا مشردة في كهوف مران ومحيطها، ولذلك خرج زعيم المليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي متحدياً بالقتال حتى آخر نفس من عناصره، مما يعني التوجه نحو تدمير المدينة ومنشآتها الحيوية واشتداد المعركة هناك
هي معركة تحدٍ إذاً ومعركة كسر عظم لها ما بعدها، ومصير معظم اليمنيين متعلق بهذا الميناء، ولسان حال الجميع فيها إما النصر او ان نهلك دونها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى