مقالات

 القراءة تصنع الفرق ….

 

الرشاد برس

مقال

======✍ زيد اليمني

القراءة تصنع الفرق بين الناس من حيث التعامل مع الآخرين  والمعرفة التي يكتسبها القارئ من المتابعة والاطلاع …
وهذا الفرق يبدو واضحا جدا حتى في أقصر جملة تقولها أو تكتبها…
واضحا جدا حتى في طريقة طلبك لمقاس ملابسك من البائع….
واضحا حتى في عدد الهاءات التي تكتبها متلاصقة لأنك تضحك أو تتضاحك، واضحا في طريقة سؤالك، في جلوسك، في طبقة صوتك، في عدد مرات اتصالك، في توقيت رسائلك، في طريقة شكرك، في اعتذارك، في تذمرك، في انبهارك. ثمّت فرق واضح جدا….
في طريقة تعاملك مع اصدقائك وزملائك ومعلميك بل وحتى في طريقة تعاملك مع والديك واخوانك ونبرة صوتك الذي ستخاطبهم به، هل هي نبرة تنبع من حب وتقدير واحترام ، أم هي نبرة نابعة من تأفف وتعالي وتكبر ،ثمة فرق واضح جدا ….
واضح جدا في طريقة تعاملك مع منهم دونك من حيث الجاه والمال والمنصب والسلطان ،طريقة تعاملك مع الفقراء والمساكين والمشردين ،طريقة تعاملك مع منهم أكبر منك سنا ومعرفة ، وتعاملك مع منهم اصغر منك سنا ومعرفة…
واضح جدا في لباسك ومشيتك وهيكلك ومنظرك وهندامك  …
واضح جدا في طريقة تعاملك مع الممتلكات العامة والخاصة ومدى المحافظة عليها …
واضح جدا في مدى التزامك بالقوانين والوائح والتنظيمات ،واضح جدا  في طريقة وقوفك في الطوابير وعدم محاولتك تجاوز من سبقوك اليها  ،بل وحتى في طريقة دخولك الى المسجد وتجاوز رقاب الناس وابعادهم يمنة ويسره من أجل أن تصل الى المقام الأول وأنت حضرت اخر الناس  ….
لذلك أقول اقرأ فأنت اليوم في عصر لايوجد فيه حاجب على القراءة والإطلاع ،ولاكن احذر ان تغذي عقلك بكل ما يتلقفه بصرك واجعل تغذية عقلك أهم  وأولى عندك من تغذية بطنك ،وكما تسعى لتأكد من مصادر طعامك وشرابك ومدى صلاحيتها وخلوها من الجراثيم والقاذورات ،فعقلك أهم وأولى أن تتأكد من مصادر تغذيته ،فلاتغذيه الا بما ينفعه….
وإياك أن تكون كالذباب الذي لايمر على شي حتى يتوقف عنده ويتذوقه حاليه ومره الصالح والفاسد عنده سواء لايفرق بينهما ،ولاكن كن كالنحل الذي يبحث عن أجود انواع الزهور ليتغذى منها ويمتص رحيقها ليكون شفاء له ولغيره…
واحرص على مصادر قراءتك وتعلمك ليكون فيها نجاتك وسلامة عقلك وفكرك ،واحذر أن تكون ناعق تبع من هب ودب ،أو أن تكون إمعة تصدق كل ما يقال وينشر في مواقع التواصل وغيرها ….
ودعك من سفاسف الأمور وتراهاتها فإنها مفسدة للعقل مضيعة للوقت مبددة للآمال والمال ،واياك وتقديس الجهات والأشخاص فإن ذلك أسلم لعقلك وفهمك …

بقلم: زيد اليمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى