مقالات

“القربي” رقم صعب

كاتب صحفي
كاتب صحفي

 زكريا السادة

 وزير الخارجية السابق الدكتور أبوبكر القربي كان ولا يزال رقم صعب في المعادلة الدبلوماسية، يمثل تقديم استقالته فراغ كبير بعد تجربة طويلة من العمل المتواصل.

 

 لقد أستطاع الرجل أن يعمل بخطى ثابتة ومتزنة وبحرفية عالية ليكون الوزير الوحيد الذي توافق عليه الجميع ولم يكن يرمي الخصومات بقدر ما يتقبلها بروح عالية، تأتي تلك الخصومات الحزبية التي نالت منه رضى الدبلوماسي الرصين الذي يُنتقد فيكتم دون ضجر. كتبت هذه المقال لأن “القربي” لم يعد في المنصب الذي شغله لسنوات وإن كان لا يزال فيه لن أكتب لأنه يقوم بواجبه ولن ينتظر الدفاع أو النقد، جاز أن نقول أنه كان مؤهل وأكاديمي يحمل الدكتوراه ويتمرس على الدبلوماسية فطرة وفطنة.

 

 في السابق كنت أتابع الأخبار التي تنال من شخص “القربي” وكان جميعنا يدرك أنها انتقادات حزبية لا تقوم على نقد بناء يخدم الوطن وإصلاح المرحلة، فقط كانت المطامع حول التعيين في السفارات والملحقيات وراء تلك الأصوات المرتفعة التي تعارض لأجل الأهواء، الحزبية التي يفهما البعض بشكل مغلوط تقود إلى الصراع من أجل الحزب لا من أجل الوطن وتفضل الفاسد على الصالح إن كان يجمعهم الشعار، الرقابة المجتمعية تتخبط أمام فوضى النقد ألتشهيري الذي يسيء إلى الآخرين خصوصاً في وعي ثقافي غائب للأسف كمجتمعنا، ولأن الرجل يحمل المؤهل العلمي دون عامل قبلي لم يرسل البلاطجة لقتل المتظاهرين ولم يسخر من الحكومة الحالية عبر منصب حافظ علية بالقوة.

 

 أكاد أعتبر التغيير الذي طالبنا نحن الشباب به قبل أن كان البعض يدفنون رؤوسهم في الرمال تغيير غير عادل ولأن غالبية الشباب ممن حفرت البطالة أقدامهم يعيشون ضحية الماضي والحاضر، هنا لا أطالب بإرجاع “القربي” فقد أبلى بلاء كبير في صراع السياسة التي نالت منه طيلة شهور عدة ومن حظه أن يكون في قائمة الشرفاء الذين حافظوا على توازن وزارته دون إدخال الصراع فيها.

 

 للدكتور “القربي” مواقف سياسية شجاعة ملفات أستطاع أن ينتصر لها بدبلوماسية راقية ، حينها كانت قيادة كبيرة (جديدة) في الدولة تقف هزيلة وتهرب من الواقع لتنال ثقة الداخل والخارج ، التصريحات بحق السفن المحملة بالسلاح التي دخلت اليمن كانت جزء آخر قضت برفع الصوت ضد هذا الوزير ، لعل تصوير وزارة الخارجية ارشيف من الفساد غير عادل لأن الفساد تضاعف في قريناتها من الوزارات المحسوبة والغير محسوبة ، لكن من الإنصاف أن نعترف بنزاهة الكثير وحنكة الكثير ، ما جعلني أكتب عن هذا الرقم الصعب الإحساس بحجم الصراع الذي سينخر مناصب الدولة رغم مبدأ النقد الذي سلكته خلال كتاباتي السابقة دائما .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى