انتهاكات المليشيا في البيضاء.. جرائم مروعة وصمت اممي فاضح
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر /صالح يوسف
تشهد محافظة البيضاء عموما،ومنطقة قبائل «آل مسعود» بمحافظة البيضاء خصوصا ، تصعيداً عسكرياً حوثياً، تمثل في القصف والتدمير، واحراق المنازل في معركةحشدت لها المليشيا عشرات الأطقم والعربات المصفحة والآليات العسكرية ومئات المسلحين لحصار قرية «الحنكة» لملاحقة معارضين لسلطتها.
وإلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة، وتشريد مئات الأسرتقوم المليشيا بتنفيذ اعتقالات عشوائية تطال مواطنين واطفال، في معظم مناطق البيضاء .
وتتحدث تقارير محلية وحقوقية في محافظة البيضاء خلال العام 2024المنصرم، ان المليشيا الحوثية ارتكبت 265 انتهاكاً متنوعاً لحقوق الإنسان في المحافظة ، شملت 27 حالة قتل و76 حالة إصابة بالاضافة إلى 98حالة اعتقال، فضلاً عن توثيق 164 حالة إعتداء على ممتلكات عامة وخاصة.
إدانات واسعة
وفي هدا السياق أدانت 115 منظمة حقوقية يمنية الجرائم المروعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين والأحياء المدنية في قرية الحنكة، قبيلة آل مسعود، بمنطقة قيفة رداع في محافظة البيضاء، وسط اليمن.
وقالت المنظمات في بيان مشترك، نشرته، الجمعة، أن” الهجمات الحوثية أسفرت عن مقتل وإصابة 13 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، كما تضمنت الجرائم حصارًا خانقًا على القرية وقصفًا بالطائرات المسيرة، إضافة إلى منع المصابين من تلقي الإسعافات، وتدمير وإحراق دور العبادة والممتلكات” مشيرة إلى أن” مئات الأسر أُجبرت على النزوح تحت وطأة الحصار والقصف”.
ووصفت المنظمات الانتهاك بأنه صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويرقى إلى جرائم حرب، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات والضغط على الحوثيين لرفع الحصار فورًا.
كما أدانت الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة البيضاء بأشد العبارات جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران التي ارتكبتها بحق المدنيين والأعيان المدنية في منطقة حنكة آل مسعود بمديرية القريشية التابعة لقيفه بمحافظة البيضاء.
وأكدت الأحزاب السياسية بالبيضاء أن الحصار الخانق الذي فرضته جماعة الحوثي على المنطقة واستهداف منازل المدنيين والأحياء السكنية بالطيران المسير ومختلف الأسلحة الثقيلة جريمة حرب مكتملة الأركان، لا يمكن أن تسقط بالتقادم؛ داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل العاجل واتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه الجماعة الإرهابية بما في ذلك تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وقالت الأحزاب السياسية بالبيضاء في بيانها إن:” هذه الجريمة المروعة ما هي إلا واحدة من جرائم جماعة الحوثي الإرهابية في حق أبناء محافظة البيضاء وامتداد لنهج وسلوك المليشيات الدموي في كل ربوع اليمن كما أنها تجسيد حقيقي لطبيعة هذه المليشيات”.
واستنكر وزير الإعلام معمر الإيراني الصمت المستمر من قبل المجتمع الدولي تجاه ما تمارسه مليشيات الحوثي بحق الأبرياء، موضحًا ذلك على صفحته في منصة إكس بقوله:” نستغرب حالة الصمت المستمر من قبل المجتمع الدولي، إزاء الجرائم الوحشية التي تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، ارتكابها بحق المدنيين الأبرياء، وآخرها الهجوم الوحشي بمختلف أنواع الأسلحة والآليات الثقيلة، والحصار الغاشم الذي تفرضه على قرية “حنكة آل مسعود” في “قيفة” بمديرية القريشية محافظة البيضاء”.
انتهاكات مروعة
بدوره كتب وزير الأوقاف والإرشاد د. محمد بن عيضة شبيبة إن ” مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تواصل لليوم الخامس على التوالي، جرائمها المروعة بحق المواطنين الآمنين في منطقة حنكة آل مسعود بمديرية القريشية التابعة لقيفة رداع بمحافظة البيضاء، بالتوازي مع حصار خانق تفرضه على الأهالي ومستخدمةً مختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك الطيران المسير وقذائف المدفعية، ولم تسلم منهم حتى بيوت الله، وسقوط ضحايا وجرحى من المواطنين والمواطنات”.
وقال في تغريدة نشرها على منصة إكس” توغل مليشيا الحوثي في دماء اليمنيين وتزداد إرهابًا وغطرسةً وإجرامًا بحق المواطنين كلما لمست رغبةً دولية وإقليمية في تحقيق السلام في اليمن المثخن بالحرب والآلام”
وعلق الدكتور:/محمد جميح على عمليات الإبادة الجماعية في قيفة وقال ” تمر مليشيا الحوثي بحالة قلق كبير، تشك في كل شيء، وتتوجس من الجميع، وتتوهم المؤامرة في كل حين، تبحث عن جواسيس مفترضين بين من حرمتهم مرتباتهم سنوات طويلة، تلاحق موظفين سابقين في بعثات دبلوماسية كانوا يعولون أسرهم التي تركت لمصير ملايين الجياع في اليمن”.
وأضاف في منشور له على منصة إكس( تويتر )” تلاحق من تسميهم تكفيريين، وتضرب بيوت المواطنين في رداع بالطيران المسيّر، ترى المؤامرة في محلات الأزياء النسائية، وتلاحق محلات بيع الورود، لأن “الأفكار المستوردة” تتسلل للناس من خلال الورد، وهي تكافح هذه الأفكار، ستسقط المليشيا، وهي أكثر من يرى مصيرها، ورؤيتها هذا المصير تدفعها لهذا السلوك المرضي الذي يقربها كل يوم من قدرها المحتوم”.
ويرى الكاتب /موسى المقطري في مقال له امس ان ما حدث في البيضاء مؤخراً ومن قبل ذلك في تعز وعدن والضالع ومارب ليس مجرد جرائم فقط، بل هو انعكاس لحقيقة المشروع الحوثي الموجه للاضرار باليمن واليمنيين عبر ممارسة أبشع أشكال القتل والتنكيل والتشريد ، وبدلًا من بناء وطنٍ قوي يدعم القضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية يعمد الانقلابيون الحوثيون إلى تمزيق اليمن ونشر الفوضى في المنطقة ، وهو مالا يخدم نضال الشعب الفلسطيني الموجه حصراً نحو الاحتلال الاسرائيلي ، وهذا التمايز بين موقف المقاومة الفلسطينية وممارسات الجماعة الحوثية يثير السخرية ، فالقضية الفلسطينية التي لطالما مثلت رمزاً للوحدة العربية والإسلامية، تحولت في يد هذه الجماعة المارقة إلى وسيلة لتمزيق النسيج اليمني وصناعة الصراع في المنطقة باسم الدفاع عن القدس ، والقدس منهم براء .
لقد أثبتت الأيام والأحداث أن شعارات دعم القضية الفلسطينية التي ترددها الجماعة الانقلابية مجرد وهم لحشد تعاطف البسطاء لاغير ، وجائت أحداث البيضاء لتكشف الغطاء عن حقيقة هذا الشعارات ، وبات السلاح الذي يوهمونا برفعه ضد ما يُسمونه “العدو الصهيوني”، يُوجّه إلى صدور اليمنيين العُزّل ، وصرنا لا نشك أن خلف الشعارات المضللة تختبئ نوايا تخريبية لا تمت إلى فلسطين ولا إلى قضيتها العادلة بصلة.
صمت فاضح
ومع كل الجرائم والفظائع التي ترتكبها المليشيا الحوثية، وفي ظل زيارة المبعوث الأممي لصنعاء ومتابعة الأمم المتحدة، الاان المنظمة الدولية تلتزم صمت القبور في ظل مايجري ،ولا يزال المجتمع الدولي يتعامل مع هذه الانتهاكات المروعة بحالة من الصمت المطبق، مما يعكس تهاونا في تحمل المسؤولية تجاه ما يحدث من جرائم حرب واعتداءات على حقوق الإنسان”.
ومع استمرار هذا الصمت زادت المليشيا من شهيتها على مواصلة سياساتها العدوانية دون ردع، مما يضاعف معاناة المدنيين”
فالمجتمع الدولي مُطالب اليوم بالتحرك بشكل العاجل لتطبيق العدالة وحماية الأبرياء من بطش المليشيا، وإعادة الأمل، بأن العدالة ستأخذ مجراها، وأن القتلة والمجرمين لن يفلتوا من العقاب”.