تقارير ومقابلات

الحديدة ، الوجه الجميل الذي شوهته المليشيا

الرشاد برس …. تقرير / أواب اليمني

لا يكاد يمر يوم واحد دون أن تسمع أو تقرأ جرائم حوثية ترتكبها بحق المواطنين ، لكم أن تتصوروا حجم المعاناة التي يعانيها المواطنون القاطنون تحت إرهاب الحوثي الغاشم ، حياتهم أشبه بالموت البطئ ، وحق لهم أن يقولوا ذلك ، فالمليشيا الانقلابية لو استطاعت منع الهواء عنهم لفعلت .
المحافظات التي تسيطر عليها المليشيا الانقلابية حولتها تحويلا جذريا ، إذ عمدت إلى أستغلال واستهداف من شأنه أن يخدمها ويحقق مصالحها ، مرمية بحقوق المواطنين عرض الحائط ، فكل ما يهمها هو أهدافها العبثية الهمجية فقط .
محافظة الحديدة ، الوجه الجميل الذي شوهته المليشيا الانقلابية، فها هي عروس البحر الأحمر تودع عاما من الجرائم والإنتهاكات الحوثية وتستقبل عاما آخر ،
فمنذ إعلان اتفاق استوكهولم في السويد ، ومليشيات الحوثي الإرهابية  تواصل أعمالها وممارساتها الوحشية بشكل يومي ضد المدنيين الأبرياء إذ تستخدم مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والقذائف المدفعية لإستهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين وزرع العبوات الناسفة والألغام مختلفة الأحجام في مزارع المواطنين ومنازلهم بشكل وحشي وإجرامي تظهر مدى خبث وحقد هذه المليشيات ضد الانسان وعملية السلام في محافظة الحديدة .
ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن لم تكف المليشيا الانقلابية عن ممارسة اجرامها الذي لم يسلم منه حتى الحيوان ، بل على العكس تزايدت أعداد ضحايا الإجرام الحوثي من المدنيين الأبرياء من أبناء الحديدة منذ إنطلاق اتفاق السويد والهدنة الأممية في 18 من ديسمبر العام الماضي ، واستغلت مليشيات الحوثي الهدنة لتجعلها مظلة لتنفيذ أعمالها الإجرامية واستهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين بالقذائف والصواريخ المدفعية في مديريات التحيتا وحيس والخوخة والدريهمي ومناطق الجاح ومنظر والمناطق الواقعة بأطراف مدينة الحديدة حيث ارتكبت آلاف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين الذين معظمهم من النساء والأطفال .
وبحسب احصائيات ، فقد بلغ عدد قتلى المدنيين الأبرياء الذين تسبب بموتهم القذائف الحوثية منذ انطلاق الهدنة 232 قتيلا ، توزعت كالتالي : الأطفال 68 طفلا ، والنساء 29 إمرأة ، وكبار السن41 كهلا ، والشباب 94 شابا ، فيما بلغ عدد الجرحى2311 توزعت : الأطفال 264 جريحا والنساء 179 جريحة وكبار السن271 والشباب 1597  جريح .
أعداد جرائم المليشيا الانقلابية لم يتوقف عند هذا وحسب ، فبعد أن قتلت وأصابت آلاف المدنيين خلال عام من الهدنة قام الحوثيين بتدمير منازل المواطنين والمنشئات الحيوية والمساجد والمزارع حيث بلغ عددها 446 منذ انطلاق الهدنة الأممية، ممارسات وأساليب اجرامية وعبثية تسعى من خلالها المليشيات للسيطرة على جميع المحافظات .
انتهاكات وخروقات المليشيا تجاوزت 16 الف خرقا تنوعت بين عمليات هجوم وإشتباكات مباشرة وعمليات تسلل اكثرها على الدريهمي وحيس وعمليات قصف واستهداف مباشر على مواقع القوات المشتركة في مختلف مديريات محافظة الحديدة .
ودمرت المليشيات 446 منزلا ومنشأة ومسجد ومزرعة وقتلت من الحيوانات71 حيوان منذ انطلاق الهدنة الأممي في 18 من ديسمبر 2018 حتى 18 من ديسمبر عام 2019 الآن ونحن نشهد على مرور عام من إعلان اتفاق استوكهولهم بين الحكومة الشرعية والمليشيا الانقلابية ، الذي ينص على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، إلا أن المليشيات لم تلتزم ببنود اتفاق استوكهولم وتواصل تعنتها ورفضها تنفيذ بنود الإتفاق ، إذ شنت آلاف العمليات العسكرية المباشرة وعمليات التسلل مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة على مواقع القوات المشتركة، وتكبدت المليشيات خلالها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد اثناء محاولات التسلل الفاشلة ، كما سقط مئات العناصر من الحوثيين بين قتيل وجريح في كل محاولاتها البائسة .
تجاه كل تلك الجرائم  والانتهاكات اليومية التي تقوم بها مليشيات الحوثي على الصعيدين العسكري والإنساني ، وفي ظل إصرارها على ارتكاب الجرائم الانسانية في مطلع العام الجديد والتي تسعى لإفشال وإحلال عملية السلام بالمدينة ، نجد الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي في حالة صمت دائمة من تلك الجرائم الوحشية ، فلم نسمع تصريحا أو بيانا يدين أو يستنكر العمليات الإرهابية والاجرامية أو الضغط عليها لوقف إطلاق النار والتصعيد العسكري ، بل إن صمت الأمم المتحدة يثبت مدى تواطئها مع المليشيات لتشجيعها على ارتكاب مزيد من الجرائم الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى