السلطات الألمانية تحاول تأمين ناقلة نفط متعثرة ببحر البلطيق
الرشاد بـــــــــــــــــــــــــــرس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
تحاول السلطات الألمانية اليوم السبت، تأمين ناقلة نفط متعثرة وتجنب تسرب نفطي في بحر البلطيق، وهي سفينة يشتبه بأنها جزء من «الأسطول الشبح الروسي» المتهالك الذي تصدّر موسكو من خلاله نفطها رغم العقوبات.
وقال مركز القيادة إن السفينة البالغ طولها 274 متراً وترفع علم بنما، انجرفت لبعض الوقت «بسرعة منخفضة بينما كانت غير قادرة على المناورة في المياه الساحلية لبحر البلطيق، إلى الشمال من روغن» في شرق الساحل الألماني.
وذكرت السلطة البحرية الألمانية في بيان ليل الجمعة السبت أن ثلاث قاطرات أرسِلت إلى مكان الواقعة تمكنت من إقامة صلة مع السفينة وحاولت دفعها باتجاه الشمال الشرقي.
وأشارت القيادة إلى أنها اتخذت هذا «الإجراء الأمني» لأن «الرياح البالغة قوتها بين 5 إلى 6 درجات على مقياس بوفورت تحولت إلى الشمال وهددت بدفع السفينة نحو الساحل وسط أمواج يبلغ ارتفاعها نحو 2.5 متر».
واتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك روسيا في بيان بـ«تعريض» الأمن الأوروبي «للخطر»، «ليس بحربها العدوانية ضد أوكرانيا فحسب لكن أيضاً بناقلات نفط متهالكة».
الجدير ذكره ان الحرب الروسية الأوكرانية ،شكلت ضربة قاصمة للعلاقات الروسية- الألمانية، ونقطة تحول جذرية بالنسبة للسلطات الألمانية، التي أصرت تقليدياً على الحياد في العلاقات مع روسيا. فقبل 24 فبراير (شباط) 2022، وعلى رغم دعوات “الغرب الجماعي” لاستبعاد روسيا من المفاوضات الأمنية الأوروبية، أصرت ألمانيا على العكس. وقام كل من مستشار البلاد أولاف شولتز ووزيرة الخارجية أنالينا باربوك بزيارة موسكو. وخلافاً لمواقف زملائهم من ممثلي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، كانت ألمانيا مستعدة للوعد بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو ومراجعة اتفاقيات مينسك.
لكن ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارع شولتز ليعلن أمام البوندستاغ أنه سيفعل كل شيء لضمان عدم انتشار الأعمال العدائية إلى الدول الأوروبية، وأعلن عن زيادة في حجم المساعدة لأوكرانيا وشركاء ألمانيا في أوروبا الشرقية، وهدد روسيا بفرض عقوبات صارمة.
وفي غضون أيام قليلة، لم تفرض ألمانيا عقوبات صارمة فحسب، بل قلصت أيضاً أكبر مشروع للطاقة لديها -إطلاق خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2”- وغيرت أيضاً سياستها الدفاعية بشكل جذري، وأدخلت تغييرات جوهرية في سياستها الخارجية والداخلية.
المصدر: أ ف ب