مقالات

الطريق إلى الأقصى والحول المتسلسل.

أبو بكر الدوسي
أبو بكر الدوسي

 

تعد القضية الفلسطينية قضية المسلمين الأولى فهي قضية مرتبطة بالدين الإسلامي، وذلك لوجود الأقصى الشريف لا يزال تحت ربقة الاحتلال الصهيوني الغاشم؛ لذلك كان حلم كل مسلم أن يتحرر الأقصى من أيدي اليهود.

وعلى مدى أكثر من ستين عاماً حاول بعض الزعماء أن يحقق هذا الحلم ففي عام 1948 توجهت العديد من الجيوش العربية المجاورة لدولة العدو الصهيوني بالإضافة لما كان يسمى بجيش الانقاذ العربي مع آلاف المتطوعين من الاخوان المسلمين وغيرهم من أجل تحرير فلسطين ولكن المعركة انتهت بهزيمة العرب المسلمين وانتصار العدو ولكنهم حاولوا.

ثم في حزيران 1967 ما تسمى بالنكسة أو حرب الأيام الستة درات معركة مع العدو الصهيوني وانتهت بهزيمة أخرى وتوسع العدو الصهيوني حيث احتل خلال تلك الحرب شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وضاعف العدو مساحته أربعة اضعاف، إلى غير ذلك مما لا يتسع المقام لذكره هنا.

كانت هذا هو النوع الذي يعرفه في ما يسمى بالطريق إلى الأقصى ألا وهو شن الحروب على دولة العدو الصهيوني ومهاجمته.

الطرق الجديدة إلى الأقصى:

بعد ذلك ظهر نوع جديد من المقاومة التي تدعي أن من أولى أولياتها محاربة ومقاومة العدو الصهيوني، ففي عام 1975 أسست حركة أمل والتي كان من أبرز أهدافها ما ذكرنا من مقاومة العدو، ولكن لم تسطر في تاريخها سوى نقاط سوداء والتي لم يكن آخرها المجازر الشنيعة بحق الفلسطينيين فيما سمي بحرب المخيمات أو مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1985 حيث ضنت الطريق إلى الأقصى هو في حرق وقصف المخيمات الفلسطينية.

على غرار حركة أمل أنشئ حزب الله اللبناني على يد حسن نصر الله المنشق عن حركة أمل والذي أنشأ حزب الله عام 1982 وما فتئ هو الآخر يتحدث عن مقاومة العدو الصهيوني ولكننا مرة أخرى نفاجأ بأن أنشطته الحربية هي ضد أبناء الإسلام والتي لم يكن آخرها العديد من المجازر التي يرتكبها الحزب اليوم ضد أبناء سوريا.

وفي عام 1992 تأسست الحركة الحوثية أو ما يسمى بالشباب المؤمن والذي يطلقون على أنفسهم حالياً “أنصار الله” وطالعتنا هذه الحركة أيضاً بشعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ولكنها أيضاً وجهت سلاحها إلى صدور أبنا الشعب اليمني وتفاجأنا حينما وجدنا هذه الجماعة أيضاً تقتل أبناء لدها ضانة أن الطريق إلى الأقصى هو من دماج أو صعدة أو الجوف أو حجة أو غيرها من المناطق اليمنية التي لم تسلم من اعتداءات مليشيات الحوثي حيث قتلت هذه المليشيات الآلاف من أبناء المؤسسة العسكرية ومن المواطنين وهجرت مئات الآلاف من أبناء دماج وصعدة وغيرها من المحافظات، فالطريق إلى الأقصى بالنسبة لهم هو قتل وتهجير  أبناء اليمن، إنه العجب العجـاب.

ومن هنا نوجه دعوة للأطباء ومراكز العيون بتبني حملة تبرعات واسعة تستهدف هذا النوع من الحول وذلك على الأقل بتوزيع نظارات وإجراء عمليات جراحية لعلاج هذا النوع من الحول حتى تعرف مليشيات الحوثي أن دماج وصعدة الجوف وعمران وغيرها ليست أمريكا ولا إسرائيل، ويعرف حزب الله أن الطريق إلى الأقصى هو من الحدود اللبنانية أو الأردنية أو المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى