أخبار العالم

ترامب: زيلينسكي مستعد للتخلي عن القرم

الرشاد بـــــــــــــــــــــــــــرس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، أن نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أبدى استعداداً للتخلي عن مطالب كييف باستعادة شبه جزيرة القرم، في تحول لافت قد يحمل إشارات إلى مسار تفاوضي جديد لإنهاء الصراع المستمر مع روسيا.
وقال ترامب، في مقابلة صحفية، إن “التخلي عن شبه جزيرة القرم؟ أعتقد ذلك”، مشيراً إلى أن الأزمة تعود إلى ما قبل اثني عشر عاماً خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، مضيفاً: “لقد تخلوا عنها دون أي تردد. لذا لا تتحدثوا معي عن شبه جزيرة القرم، تحدثوا مع أوباما”.
وأشار ترامب إلى أنه ناقش مسألة القرم “بشكل موجز” مع زيلينسكي خلال لقائهما الأخير في الفاتيكان، مضيفاً: “أعتقد أن الاجتماع سار بشكل جيد، وسنرى ما سيحدث لاحقاً. أرى أن زيلينسكي أصبح أكثر هدوءاً، وأعتقد أنه بات يفهم الصورة بشكل أوسع”.
“مطالب سخيفة” وهدنة مؤقتة
وكان ترامب قد وصف، عبر منصة “تروث سوشيال” أمس الأحد، المطالب الأوكرانية باستعادة شبه جزيرة القرم وأراضٍ أخرى بأنها “سخيفة”، منتقداً ما وصفه بـ”التصريحات التحريضية” الصادرة عن زيلينسكي، والتي رأى أنها تُقوّض فرص السلام وقد تُطيل أمد النزاع.
وفي إطار الوساطة الأمريكية الجارية، كشفت مصادر دبلوماسية عن مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية في مارس الماضي، ضمّت ممثلين عن الولايات المتحدة وأوكرانيا. ووفقاً للمصادر، فقد أبدت كييف استعداداً لقبول مقترح أمريكي لوقف مؤقت وفوري لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، مع إمكانية التمديد باتفاق متبادل، بشرط التزام موسكو الكامل بتنفيذ بنود الاتفاق.
موقف روسي إيجابي مشروط
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موافقته على المقترح الأمريكي القاضي بوقف الأعمال القتالية، موضحاً أن هذه الموافقة تأتي بشرط أن يقود الاتفاق إلى سلام طويل الأمد ويعالج الأسباب الجذرية للأزمة، في إشارة ضمنية إلى المطالب الروسية المتعلقة بوضع القرم و”المناطق المحررة” في شرق أوكرانيا.
ويُنظر إلى هذه التصريحات والتطورات الأخيرة على أنها إشارة إلى انفراجة محتملة في مسار الأزمة، خاصة مع التحركات النشطة للوساطة الأمريكية، ورغبة الأطراف المعنية في التوصل إلى صيغة تضمن وقف التصعيد العسكري، مع الإبقاء على هامش من المناورة السياسية.
قراءة في المواقف
محللون يرون في تصريحات ترامب محاولة لإعادة التموضع السياسي في الملف الأوكراني، بما يعزز صورته كـ”صانع صفقات” قادر على تحقيق ما عجز عنه غيره، خاصة في ظل استحقاقات انتخابية مقبلة. في المقابل، يعتبر آخرون أن تصريحات ترامب تعكس رؤية أمريكية أكثر واقعية تتجه نحو إنهاء الصراع عبر تسويات سياسية تشمل تنازلات مؤلمة لكلا الطرفين.
تبقى التفاصيل الدقيقة حول اتفاق محتمل طي الكتمان، لكن من الواضح أن خطوط الاتصال لم تُقطع، وأن هناك زخماً دولياً متزايداً للبحث عن مخرج دبلوماسي ينهي واحدة من أكثر الأزمات الجيوسياسية تعقيداً في القرن الحالي.
المصدر: سبوتنيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى