المتحدث باسم طالبان الملا قارئ أحمدي لـ”الشرق الأوسط” أميركا تهرب من أفغانستان بعد خسائرها الفادحة في ميدان المعركة بأيدي المجاهدين
لندن: محمد الشافعي
الملا قارئ أحمدي يوسف المتحدث الرسمي باسم طالبان من القيادات العليا للحركة الأصولية وأحد الوجوه المقربة من الملا محمد عمر زعيم طالبان، ويعد أحد أبرز قيادات الحركة المنفتحة على الإعلام والميديا الغربية، وهاتفه الجوال عبر الثريا يتلقى الأسئلة، وبريده الإلكتروني أو عبر وسطاء ومساعدين مشغول بالرد على استفسارات الإعلاميين عما يدور في أفغانستان التي لم تعرف طعم الأمن والأمان منذ أكثر من 30 عاما، والملا أحمدي ينشد الشعر ويجيد كتابة الخط العربي والفارسي بأنواعه المختلفة، ويتحدث أيضا البشتو (لغة الأم) والفارسية، كما أنه يفهم بعض اللغات الأخرى كالعربية والإنجليزية والأوردو، ويجيد أدوات التواصل الاجتماعي ويتعامل مع الكومبيوتر والإنترنت و«فيس بوك» و«تويتر»، وابنه الأكبر محمد في الـ13 من العمر يذهب إلى مدارس مدنية تحت سيطرة طالبان يتلقى فيها العلوم الشرعية، وكذلك العلوم الحديثة. حاورته «الشرق الأوسط» مرات من قبل عبر البريد الإلكتروني، ولكن هذه المرة جاءت ردوده سريعة ومتجاوبة مع ما تمر به أفغانستان من أحداث جسام مع قرب انسحاب القوات الأجنبية، ورفض الرئيس حميد كرزاي أو مماطلته في التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع الأميركيين، إلا أن الملا أحمدي أكد أنها لن توقع مع الطرف الأميركي، زاعما أن الأميركيين يهربون من أرض المعركة بسبب الخسائر التي وقعت في صفوفهم طوال 12 عاما، وأكد أيضا أنه لا تنازل عن تطبيق الحدود، وأن الحركة الأصولية لا تتملكها شهوة الحكم، والهدف من وجهة نظرهم بعد كل هذه التضحيات هو تطبيق الشريعة في البلاد التي عدها خطا أحمر لا يمكن تخطيه لأن الهدف هو إقامة شرائع الدين، لكنه طمأن سيدات المجتمع الأفغاني أنه لا عودة إلى الوراء من جهة الحقوق المكتسبة بالنسبة لتعليم البنات. وجاء حوار «الشرق الأوسط» مع الملا قارئ أحمدي عبر البريد الإلكتروني على النحو التالي:
* لماذا رفضتم الاتفاقية الأمنية التي وقعها مجلس الشيوخ «اللويا غيرغا» وتسمح ببقاء القوات الأميركية في أفغانستان؟
– إن بقاء جندي أجنبي واحد على أرض أفغانستان يعني بقاء الاحتلال. لهذا رفضنا، وسوف نظل نرفض، أي اتفاق يسمح بذلك تحت أي اسم كان.
* ما توقعاتكم للأمن والأمان والاستقرار في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية العام المقبل؟
– إن وجود جيوش الاحتلال هو سبب اختلال الأمن وتعريض حياة الناس وممتلكاتهم للأخطار. والشعب الأفغاني طوال تاريخه يرفض وجود الاحتلال ولن يتوقف عن مقاومة المحتل بكل الإمكانات حتى يرغمه على الجلاء التام عن جميع الأرض الأفغانية وعودة النظام الإسلامي الذي ارتضاه الشعب وجاهد من أجله لعقود زمنية متصلة. لهذا نتوقع عودة الأمن والاستقرار إلى البلاد بعد خروج المحتلين.
* بالنسبة للانتخابات الرئاسية العام المقبل.. هل تؤيدون مرشحا بعينه مثل الشيخ سياف أو الدكتور عبد الله عبد الله زعيم المعارضة؟ ولماذا لم تدفعوا بمرشح بعينه تقفون وراءه؟
– الانتخابات هي مجرد حيلة لإبقاء الاحتلال تحت ستار برلمان وحكومة ودستور وضعه المستعمر كي يضمن استمرار نفوذه السياسي وأطماعه الاقتصادية واستبعاد الإسلام من حياة الأفغان. وفي ظل هذه الظروف لا يمكن أن نوافق على أي إجراء سياسي، بما في ذلك الانتخابات. ومن باب أولى لن نقدم أي مرشح يمثلنا أو ندعم أي مرشح فيها. والأسماء المذكورة في السؤال هي لشخصيات موالية للاحتلال وقدمت له أخطر الخدمات. وسوف يحاكم الشعب أمثال هؤلاء ما لم يتوبوا عن جرائمهم قبل فوات الأوان.
* إذا عدتم إلى الحكم أو شاركتم في الحكم المقبل في أفغانستان، هل ستعودون إلى العقوبات في ما يتعلق بالحدود مثل عقوبة الرجم في ما يتعلق بجريمة الزنى وقطع يد السارق في ما يتعلق بجريمة السرقة حسب الشريعة الإسلامية؟
– شرائع الإسلام هي جزء أصيل من الدين، واستبعاد جزء من الإسلام يساوي استبعاد الإسلام كله. وتطبيق الحدود يجري تحت إشراف قضاة أكفاء يراعون الظروف الواقعية للناس والشروط التي تستوجب التخفيف عنهم. فليس الهدف من الحدود هو الانتقام، بل الهدف هو إقامة العدل حسب أوامر الخالق وليس حسب أهواء البشر. وليس من الجائز ما يفعله البعض من ترضية لأعداء الإسلام وطلب أموالهم بالتخلي عن قوانين شريعتنا. وقد شهدت أفغانستان أفضل عهود الأمن والاستقرار خلال فترة تطبيق الشريعة أثناء حكم الإمارة الإسلامية قبل دخول الأميركيين، لهذا فإن شعبنا–ونحن جزء منه–لا نرتضي بديلا عن تطبيق شرائع الدين كاملة، وهذا هو أساس جهادنا. فليست المسألة هي أن نتولى نحن الحكم أو نشارك فيه بأي شكل. فالقضية الأساسية هي إقامة الدين وشرائعه وليس اتخاذ الدين وسيلة للوصول إلى السلطة والتمتع بشهوة الحكم. وقد دخلنا في حرب طاحنة استمرت حتى الآن لأكثر من 12 عاما لأجل إقرار مبادئ الشريعة، فهل بعد ذلك يمكن أن نشارك في حكم قائم على محاربة الشريعة وموالاة الكافرين والتحالف معهم واتخاذهم أولياء من دون المؤمنين؟! مثل ذلك الحكم لا نريده ولن نشارك فيه، بل سنحاربه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
* مع إصرار الرئيس حميد كرزاي على عدم توقيع الاتفاقية الأمنية إلا بعد إجراء الانتخابات الرئاسية.. كيف سيكون الحال إذا ما هددت أميركا بسحبها كل قواتها؟
– الحديث عن توقيع أو عدم توقيع اتفاقية أمنية هو نوع من اللغو. فلن يكون هناك اتفاق مع العدو، لا قبل الانتخابات ولا بعدها. وكل ذلك لا يلزمنا بشيء، فأميركا تهرب من أفغانستان بعد خسائرها الفادحة في ميدان المعركة بأيدي المجاهدين. وهدفنا هو طرد جيوشها وجيوش حلفائها من ذلك البلد المسلم، ولن نسمح ببقاء أي جندي أجنبي تحت أي ذريعة، وسوف نستمر في ضربهم حتى يغادروا بلادنا مذعنين دون أي تغطية سياسية، من اتفاقية أمنية وغيرها، فلا اتفاق مع معتدٍ أهلك الحرث والنسل، ونعتبر توقيع مثل تلك الاتفاقية خيانة بحق شعبنا وبلدنا المسلم.
* هل لديكم شروط خاصة لتعليم الفتيات، وسط اتهامات من أن الموالين لكم أحرقوا العشرات من مدارس تعليم الفتيات؟
– التعليم هو واحدة من أهم نقاط برامجنا القادمة لبناء هذا الوطن الشامخ بما يليق بمكانته العظيمة وقدرته على تخليص البشرية من أكبر الأخطار التي هددتها والمتمثلة في إمبراطوريات الاستعمار القديم والحديث التي انهارت بفضل ضرباته وصموده الجهادي غير المسبوق في تاريخ الأمم. ونهضة أفغانستان القادمة من أجل إعادة بناء الشعب والوطن سوف ترتكز على أساس العقيدة الدينية والعلوم الحديثة معا. فتخلفنا في مجالات التكنولوجيا والصناعات يهدد أمننا واستقلالنا ويجعل بلادنا مستهدفة من القوى الأكثر تطورا علميا. وسوف نضع نظاما تعليميا يضمن ترسيخ الدين في نفوس الأجيال القادمة، ويكون ركيزتهم المعنوية في اقتحام العلوم التجريبية للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة خلال أقصر مدى ممكن. وهدفنا هو أن تصبح بلادنا منارة إسلامية شامخة في مجالات العلوم الدينية والدنيوية معا. والمرأة هي نصف المجتمع، والإسلام عيّن لها مكانتها في المجتمع، وإن الدين الحنيف نظم العلاقة بين الرجل والمرأة من أجل خير المجتمع وصيانته وضمان نهضته المعنوية والمادية. لهذا تتمايز الأدوار ولكنها تتحد في الهدف النهائي وهو سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. لهذا فإن تعليم المرأة سيكون له نفس أهمية تعليم الرجل في برامجنا القادمة بإذن الله. أما مشكلتنا مع التعليم المفروض علينا من الاستعمار الخارجي سواء من السوفيات سابقا أو من الأميركيين حاليا فهي تنحصر في نقطتين:
أولا: نوعية المنهج التعليمي المعادي صراحة للإسلام والمخالف لتعاليمه، وذلك شيء لا يمكننا القبول به.
ثانيا: نوعيه القائمين على العملية التعليمية، بداية من المدرس في الصف الدراسي ووصولا إلى الجهاز المشرف على التعليم، فهؤلاء يضربون أسوأ الأمثلة للأجيال الناشئة.
ناهيك بأن ذلك التعليم لم يكن هدفه نهضة الأمة، بل كان هدفه تغيير عقائد الشباب وإعدادهم لخدمة المستعمر والعمل في صفوفه وإدارة مصالحه في بلادنا التي يعتبرها مستعمرة تابعة له يستغل مواردها ويغير ثقافتها ودينها. لهذا فإننا نعتبر برامج التعليم التي يضعها المستعمر جزءا أساسيا من العدوان الثقافي على شعبنا.
فالمسألة ليست معاداة للعلم والتعليم، بل نحن من أشد المؤيدين للعلم والتعليم، وهو ما أمرنا به ديننا الحنيف الذي كانت أولى كلماته وأوامره هي كلمة «اقرأ»، فكيف يكون من أمتنا من يعادي العلم؟! ولكننا نرفض ونقاوم تحويل العملية التعليمية إلى أداة لهدم الدين وتخريج أجيال فاسدة الأخلاق تعمل ضد الدين وضد الوطن. هذه هي حقيقة موقفنا، وما سوى ذلك هو حرب إشاعات يطلقها العدو ويروجها لصرف الأنظار عن جرائمه، ولتشويه صورة المجاهدين الذين يعتبرون العلم فريضة دينية مقدسة لدى جميع المسلمين رجالا ونساء، فنحن أمة العلم وبناء المدارس ولسنا أمة الجهل وحرق المدارس.
* هناك اتهامات للحركة وخصوصا من سيدات المجتمع الأفغاني ونائبات البرلمان الحالي أن الزمن سيعود إلى الوراء إذا ما وصلتم إلى الحكم. هل يمكن أن تطمئنوا الأفغانيات بشأن المستقبل؟
– أهم التحديات التي ستقابلنا في المستقبل هي تحقيق وحدة الشعب الأفغاني. ذلك هو الشرط الأساسي لتنفيذ برامج البناء والتقدم نحو مستقبل زاهر على أساس مبادئ الإسلام التي يجمع عليها الشعب، ولأجلها قدم ملايين الشهداء أرواحهم.
والعدو سعى في الماضي، وسوف يحاول في المستقبل، تخريب بلادنا وهدم مستقبلنا وحاضرنا من خلال بث بذور الفرقة، وإحياء الفتن الداخلية بشتى الذرائع والمسميات. وبدورنا علينا السير في اتجاه معاكس لإرادة العدو، وننفذ ما طلبه ديننا من الاعتصام بجبل الله وعدم التفرق، فذلك هو سلاحنا الأساسي لدحر عدونا والحفاظ على بلادنا ومستقبل أجيالنا وتحقيق مستقبل زاهر لهذا البلد العظيم.
وبعد انسحاب العدو المعتدي سيكون حكمنا إسلاميا ساعيا نحو تقوية أواصر الوحدة بين مكونات الأمة على أساس التسامح والعدل والمساواة. ولن يكون هناك انتقام من أحد، بل عدالة للجميع. لهذا ننصح كل من مارس انحرافا أو اقترف جرائم تحت حماية الاحتلال أن يتوب إلى الله، وينضم إلى صفوف الشعب ومجاهديه قبل فوات الأوان. وهذا الكلام موجه إلى الجميع بمن فيهم «سيدات المجتمع» و«عضوات البرلمان». فالزمن لا يعود إلى الوراء باندحار المحتل وتحرير الوطن وعودة الشريعة إلى بلد الإسلام والجهاد في أفغانستان، فمع عودة الحرية والاستقلال وحكم الإسلام سوف يتوفر للجميع الاطمئنان التام والصيانة الكاملة للحقوق بلا تحيز أو انتقام، بل عدالة مخلصة لبناء الوطن على أسس إسلامية راسخة تحقق الأمن والرخاء للجميع.
* هل يذهب أولادكم إلى المدارس الحكومية لتلقي التعليم المدني أم يذهبون إلى مدارس تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية؟
– في مناطقنا المحررة نقدم الكثير من الخدمات الأساسية بما فيها التعليم، ونهتم بشكل أساسي بالمواد الإسلامية لأنها أساس صمودنا في الجهاد وفوزنا في الدنيا والآخرة. ويلاقي ذلك التعليم قبولا كبيرا من الشعب الأفغاني حتى من هؤلاء المقيمين في مناطق ليست تحت سيطرتنا بالكامل. فهذا الشعب لا شيء لديه يعادل الإسلام، وحتى حياته نفسها يقدمها بكل سرور من أجل نصرة الدين والفوز بالشهادة في سبيل الله. ولا يعني ذلك إهمالنا للتعليم المدني، فنحن نقدم منه بقدر ما هو متاح في ظروفنا الصعبة حاليا. أما أولادنا فهم جزء من أولاد هذا الشعب وتجري عليهم نفس المقادير من معاناة وتضحية. فلو شعر الشعب ولو للحظة واحدة أن المجاهدين وأولادهم منفصلون عن واقع حياة الناس لانفضوا عنهم فورا، ولما تحققت كل تلك الانتصارات الباهرة التي تمت بفضل الله ثم بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها كل الشعب المسلم المجاهد.
* المتحدث باسم وزارة التعليم أمان الله أمان يقول إن نحو 550 مدرسة أغلقت أبوابها في 11 إقليم بسبب عدم توفر الأمن والأمان. ما تعليقكم؟
– ربما كان العدد الحقيقي أكثر من ذلك بكثير، والسبب هو أن مناطق واسعة جدا قد جرى تحريرها مع تواصل فرار قوات الاحتلال وعدم قدرة القوات الحكومية على الوقوف على أرجلها بعد فرار أسيادها الذين لديهم كل الأسلحة الهامة والمؤثرة ورغم ذلك فشلوا في مواجهة المجاهدين، فكيف يمكن لهؤلاء أن يصمدوا أمام مجاهدي أفغانستان؟! فالحكومة تنسحب هي الأخرى من المناطق المحررة، وتغلق مراكزها العسكرية والإدارية والتعليمية. ويستفيد المجاهدون من كل ذلك بما فيها المدارس لمواصلة تعليم أبنائنا وفقا للمناهج الموجودة لدينا الآن.
الفساد الإداري هو سبب آخر لإغلاق المدارس الحكومية، حتى في المناطق غير المحررة. ومعروف أن نظام كابل الحالي هو أكثر الأنظمة فسادا في العالم، ومع شعور المسؤولين الحكوميين باقتراب النهاية فإنهم ينهبون كل ما تطاله أيديهم ويرسلون أموالهم إلى ملاجئ آمنة في خارج البلاد. وقد تأثرت كل الخدمات من جراء ذلك وبالتالي أغلقت الكثير من المدارس.
* هل تشجع مساعي الفنانة أنجلينا جولي سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة في مساعيها لدعم عمليات تعليم البنات في أفغانستان ومساهمتها المالية لافتتاح مدرسة خاصة خارج العاصمة كابل؟
– لا ننوي مطلقا تسليم أبنائنا إلى عدونا كي يعلمهم. فكل العملية التعليمية سوف تكون خاضعة للإمارة، بدءا من المناهج والمعلمين وصولا إلى المدارس والمعدات. وتلاعب العدو بما يسميه بقضية المرأة أو تعليم البنات أو حقوق الإنسان لم يعد ينطلي على أحد في أفغانستان. لقد دفعنا من دمائنا ما يكفي حتى نفهم حقيقة ما يعنيه قاموس النفاق الغربي. كما أننا نشك في أن تلك «الأمم المتحدة» لديها أي نيات حسنة تجاه شعبنا أو أي شعب مسلم آخر. وأفضل ما يمكن أن تفعله السيدة المذكورة هو أن ترينا قدرتها الفنية ونياتها الحسنة في إقناع حكومة بلادها بدفع تعويضات حرب للشعب الأفغاني حتى يتمكن من تعليم أبنائه وعلاج مرضاه ومصابيه ويبني مساكنه وقراه التي دمرها الجيش الأميركي والمتحالفون معه.
* الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز له مقولة مشهورة: «من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح». هل ينطبق هذا على أفعال «القاعدة»؟ وهل انفصلت العلاقة بين «القاعدة» وطالبان إلى غير رجعة؟
– قبل وصول حركة طالبان إلى حكم أفغانستان كان هناك عدة مئات من المجاهدين العرب يعيشون في ضيافة ذلك البلد، حيث جاهدوا وضحوا لأجله. وقد تعذرت عليهم العودة إلى أوطانهم نتيجة لظروف الظلم والاضطهاد التي كانت تنتظرهم هناك، حيث كانوا يتعرضون للتعذيب والسجن والقتل.
وفي الوقت الحالي عادت الغالبية العظمى من هؤلاء إلى بلادهم، خصوصا بعد أحداث «الربيع العربي». لقد صدق الخليفة العادل في قوله: «من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح»، ونحن ننصح أنفسنا أولا بذلك، لهذا نعطي للتعليم أهمية قصوى كما شرحنا ذلك سابقا، فنحن مهتمون للغاية بإقامة أطيب العلاقات مع كل شعوب العالم، وبالذات شعوب الأمة الإسلامية، فلدينا الكثير جدا مما يشغلنا لتحقيق خير شعب أفغانستان وخير الأمة الإسلامية بشكل عام.
* ما تعليقكم على وجود الملا عبد الغني برادار الرجل الثاني في الإمارة تحت الإقامة الجبرية في باكستان رغم الإفراج عنه رسميا؟
– نتمنى أن نرى عاجلا جميع قادتنا ومجاهدينا الأسرى أحرارا إلى أن يتحقق لنا النصر النهائي على الأعداء. وعلى دول الجوار كافة–ومنها باكستان–أن تنتبه لأهمية علاقتها المستقبلية مع أفغانستان حفاظا على المصالح المشتركة وضمانا لاستقرار وأمن المنطقة. لقد انحسر الزمن الأميركي، وسوف ترحل أميركا، ليس عن أفغانستان فقط، بل عن كل المنطقة، فالمراهنون عليها خاسرون حتما. وشعب أفغانستان قوة حية وفاعلة الآن ومستقبلا، وهو عنصر أساسي في تشكيل مستقبل هذه المنطقة، ومصيره مرتبط بمصيرها، فعلى حكومات المنطقة أن تراعي هذه الحقيقة حتى لا تزول بزوال الاستعمار.
نحن نأمل أن يفك الله أسر الملا برادار وجميع الإخوة ويجمعهم بأهاليهم وذويهم، وهو على كل شيء قدير.
* هل مجلس شورى كويتا هو الحكم الفعلي في الإمارة الإسلامية؟
– حسب المعلوم أن مدينة كويتا هي مدينة باكستانية، والعدو يريد أن ينسب انتصارات الشعب الأفغاني وإنجازاته إلى غيره، فلذلك يقوم بين الحين والآخر بإشاعة مثل تلك الإشاعات. وحقيقة الأمر أنه لا يوجد أي شيء تحت هذا الاسم (شورى كويتا) في الهيكل الإداري التابع للإمارة الإسلامية.
…………
نقلا عن الشرق الأوسط