محلية

وليد الشيبري.. قصة شاب ناضل من أجل الحرية ليفارق الحياة وحيداً في سجن حجة

 

 10751796_474130409394560_1726348961_n-20141109-195529-20141117-093820

الرشاد برس-محمد درمان

وليد محمود الشيبري اعتقل في 24من  ابريل عام 2011م بعد شهرين من زفافه.

 

اعتقل ضمن 19 شابا من شباب الثورة الشبابية والذي جاء اعتقالهم على ذمة حادثة مقتل مدير أمن حجة حمود قايد الادبعي .

 

مورست في حقه ومنذ اعتقاله الكثير من الانتهاكات وكانت أبرزها حرمانه من إجراءات عادلة أثناء التحقيقات ، وكذلك حرمانه من اختيار محامي للدفاع عنه، وكان يحضر في كثير من الجلسات وهو لا يعلم ماهي اوراق القضية التي سيتم تداولها في تلك الجلسات.

 

في السنة الرابعة من إيقافه في السجن صدر الحكم الذي قضى بحبسه عشر سنوات كان قد أمضى منها أربعة لتتدخل مشيئة الله في رحيله عن الدنيا قبل أن يكمل الرابعة.

 

عاش فصولا مريرة من المعاناة، وكان في مقدمة المتصديين للتعسفات التي جرت بحقه وحق بقية زملائه ورفقاء دربه من شباب الثورة.

 

ورغم أنه حديث عهد بزواجه إلا أنه – وكما يشير زملاؤه- منع من زيارة اهله له لأكثر من 7 أشهر .وفي بداية حبسه منع ايضا من لقاء زوجته التي لم يمض على زواجه لها سوى شهرين لا اكثر.

 

جرى ذلك المنع أثناء حصار السجن من قبل اولياء المجني عليه وإحكام سيطرتهم على الممرات المؤدية إليه.

 

كل تلك التعسفات والانتهاكات الغير قانونية في حقة ولدت لديه ألما نفسيا نتج عنه مرضا بالقلب أصيب به وهو في معتقله.

 

فلم تكف الغربة وبعده عن أهله وزوجته وطفلته الوحيدة التي رزق بها وهو في داخل السجن ..لم يكف كل ذلك بل جاء فصل جديد من المعاناة مع مرض القلب.

 

لم يكن يسمع شكواه سوى زملاؤه ورفقاء دربه وشركاء معاناته في المحنة ، بعد أن فقد الأمل في حقه في العلاج وحقه القانوني في عرضه على طبيب مختص والتنقل به في مستشفيات تحت رقابة وإشراف مصلحة السجون .

 

وكما يحكي لنا زملاؤه فقد كان عندما يلم به مرضه يقومون بوضع أيديهم على صدره ويقرأون الفاتحة وبعض سور من القرآن بنية شفائه ..إلى جانب مايجدونه لديهم من مسكنات وعقارات تهدئ بعضا من وجعه .ومن تلك العلاجات التي يعطونها له الحبة السوداء والعسل .وقد كان يجد لتلك المهدئات والعلاجات الآنية أثرا في تحسن حالته .

 

إلا أن الحالة المرضية لدية تطورت وتجاوزت حد المسكنات وحبة السوداء والعسل ،حيث اشتد به المرض في الثلث الآخير من الليلة التي سبقت وفاته .

 

وبالرغم من إشعار القائمين على السجن بتدهور حالته إلا أنه منع من اسعافه واستمرت حالته في التدهور السريع حتى وافاه الأجل في الساعة السابعة صباحا من يوم الأحد المنصرم الموافق 9/11/2014م .

 

إدارة السجن منعت إسعافه ففارق الحياة

جرى ذلك بعد أن قدم  زملاؤه ورفقاء دربه كل ما لديهم .وبعد أن صرخوا في إدارة السجن وناشدوها بسرعة اسعافه . لكن يأسوا تماما من القيام بذلك من قبل إدارة السجن ،وحينها تحلق زملاؤه حوله وهم يتمنون لو استطاعوا أن يفتدوه بأعمارهم .تسوروا حوله ينتظرون ماذا تخبئ الدقائق القليلة القادمة لتكن المفاجئة وسط ذهولهم جميعا حين فارقت روحه جسده وصعودها إلى بارئها بعد أن لقنوه الشهادة ووفق في النطق بها لتكون أخر كلامه من الدنيا .

 

يذكر بعض من عاش تلك اللحظة أنه كان يحدق بنظراته في وجوه الجميع وكأنه يودع كل واحد منهم على حده .

 

محبوه ورفقاء دربه قالوا عنه في حديثهم “للمصدر” إنه كان صائما يوم وفاته بل ومنذ يوم عاشوراء وحتى يوم وفاته لم يترك يوما إلا وصامه .

 

كان كثير الذكر محافظا على صلواته في وقتها قائما لليل .مرحا بشوشا لا يعرف اليأس إلى قلبه الموجوع سبيلا .وكان كثير ما يتحدث لهم عن أنه سيصلي في الأقصى ذات يوم .

 

كان كثيرا ما يتحدث لهم عن عدالة قضيتهم ونبل مقصدهم وأنهم ضحوا لأجل الوطن والوطن يستحق .

 

وليد رحل عن دنياه تاركا زوجته المكلومة وابنته الوحيدة “غيداء ” يبكون فقده دموعا تصلي قلوبهم وارواحهم .

فليس الذي يجري من العين ماؤها — ولكنها روح تسيل فتقطر ..قال ذلك البيت الشعري احد رفقائه بالسجن وهو يذرف دموعه حزنا على رحيل وليد .

رأي القضاء

المحامي هادي وردان في محافظة حجه قال إن وفاة وليد كانت طبيعية بسبب مرضه بالقلب، لافتاً إلى المسؤولية التقصيرية التي تقع بالدرجة الاساسية على عاتق إدارة السجن كون الفقيد من حقه ومن حق أي متهم أي كان حجم قضيته أن يتعالج وأن يعرض على الطبيب وأن ينال كل ما يتعلق بحياته ،ويعد ذلك أمرا مكفولا قانونيا ودستوريا .

وأضاف وردان عندما أهدرت هذه الإدارة هذا الحق المشروع بحق الفقيد وليد وذلك من خلال حرمانه من اسعافه  فإن ذلك لا يعفيهم من المسائلة القانونية . 

ومن خلال الأحداث المرضية التي مر بها الفقيد وتكرار مطالبته إدارة السجن بإسعافه وضرورة معالجته أو تزويده بالعلاج اللازم فإن ذلك يؤكد تجاهل إدارة السجن لحالته المرضية التي كانت نتيجتها الوفاة .

واختتم وردان حديثة بأمله في أن تقوم النيابة بدورها من خلال إجراء تحقيق شفاف ومسؤول في هذه الحادثة كي لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى 

المصدر أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى