تقارير ومقابلات

كيف تستفيد الميليشيات من تعميق الأزمة الإنسانية في اليمن….

تقرير

الرشادبرس…

تتعمدالمليشيا استهداف للمساعدات الإنسانية الموجّهة لليمنيين وللأطقم المشرفة على إيصالها وتوزيعها، وأيضا للمرافق ذات الصلة بتوفير المواد الأساسية، وخصوصا الأغذية،وتحولت إلى ظاهرة جعلت متابعين للشأن اليمني يتحدّثون عن استهداف ممنهج هادف لتعميق الأزمة الإنسانية في اليمن، التي لطالما استفاد منها الحوثيون سياسيا وإعلاميا، وحتّى عسكريا.
واستهدف الحوثيون، امس، مطاحن البحر الأحمر وصوامع الغلال في مدينة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن بقذائف الهاون ما أدى إلى تدمير إحدى الصوامع واشتعال حريق كبير فيها أتى على محتوياتها من مخزون القمح.
وطالب مصدر محلّي في الحديدة الأمم المتحدة بـ“الانتباه إلى مثل هذه الحوادث التي لم تعد عارضة وأصبح تكرارها يشكّل ظاهرة مقلقة”.
وقال ذات المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لضمان سلامته، كونه من المعسكر المناهض للحوثيين في المحافظة، إنّ استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن، بما في ذلك بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم، هدف يعمل المتمرّدون على تحقيقه واستغلاله في الدعاية الإعلامية لجلب تعاطف المنظمات والهيئات الدولية.
وأضاف “لقد حقّق الحوثيون استفادة ميدانية مباشرة من وراء الأوضاع الإنسانية عندما استخدمت هذه الورقة بقوّة في وقف حملة عسكرية كبيرة وشاملة كانت على وشك طردهم من الحديدة”.
وربط مصدر يمني قصف الحوثيين لمطاحن البحر الأحمر بمنع زيارة كانت مقررة، الجمعة، من قبل هيئة الأمم المتحدة للمطاحن وعرقلة اتفاق تسهيل توزيع المواد الإغاثية لصنعاء والشريط الساحلي.
سبق للحوثيين أن استفادوا من ورقة الأوضاع الإنسانية في وقف عملية عسكرية كبرى كانت على وشك طردهم من الحديدة
وخلّفت الحرب التي فجّرها الحوثيون في اليمن منذ خريف سنة 2014 أوضاعا إنسانية معقّدة عملت دول إقليمية ومنظمات وهيئات إنسانية على التخفيف منها ببذل مساعدات متنوعة من أغذية وأدوية وغيرها.
لكنّ إيصال تلك المواد إلى مستحقيها تعرّض إلى مشاكل وتعقيدات من بينها تلاعب الحوثيين بها واستخدامها ورقة لمكافأة أنصارهم أو لمعاقبة معارضيهم، كما لم يترفّعوا عن استخدامها لتحقيق مكاسب مالية.
وقبل نحو شهر تفجّرت فضيحة قيام الحوثيين بسرقة المساعدات الإنسانية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي. ما جرّ موجة عالمية من الإدانات لهذا السلوك.
وجاء ذلك في أعقاب عملية مسح قام بها البرنامج في عدد من مناطق سيطرة الحوثيين وخلص فيها إلى أن معظم المساعدات الغذائية لا تصل إلى مستحقيها ويتم بيعها من قبل بعض “الشركاء المحليين” في إشارة إلى أجهزة السلطة الموازية التي أقامها الحوثيون.
وقال البرنامج في بيان “تم اكتشاف أن بعض مواد الإغاثة الغذائية تُمنح لأشخاص ليسوا مستحقين لها ويباع بعضها لتحقيق مكاسب في أسواق العاصمة”.
وعلّق ديفيد بيزلي المدير التنفيذي في البرنامج على القضية بالقول “هذا الفعل يصل إلى مرتبة سرقة الطعام من أفواه الجائعين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى