مقالات

الحوثي.. سبق وأن!

محمد الأحمدي  باحث في شؤون الجماعات المسلحة وناشط حقوقي
محمد الأحمدي
باحث في شؤون الجماعات المسلحة وناشط حقوقي

– حذرنا اليمنيين أن ملامح دولة طائفية قمعية بغيضة تتشكل في شمال اليمن تقهر الناس وتمارس القمع ضد مخالفيها في الرأي؛ فقالوا أنتم تبالغون ومفترون، طائفيون، غير محايدين.

-قلنا إن سكان صعدة يئنون تحت وطأة الظلم والاستبداد والخرافة الحوثية والكهنوتية، ولذلك نريد بسط سيادة القانون ونفوذ الدولة اليمنية على صعدة وما جاورها لا غير؛ فقالوا أنتم دعاة فتنة طائفية وتحثون على شن حرب جديدة ضد أبناء صعدة الذين عانوا ويلات الحروب والظلم والتهميش.

– قلنا إن الحوثي يفرض حصاراً غاشماً على دماج وإننا شهود على حجم الكارثة الإنسانية هناك وهذه صور وفيديوهات المعاناة والظلم، وأنه يقصف المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة والقنص لا يفرق بين صغير وكبير أو ذكر وأنثى وطفل وامرأة، فقالوا أنتم غير منصفين وتميلون إلى طرف على حساب آخر وأنتم وهابيون، وتتبعون اللواء علي محسن الأحمر.

– قلنا لهم إن مشروع الحوثي التدميري الطائفي القمعي الوحشي لا يختلف عن مشروع الطاغية بشار الأسد في سوريا؛ وإن ألغام الحوثي في كشر وعاهم وصعدة وحرف سفيان لا تختلف عن براميل المتفجرات التي تلقيها مروحيات النظام الأسدي على رؤوس السوريين في المدن والقرى والأرياف؛ فقالوا أنتم غير منصفين وتفتقدون للحياد.

– قلنا لهم إنه لا مشكلة لليمنيين مع المذهب الزيدي فهم إخواننا وأحبابنا ونحن منهم وهم منا، وأن المشروع الإمامي الكهنوتي يتخذ المذهب الزيدي مجرد مطية لتدمير اليمن، فلم يصدقوا حتى خرج إمام مسجد بدر يحرض أنصاره علناً وعلى الملأ على الجهاد ضد اليمنيين بسلاحهم، بأسنانهم، ببنادقهم، بالتراب، بالحجار، بالعصي، وحتى بالزنابيل!.

– قلنا إن الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل بشكل مباشر من خلال الطائرات بدون طيار لمساندة الحوثي في حروبه ضد القبائل السنية شمال اليمن، حيث استهدفت صواريخها مناطق آل أبو جبارة في وايلة التي تصدت لزحف الحوثي شمال شرق البلد، وأن طائرات الاستطلاع الأمريكية التي تحلق أحيانا فوق دماج صعدة لا يستبعد أنها تقوم بمهام تجسسية لصالح الحوثي وتساعده في كشف مواقع السلفيين التي يدافعون منها عن أنفسهم في جبل البراقة وغيرها؛ فقالوا هذا غير معقول وأنتم تدافعون عن القاعدة إن لم تكونوا قاعدة.

–  قلنا لهم إن الحوثي مع استفادته من الدعم الإقليمي والدولي للوصول إلى مشروعه الطائفي الإمامي القمعي، ليس سوى أداة لمعاقبة اليمنيين على انتفاضتهم المشروعة ضد الحكم الفاسد والمستبد كما استخدم العسكر من قبل في مصر الانقلاب على إرادة الشعب المصري ومعاقبته، فلم يصدقوا حتى بدأت ملايين الريالات والدراهم الخليجية تنهمر على الحوثي وبدأت الزيارات المكوكية لدهاقنة الوجه السياسي الحوثي تتوالى نحو مدن آل سعود لمقابلة أمراء النفط واستلام الأموال والتخطيط للإضرار باليمن وكبح جماح طموحات اليمنيين في دولة رخاء وعدل وأمن ومساواة وحرية واستقلال.

– قلنا لهم إن التوسع الحوثي في شمال اليمن جزء من استحقاقات التقارب الايراني الأمريكي الذي يقضي بإعادة رسم خارطة المنطقة وتقاسم مناطق النفوذ بحيث يكون شمال اليمن للحوثي تحت النفوذ الإيراني، مع ضمان أمن المملكة السعودية، والجنوب تحت النفوذ الأمريكي بدليل اتفاق سقطرى وتعزيز الوجود الأمريكي في قاعدة العند وزيادة نشاط الطائرات بدون طيار، تحت ذريعة محاربة القاعدة.

–  قلنا لهم إن جوقة الإعلام الحوثي الإمامي تمارس التضليل والكذب وتشجع على العنف فلم يصدقوا حتى خرج عبدالرحمن العابد يدعو سيده عبدوو علناً لاجتياح صنعاء وإسقاطها كما يقول.

– قلنا لهم إنه حتى شعار الموت لأمريكا وإسرائيل وبيت بوس! برغم معرفتنا بزيفه وخداعه إلا أنه لا مشكلة معه من حيث المبدأ كمذهب أو دين نختلف معه ونعتقده باطلا، ولا مشكلة حتى مع المذهب الإثنا عشري أو الرافضي أو حتى اليهودية أو المسيحية، أو غيرها طالما أنها أديان ومذاهب تحتكم للدولة والقانون وتحترم التعايش السلمي وتقبل بالآخر، وأن المشكلة مع اللجوء إلى العنف وفرض ثقافة دخيلة على المجتمع بقوة السلاح، فلم يكترثوا حتى شاهد الجميع شعار الصرخة وهو يتردد على أفواه الحوثيين وهم يتلذذون بتفجير منازل المواطنين على رؤوسهم وتفجير المساجد بيوت الله بعد استباحة حرمتها وإحراق ما بداخلها من نسخ القرآن الكريم.

–        سبق وأن قلت وقال غيري كثيرون إن العدوان الحوثي الغاشم على دماج وصمة عار في جبين اليمنيين كل اليمنيين، وإنه مجرد البداية وأنه إذا سقطت دماج بيد الحوثي ستسقط معه اليمن واليمنيون في براثن الطغيان الحوثي الإمامي البغيض.. فلم يهتم أحد حتى وصل زحف أقدام الحوثي إلى مخادع قبائل اليمن على مشارف صنعاء، وهنا لا أدري إن كان اليمنيون سيستيقظون لاستنقاذ بلدهم وكرامتهم واستنقاذ الزنابيل أنفسهم الذين يستخدمهم الحوثي وقوداً لحروبه القذرة من مستنقع الطغيان والاستبداد المصبوغ بلون العنصرية المقيتة ومزاعم الحق الإلهي السلالي الحصري المزعوم أم ننتظر حتى يخطب “القائد الزعيم الرمز المشير عبدالملك – صالح الحوثي من جبل نقم ذكرى المولد النبوي الشريف، طالباً منهم مبايعته خليفة للمسلمين وظل الله في أرضه وآيته العظمى”!!.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يا اخي انت طائفي بإمتياز ونسيت ارهاب القاعدة والتكفيريين ولا نسيت حزب الاصلاح الذي دمر اليمن يمكن الحوثيين سيكونون انقاذ للواقع اليمني المرير

زر الذهاب إلى الأعلى