مقالات

الشعور بالتسلط..

بقلم / ابراهيم الاحمدي
………………………………………………………………………………
قبل بضع سنوات
عسكري واقف في النقطة في جولة من جولات العاصمة صنعاء
سأله شخص ، قال له الآن أنت واقف في النقطة هذه بين الشمس والريح والغبار ، عسى الله كم بيعطوك راتب ، هل هو راتب يستاهل هذه الجعجعة .
تصوروا أيش كان جوابه !!!!
جواب عجيب !!!
يمكن قال له :
( نحن حماة الوطن ….. كله يهون لأجل الوطن … الشرطة في خدمة الشعب ……أو أي كلمة من هذه الكلمات الجميلة التي في الجرايد )
..
أبدا ….نهائيا
قال : لو تشعر بهذا الشعور الذي يشعر به العسكري في النقطة ، وأمامه عشرات السيارات يقدر يوقفها بإشارة واحدة ، ولا يستطيع أحد يمر إلا بإذنه ، هذا الشعور يسوى كنوز الأرض ، لا تقل لي راتب ولا فلوس .
…..
طبعا مثل هذه النفسيات هي نفسيات مريضة بحب التسلط على الخلق
يعجبها الشعور الملوكي ، ويحب الاستعلاء على الناس
لا يستشعر أنه في خدمتهم
بل يستشعر أنه ملك مهاب الجناب وهم عبيد محتاجون لرحمته بهم ليمروا من أمام نقطته
وإذا طلعت في راسه ممكن يتعسف عليهم ويؤخرهم أو يحجزهم
…….
ومثل هذا موجود أيضا وبكثرة في القطاعات المدنية
نادرا ما تجد موظفا يستشعر أنه موجود هنا لخدمة الناس وتسهيل أمورهم وفق القانون
لا
تجد أكثرهم غاوي تعنت خاصة على المسكين أو من ليس لديه معرفة مسبقة به
روح هات كذا ….روح اعمل كذا ….ليش هذا كذا ….. هذا غير مقبول …. ارجع بكرة …… خلاص ارجع بعدين الآن عندي شغل .
تعسف وتعنت وفرعنة … يالطيف يا كافي
مثل هؤلاء لو ترقوا لمناصب أعلى أو صاروا حكاما ، سيقولون : من أنتم .. شدوا الجرذان …إلخ
…..
اللهم شق من شق على المسلمين وارأف بمن رأف بهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى