الدوخة…مؤشر لأمراض عدة
الرشــــاد بــــرس صحــــــــــــــــــة
يشعر البعض فجأة بأن الأرض تضطرب من تحت قدميه، أو أن جدران الغرفة تتحرك من حوله، ويمكن أن يصل الحال به إلى درجة فقدان الوعي، وكل ذلك بسبب الإصابة بالدوخة أو دوار الرأس.
يعرّف الباحثون الدوخة بأنها عدم القدرة على التوازن،مع رؤية الأشياء المحيطة وكأنها تدور أو تتأرجح، وربما وصل الأمر إلى عجز المصاب عن حفظ توازن الجسم، ويصاحب الدوار في بعض الأحيان غثيان يعقبه قيء
وتعتبر الدوخة عرضاً وليست مرضاً، وتحدث نتيجة العديد من الأسباب، ويمكن أن يكون وراء الإصابة بها مجموعة واسعة من العوامل، ولذلك يعد من الصعب معرفة السبب وراء الإصابة بها، كما أنها تعتبر من أكثر أسباب زيارة الأطباء.
يشير الباحثون إلى أنه بالتشريح تبين وجود 4 أماكن تعتبر هي المسؤولة عن انعدام التوازن، وهي الدماغ كله، ويمكن أن يكون السبب مشكلة فيه أو في الأعصاب، أو بسبب مرض عضوي أدى إلى مشكلة في الدماغ.
وتؤدي أي مشكلة في المخيخ إلى انعدام التوازن والتناسق أثناء الحركة، ويتسبب أي خلل في العقدة العصبية القاعدية بضعف في ردود فعل الجسم الوضعية، وتسبب كذلك مشاكل المسالك أو المستقبلات الحسية خللاً في استقبال الحس العميق.ونتناول في هذا الموضوع العوامل والأسباب التي تؤدي إلى حدوث الدوار أو الدوخة، وأيضا الأعراض التي تحدث وطرق الوقاية وأساليب العلاج لهذه المشكلة المزعجة
اضطرابات أخرى تبدأ الدوخة بالشعور بالدوار، حيث يقل تدفق الدم إلى الدماغ، ثم يعقبه تشويش في العقل، مع عدم القدرة على التوازن، واضطراب في الإبصار والسمع.ويمكن أن يؤدي كل ذلك إلى الإغماء، وتصاحب الدوخة في أغلب الأحيان اضطرابات أخرى، مثل الصرع وأمراض القلب، وأمراض الأذن الداخلية والأنيميا.
ويمكن أن تحدث الدوخة بسبب اختلاف الضغط في القناة شبه الدائرية في الأذن الداخلية، وكذلك من سوء الهضم والإمساك وبعض أمراض الكلى
ويعاني المصابون بضغط الدم المرتفع كثيرا من الأعراض منها الدوخة، ويمكن أن يكون وراء الإصابة بها ضربة على الرأس أوارتجاج في الدماغ، ويمكنأن يفقد المصاب بالدوخة توازنه فيسقط على الأرض، أو لا يستطيع الوقوف منتصبا.
الأنواع الأربعة توجد 4 أنواع للدوخة، النوع الأول شعور قصير بالدوار يزول سريعا، والمصاب بهذا النوع لا يحب البقاء في الأماكن المرتفعة، وفي العادة فإنه يمسك بأي شيء من حوله، كأن ينزل من عمارةمرتفعة فيمسك بسور السلم.
ويصاب بهذا النوع من الدوار عندما يكون في مكان مرتفع مثل قمة جبل، أو سطح عمارة شاهقة، وذلك لأنه لا يملك توافقا بين الرأس والأقدام، ومن الممكن أن يسقط بسبب هذا الأمر.ويشعر المصاب بالنوع الثاني من الدوار عند وقوفه فجأة بعد الجلوس، ولذلك فهو يتمسك بالأشياءمخافة السقوط، ويجب على المصاب بهذا النوع أن يجلس على فراشه، قبل مغادرته مدة من 5 دقائقإلى 10 دقائق، وإلا تعرض للدوار، ويمكن أن يزولالدوار بعد لحظات، ويمكن أن يمكث فترة تتراوح بين ساعة وساعتين.
يضطر المصاب بالنوع الثالث إلى عدم مغادرة الفراش عدة أيام، ولا يستطيع النهوض أو ارتداء ملابسه، وعند النهوض يفقد توازنه، معرضا نفسه للسقوط، ولا يصاحب عادة هذا النوع من الدوار غثيان
ويصاحب النوع الرابع من الدوار غثيان وطنين في الأذن، وتكون نوباته شديدة، ويلازم المصاب بهذا النوع الفراش عدة أسابيع في بعض الأحيان، ويعجز المصاب بهذا النوع عن الوقوف والمشي، ويسقط بمجرد وقوفه.أمراض الأذن والسكريتعتبر أسباب الدوار أو الدوخة كثيرة لدرجة أنها تشمل كثيرا من الأمراض والاضطرابات النفسية والعصبية، ومن ذلك ما يحدث للبعض أثناء الطيران، أو السفر بالقطار السريع، ويمكن أن يصاب البعض بالدوار بسبب تغييرات فجائية تحدث في الجسم، أو بسبب النظر من ارتفاع شاهق، وكذلك دوار البحر.
وتؤدي عدد من الحالات إلى الإصابة بالدوخة، ومنها مرض فيروسي يصيب الأذن، وعامة تسبب هذه الحالة أمراض الأذن التي تحدث بسبب العدوى، وعلى رأس هذه الأمراض مرض منيير، وهو تجمع السوائل داخل الأذن، والتهاب الأذن الداخلية.
ويصاب بالدوار مرضى السكري نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم، ويمكن أن يتعرض لهذه الحالة أيضا الأصحاء بسبب انخفاض احتراق السكر في الدم.
وتتسبب الإصابة بفقر الدم في التعرض للدوار، وكذلك ما يعرف بهبوط الضغط الانتصابي، وهو أكثر شيوعا عند المسنين، وفيه يحدث هبوط مفاجئ في ضغط الدم عند الجلوس أو الوقوف المفاجئ، وهو ما يختفي بعد الاستلقاء
ويحدث كذلك بسبب انخفاض كمية الدم في الجسم نتيجة التعرض للنزيف أو الإصابات الشديدة، ويؤدي الحمل والولادة إلى إحساس المرأة بالدوخة والصداع، وذلك نتيجة انخفاض ضغط الدم.
الصداع النصفي والجفاف يمكن أن يتسبب الصداع النصفي في حدوث الدوخة، والتي ربما حدثت قبل أو بعد أو حتى من دون حدوث الصداع.ويمكن أن تعود إلى الجفاف أو فرط الحرارة، حيث يتسبب عدم شرب ماء كاف أثناء ممارسة الرياضة، أو بسبب الإصابة بالإسهال أو الحمى في الإصابة بالدوخة
.ويؤدي القصور الفقري القاعدي إلى الإصابة بالدوار، حيث ينخفض تدفق الدم في الجزء الخلفي من الدماغ، وربما تنسد الأوعية الدموية المؤدية إلى المخ من القلب، وهو ما يعرف بتصلب الشرايين
.ويتسبب مرض عضلة القلب في الدوار، والإجهاد أو القلق، وخاصة للمصابين بفرط التهوية أو الإفراط في التنفس.وتؤدي إلى هذه الحالة الضغوط العصبية في الحياة، واضطرابات الأرق والتوتر والقلق، وكذلك جفاف السوائل العام في الجسم، وممارسة الرياضة بشكل زائد، والآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، أو عقاقير ضغط الدم، والتسمم بأول أكسيد الكربون
.ويتسبب في الدوخة سوء التغذية والنظام الغذائي القاسي، والنحافة المفرطة، وكذلك افتقاد الطعام للفواكه والخضراوات، وقلة الراحة والنوم ليلا.الجدران تتحرك يتعرض المصاب بالدوار للإحساس بأن كل شيء من حوله يدور، وهو أيضا يتحرك، وذلك بالرغم من أنه يكون جالسا، أو واقفا، ويشعر كذلك بعدم الثبات، أي أن جسده يميل في كل اتجاه دون أن يتحرك من مكانه.
ويفقد الشخص المصاب بالدوار توازنه، وذلك رغما عنه، ويشعر بعض الأشخاص أثناء الدوخة كأنهم يسبحون، وفي بعض الأحيان يكون الإحساس بصلابة الحركة وثقل الجسم.
وتتضمن أعراض الدوخة شعور المصاب بدوران شديد، وغثيان وقيء، ويكون شاحب الوجه، وربما وصل الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الوعي والإغماء المؤقت.
ويتسبب الدوار في أن يفقد المصاب تركيزه، وشعوره بالوقت أو المكان، ويكون عنده تشوش فيالرؤية، ويشعر بحالة من الضعف العام.ابدأ بالسبب يبدأ علاج الدوار أو الدوخة بمعرفة السبب وراء الإصابةبهذه الحالة أولا، ويمكن أن يتم علاج بعض الحالات منزليا، وذلك عندما يكون السبب وراء الإصابة بها غير مرضي، وذلك مثل تغييرات أنماط الحياة والإجهاد الجسدي
.وتتوافر لهذه الحالات أدوية تسيطر على الدوخة والدوار، ويمكن صرفها دون وصفة طبية، ويتم علاج أمراض الأذن التي تسبب الدوران، وعلى سبيل المثال التهاب الأذن الداخلية يعالج بالمضادات الحيوية، ويعالج مرض منيير بالحقن مع النظام الغذائي، ويمكن أن يصف الطبيب مدرات البول لتخفيف السوائل، أو يلجأ إلى التدخل الجراحي فيالحالات المتطورة.
ويلجأ كذلك الطبيب للجراحة إذا كان سبب الدوار ورماً في الدماغ، ويتم تجنب كل ما يثير الصداع النصفي، عندما يكون هو السبب في الدوار، أو التعامل معه بالأدوية المناسبة.
وينبغي علاج القلق والاضطرابات النفسية والتوتر في البداية، حيث إنها من أسباب الدوار عموما، وتعالج الدوخة التي تنتج عن الجفاف وزيادة درجة الحرارة بشرب كمية كبيرة من السوائل حتى تزول الأعراض
.وينصح بصفة عامة بالإكثار من الماء والعصائر الطازجة عند الإصابة بالدوار، وتجنب الكافيين والتدخين والمواد الكحولية وأي مواد مؤثرة على التوازن، حيث إن هذه المواد تزيد أعراض الدوخة
إجراءات وقائيةتشير دراسة حديثة إلى أنه يمكن الوقاية من الإصابة بالدوار أو الدوخة باتباع عدد من الإجراءات، وتشمل تغيير وضعية الجسم تدريجياً، وبالذات أثناء الانتقال من وضع الجلوس إلى الوقوف، وكذلك عند النهوض من السرير، ينبغي البقاء جالساً على طرف السرير لثوان ثم النهوض
ويقوم المصاب بالتركيز عند المشي على الأشياء البعيدة، مع عدم النظر أسفل القدمين، وتجنب المشي في المناطق المظلمة أو على أرض غير مستقرة.
وينصح بالجلوس في المقعد الأمامي للسيارة، مع النظر من النافذة إلى نقطة ثابتة، وكذلك تجنب الأنشطة التي تستدعي تحريك الرأس إلى أعلى وأسفل بصورة متكررة.
ويجب أخذ الحذر من استخدام الأدوية التي ربما سببت مشاكل في التوازن، كأحد الآثار الجانبية لها،ويجب على المصاب بالدوار الجلوس أو الاستلقاء فور شعوره ببداية الأعراض، وعند الاضطرار للمشي، فعليه أن يتحرك ببطء، ولا يحرك رأسه.
وينبغي على المريض كذلك عدم بذل أي مجهود زائد أو كبير، ومحاولة إراحة الجسم والاسترخاء، ويتجنب الأشياء التي تكون سبباً في تهيج الجيوب الأنفية، وبالتالي الإصابة بالصداع، وعليه كذلك التحكم في مستويات القلق والتوتر.ا