عربية

أزمة إنسانية تتفاقم بعد تصاعد حدة الاشتباكات جنوب طرابلس

الرشاد برس ……عربي

تتفاقم الأزمة الإنسانية في طرابلس بعد تصاعد حدة الاشتباكات المسلحة جنوب المدينة وإعلان مدن غرب البلاد حالة النفير القصوى للدفاع عن العاصمة.
وكثفت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من قصفها على المناطق المدنية والأحياء السكانية بالعاصمة بعد إطلاق حفتر ما أسماه “ساعة الصفر” لدخول طرابلس.
وتواصل قوات حفتر استهداف عدة مناطق جنوب طرابلس من بينها مناطق صلاح الدين والخلة والسواني ووادي الربيع ومشروع الهضبة التي تتعرض منذ يومين إلى قصف مدفعي بالأسلحة الثقيلة.
وترصد منظمات حقوقية ارتفاعا في أعداد النازحين من مناطق الاشتباكات جنوب طرابلس بعد وصول القذائف العشوائية التي تطلقها قوات حفتر إلى مناطق مكتظة بالسكان المدنيين.
تصعيد الهجمات
وأكد رئيس لجنة الأزمات والطوارئ بوزارة الصحة بحكومة الوفاق فوزي اونيس أن مسحلي حفتر يصعدون من هجماتهم على المناطق والأحياء السكانية مما أدى على إصابة مدنيين جراء إطلاق القذائف العشوائية التي تتساقط بكثرة على السكان.
وأضاف أونيس قتل مدني في منطقة صلاح الدين وأصيب أم وطفلة صغيرة بشظايا كما أصيب عامل من الجنسية السودانية بالمنطقة”.
وأفاد أونيس بأن المستشفيات الميدانية استقبلت أمس الثلاثاء 25 جريحا جراء المواجهات المسلحة في محوري التوغار واليرموك”.
مدنيون يفرون
واعتبر رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أحمد حمزة توسع نطاق الاشتباكات والقصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة يؤدي إلى اتساع الرقعة الجغرافية التي يفر منها النازحون الأبرياء إلى مناطق أكثر أمنا.
وأردف حمزة قائلا “بلغت إحصائية النازحين المرصودة لدينا أكثر من 160 ألف نسمة فروا من مناطق الاشتباكات منذ بدء الحملة العسكرية في أبريل/نيسان الماضي، خشية استهدافهم وحفاظا على أرواحهم وسلامتهم وتزيد هذه الإحصائية عند أي هجمات جديدة”.
وأوضح حمزة أن التصعيد الأخير أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في العاصمة وتردي الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات الأساسية في المناطق القريبة من الاشتباكات التي ستؤدي إلى ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين البالغة 300 ضحية من بينهم أطفال وشيوخ ونساء ومئات الجرحى منذ بدء الحملة العسكرية على طرابلس.
وتابع حمزة “طرابلس تعاني من أزمة إنسانية كبيرة وهي مقبلة على كارثة كبيرة المستوى الإنساني نتيجة لاستمرار والعنف الحرب والتي تدخل في شهرها العاشر على التوالي دون مراعاة لأي اعتبارات إنسانية”.
وطالب حمزة الأمم المتحدة ووكالاتها برفع الدعم الإنساني المقدم للنازحين والعمل على تحسين أوضاعهم الإنسانية داعيا لجنة الأزمة بحكومة الوفاق إلى العمل على معالجة الآثار الإنسانية المترتبة على النزوح وتوفير الأماكن المخصصة لإيواء النازحين.
أمل يتباعد
وعن واقع النزوح يتحدث المواطن محمد عبد القادر النازح من منطقة خلة الفرجان أن تصاعد حدة الاشتباكات الأخيرة جنوب طرابلس يبعد أمله في الرجوع مع عائلته إلى منزله.
وأضاف عبد القادر للصحافة “نحن لا نريد مساعدات إنسانية بل نريد العودة إلى بيوتنا التي نزحنا منها ولا نعرف الآن هل هي مدمرة أم لا”.
وأوضح عبد القادر أن الدعم من مساعدات ومستلزمات إنسانية من قبل لجنة الأزمة بحكومة الوفاق والمنظمات المحلية انخفضت كثيرا خلال المدة الماضية بعد هدوء نسبي في الاشتباكات المسلحة ومحاولة بعض السكان الرجوع إلى مناطق تؤمنها قوات حكومة الوفاق الوطني لكن اصطدموا بارتفاع سقوط القذائف العشوائية على السكان مما أدى إلى نزوحهم مجددا.
وأكد عبد القادر أن المنظمات الإنسانية الدولية تخلت عن النازحين في ليبيا مثلما تخلى المجتمع الدولي عن حق الليبيين في تأسيس دولة مستقرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى