مقالات

العباهلة يغسلون النجيع بالرجيع

بقلم/ابراهيم الاحمدي
………
من مبادئ الإسلام الراسخة التي لا شك فيها ولا لبس أن كل الناس متساوون أمام شرع الله وأحكامه ، وأن ميزان كرامتهم عنده بالتقوى والعمل الصالح ،
أما ما يفضل الله بعضهم فيه على بعض من قوة ومال وجمال وحسب فهذه كلها للابتلاء ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم )
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتواضع ونهى عن الكبر فقال : ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) رواه مسلم
لكن أصحاب النفوس الإبليسية ممن أنعم الله عليهم بنعمه ظنوا أن تلك النعم هي استحقاق لهم و أنهم لم ينالوها إلا لأنهم في أنفسهم أكرم وأفضل من غيرهم ، فمن هنا وجد الاستعلاء والكبر والبطر ،
من قول كبيرهم ( أنا خير منه ) إلى قول بعضهم للمؤمنين ( أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ) ( لو كان خيرا ماسبقونا إليه )
كل هذا لأنهم يرون أنهم في أنفسهم أولى بكل خير وفضل .
إلى قول أحد المتعصبين من بني هاشم قبل عقود من الزمن وهو يدعوا لأحد الموتى ( اللهم اغفر له كما غفرت لنا ) .
يظن أن كل هاشمي قد غفر له لأجل نسبه وقربه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهنا باب الفناء الذي نريد ولوجه
العنصرية لبني هاشم
لا شك ولا ريب أن هذه البدعة من أكثر البدع التي أحدثت في الأمة شروخا وآلاما من نهاية عصر الخلافة الراشدة إلى اليوم ، منذ ابتدعها رجل خبيث من يهود اليمن وهو عبد الله بن سبأ عليه من الله ما يستحق ، وحتى يومنا هذا ،
فتفرعت تلك النبتة الخبيثة وانتشرث بذورها ، ولا زالت .
لكن هذه البدعة ليست بدعة عنصرية مجردة ، بل هي بدعة مرتبطة بانحراف عقدي وفكري ، لأنها متلازمة مع عقيدة الرفض والطعن في الصحابة رضوان الله عليهم بل وفي السنة الصحيحة المنقولة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم.
ولذلك لا تجد هذه العنصرية إلا عند الشيعة الرافضة ، الهاشمي منهم وغير الهاشمي
ولا تجدها عند من التزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسار على نهجه ، ولو كان هاشميا
….
وهذا الذي ظهر في فتنة الحوثي الرافضي من بدايتها ، فقد كان أهل السنة من الهاشميين جنبا إلى جنب مع إخوانهم من كل القبائل والأنساب السنية واقفين في وجه هذا الانحراف والعفن الذي أفسد الدين والدنيا ، يربط الجميع رباط واحد ، هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و آله وسلم ، وحبهم لعقيدتهم ووطنهم .
…..
لكن ظهر في الفترة الأخيرة في صفوف المناوئين للحركة الحوثية من يسعى لحرف مسار الصف وتغيير راية المعركة ، إما مدفوعا من أعداء الملة والأمة ، أو لغرض وحقد دفين في نفسه ،
فيريد أن يصور أن المعركة هي بين الهاشميين ( سنيهم وشيعيهم ) وبين سائر القبائل والأعراق
لكن هؤلاء المنحرفين الذين يحملون نفس عقلية الحوثي ونفسيته سرعان ما افتضحوا ، وظهر خبث نواياهم وسوء طواياهم ، فتراهم لا يتورعون عن هدم المسلمات في دين الأمة وضرب رموزها الشخصية والتراثية ، فيسبون عليا رضي الله عنه ثم يصلون إلى بقية الخلفاء باعتبارهم من قريش ، ثم يطعنون في سنة النبي صلى الله عليه و آله وسلم باعتبارها فكرا للقوة التي احتلت اليمن (كما يزعمون )
…..
وهذا التطور في الانحراف أمر طبيعي حين يتم السكوت عليه ، لأن أي انحراف يبدأ يسيرا ثم يتطور حتى يصل غايته في الغلو والشطط
ولذلك فإن على المسلم العاقل أن ينضبط في سلمه وحربه بثوابت الإسلام ومبادئه التي لا لبس فيها
فإن الذي قال ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
هو نفسه الذي قال ( ولا تزر وازرة وزر أخرى )
فلا يكون اللبيب بابا أو نافذة يلج منها أحد من العنصريين المنحرفين ، سواء من الحوثيين الضالين أو من أضرابهم العباهلة ،
الذين يغسلون النجيع بالرجيع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى