مقالات

السيناريو اليمني لاسقاط ثورة الربيع العربي

كاتب ومحلل سياسي
كاتب ومحلل سياسي

* حسن علي  الزومي

انهيار كافة قوى الدولة اليمنية والمقار الحكومية السيادية أمس بشكل دراماتيكي في غضون ساعات، بعملية غامضة لا يمكن وصفها إلا انها حلقة من حلقات مؤامرة حيكت بعناية لاسقاط ثورة 11 فبراير ..

لم تبدا هذه المؤامرة بدخول الحوثية كاداة تنفيذية لقوى الثورة المضادة ، ولن تكون نهايتها احتلال صنعا بهذا الشكل المفضوح ..

محركوا هذه العملية أطراف عديدة، محلية وإقليمية ودولية .. تقاطعت مصلحتهم في اسقاط صنعا ، ومحاولة توريط الاسلاميين والثوريين في مستنقع الدم ، ودعم جماعة اصبح واضحا ان اهم ما يميزها هو الرغبة في الدم والتدمير والانتقام ..

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة : هل سيامن هؤلاء المتواطئون على انفسهم غدا من غدر هذه الجماعة وبطشها بهم .. تمهيدا لمشروعهم الكبير المطبوخ في قم وطهران..

والسؤال الاهم : مالذي يضمن لهذه القوى عدم انجرار اليمن الى فوضى مفتوحة تاكل الاخضر واليابس وتهدد المصالح الاقليمية والدولية ؟!

( هذه المؤامرة لم تكن وليدة اليوم ولكنها كانت ضمن مخطط طويل بدأ منذ الاطاحة بنظام صالح مباشرة، اي في عام 2012 وما حصل اليوم لم يكن سوى حصيلة ونتيجة لذلك المخطط الطويل الذي تم رسمه بواسطة العديد من القوى المحلية والاقليمية والدولية وتم تنفيذه تحت نار هادئة ) .

تلك العمليات العسكرية ما كان لها ان تتم إلا في ظل قيادة عسكرية ذات خبرة كبيرة وعلى علاقة كبيرة وتأثير ونفوذ كبير على قادة الجيش والمؤسسات العامة .

ومن اشد ما يثير الدهشة ان السفارات الأجنبية بصنعاء وما حدث يوم امس وقبله من قصف عنيف على العديد من الأحياء للعاصمة صنعاء،الا اننا نستغرب عدم توجيهها تحذيرات أو بلاغات لرعاياها في صنعاء بمغادرة اليمن، في احتمال كبير وواضح بمعرفتها المسبقة لما سيحدث في صنعاء وللسيناريوهات التي تنتظرها

الامر الاكثر ارباكا هو موقف الرئيس هادي وقيادة الجيش المحسوبة عليه والمواليه له .. والتي كان لها اثر بالغ في النتيجة التي وصلنا اليها اليوم !! كنتيجة حتمية لطريقة ادارته للازمة بما يوحي للمتابع انه ليس ببعيد عن الطبخة الدولية !! او انه في الحقيقة عاجز تماما عن السيطرة على القوى المتصارعة ويكتفي بدور الوسيط !!

في غضون ذلك أوضح الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبدالسلام بدون مواربة ان المسلحين الحوثيين حصلوا على تعاون كبير من قوى عسكرية وأمنية ومسؤولين سهلت لهم السيطرة على صنعاء !!

ثم تاتي بعد ذلك حالة الارتياح العجيبة التي سادت جميع الاطراف المهتمة بالشان اليمني ، وكان الوضع لا يدعو للقلق ، فكل الامور مرتبة ، وكل الادوار محسوبة !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى