الموت لليمنيين..!
غادة العبسي
يرفع الإ خوة الحوثيون شعاراً يجعل الأبدان تقشعر- أي والله – حتى إني حين أسمع أو أناقش حوثياً أشعر برغبة جارفة في حمل لامة الحرب، والنزول إلى الشارع وقتل اليهود والأمريكان من شق يا طرف، ولكن مشكلة واحدة تقف حائلاً بيني وبين القتال وقطع الرقاب والتمثيل بالجثث، هذا الحائل أن لا يهود ولا أمريكان ولا كفّار في الشارع ولا في المنطقة، يا إخواني والله إن شعارهم يشعرني أني في غزوة خيبر، يولّد لدي طاقة هائلة من الوطنية الإسلامية، ورغبة ملحّة في الجري في الشارع وفي يدي سيف وأنا أصيييييح الله أكبررررر( عليّا وعلى أعدائي).
إخواني في الله.. واضعو الفكر الشيعي ومتبنوه هل فكّرتم للحظة في منطقية فكركم وقضيتكم المفتعلة التي لا يعلم إلا الله وأنتم ماهو الهدف الحقيقي منها..؟!
قُتل على بن أبي طالب، كرّم الله وجهه أو عليه السلام قبل ألف وأربعمائة سنة، ونتفق معكم إنه قُتل ظلماً، وإنه رجل لا يتكرّر وإنه أحق بالولاية وإنه حبّوب وطيوب ومهضوم ومافي منه، ولا يوجد سُنّي لا يحب علياً، لأن حب الصحابة الكرام صار بالنسبة للمسلمين عقيدة.
حيث وإننا لا نختلف معكم أن علي بن أبي طالب أحق بولاية أمر المسلمين من غيره، فما عليكم الآن إلا أن تأتوا لنا بعلي بن أبي طالب (ويهودي بن يهودي إلا ما بينتخبه)، بالنسبة لي سأعمل في الحملة الانتخابية الخاصة به مجاناً، المهم هاتوا لنا علياً..!!
أيّ فكر هذا الذي يمتهن العقل و يجعل المسلمين اليوم يتقاتلون على أحقية رجال بالولاية أحالتهم الدود والتراب إلى تراب..؟ رجال لم يعد لهم وجود سوى أسمائهم ..؟!
فليكن أبو بكر قد استحوذ بإمارة المسلمين يومها وهي من حق علي بن أبي طالب، وسكت علي بن أبي طالب عن حقه لأنه لم يكن شجاعاً، فمن أين لنا نحن اليوم المسلمين الصالحين والذي سيفخر بنا محمد بن عبد الله يوماً، من أين لنا بأبي بكر لنودعه السجن السياسي، ومن أين لنا بعلي بن أبي طالب لنودعه كرسي الحكم..؟؟
هل هذا الاقتتال وهذه الفوضى وهذا الحقد سيعيد عجلة الزمن إلى ذلك العهد؟.
كيف يمكن لفكر أن يغيّب العقل والمنطق من قضيته، بل الأدهى كيف يمكن لفكر بهذا الجمود والغباء أن يعيش مئات السنين؟
إن هذا والله يدل على أن هناك خطأً لا يصلح في الفكر الإسلامي ككل، توارث الحقد، توارث العداء بين السنة والشيعة أمر يجب أن يصيبنا بالإحراج، ويجعلني أفكر جداً أن ( أصبأ عن دين الآباء والأجداد) والله إحراااااج، ياسعم نتضارب على ناس قد شبعوا موت..!
أتفاجأ كثيراً حين أسمع نقاشاً بين شابين، شيعي وسني تصل به الحدية إلى درجة تجعلهم ينتهكون آداب الحوار بل «يتلطم الحوار والفكر وتنهان كرمته»، هذا يدافع عن حق علي في الخلافة والآخر يدافع عن حق أبي بكر، وكأن الأمر يتعلق بالحملة الإنتخابية القادمة..
لماذا نجر أنفسنا إلى دائرة الغباء والاستحمار ونحن من كرّمنا الله بالعقل؟
لماذا نؤمن بفكر يُشرعن لقتل اليمنيين في دماج بغض النظر عن القاتل أو المقتول؟
لماذا ننتمي إلى فكر يزرع كل هذه الفرقة بين أبناء الوطن الواحد؟
هناك حروب طويلة كانت ساحتها صعدة ولم يكن القاتل أو المقتول يهودياً أو حتى أمريكياً، كان مواطناً يمنياً، ألا يجب أن يُحاكم قادة الحروب هذه أياً يكن مذهبه، سُنياً أو حوثياً، من أجل أن نشعر أن للدم اليمني هيبة وكرامة وقدسية تليق به؟
لماذا يرفع الحوثيون في دماج شعار: الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود، وهم يقتلون اليمنيين؟
ألا يجدر بهم رفع شعار: الموت للسلفيين، الموت لليمنيين، اللعنة على السنة؟، فقط ليتهم يكونون صادقين لمرة واحدة فقط.