تقارير ومقابلات

جريمة رداع الإرهابية.. غضب شعبي متصاعد.. وإدانات محلية ودولية واسعة

الرشاد برس __ تقرير /صالح يوسف

منذ انقلاب المليشيا الحوثية، على السلطة الشرعية  عام 2014، وهي تعتمد اساليب عدة في الترهيب والتنكيل باليمنيين ،وابرز هذه الأساليب تفجير منازل المواطنين، وبحسب تقارير منظمات حقوقية مستقلة، فقد تم تسجيل تفجير اكثر من 967 منزلا ، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين اغلبها في عمران وحجة وتعز والبيضاء وتم رصد اكثر من 548ضحية لتلك التفجيرات ، وفي البيضاء تم رصد اكثر من 152منزلا تم تفجيرها خلال الفتزة الماضية ، ووفقًا لتقرير الهيئة المدنية لضحايا تفجير المنازل واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان؛ فقد تم  رُصد تفجير 96 منزلًا خلال الفترة من أغسطس 2020 وحتى أغسطس 2022، مما يشير إلى استمرارية وتصاعد هذه السياسة.
وابرز تلك الهجمات ماحدث الثلاثاء في مدينة رداع محافظة البيضاء ،الحادثة التي خلفت اكثر من 40 شهيدا وجريحا حيث تعد هذه الحادثة انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان والاعراف القبلية ومبادئ الدين الحنيف ؛ الضحايا ليسوا فقط أولئك الذين فقدوا منازلهم، بل تمتد العواقب لتشمل نساء الجيران اللواتي تعرضن للإجهاض نتيجة الصدمة والأطفال الذين فقدوا اطرافهم
وعلى مستوى العالم قديما وحديثا لايستخدم هذه الطريقة في الإرهاب والعقاب الا الكيان الإسرائيلي
فقد شكلت هذه الجريمة المركبة صدمة وغضب شعبي كبير وتنديد عربي ودولي واسع

جريمة مروعة

يقول أحمد عرمان وزير حقوق الإنسان والشؤون القانونية في الحكومة الشرعية إن ما أقدمت عليه اليوم جماعة الحوثي من جريمة نكراء ضد المدنيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء من تفجير و تفخيخ منازل المدنيين وتدميرها على ساكنيها هو استمرار لسلسلة من الجرائم والاعتداءات الإرهابية التي ترتكبها ضد المدنيين في هذه المحافظة وكل مناطق اليمن.
وأكد عرمان أن جماعة الحوثي لم تراعي حرمة شهر رمضان المبارك، وهذه الحادثة “ترتقي لجريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب وفقا للقانون الدولي الإنساني ونصوص النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية”.
ووصل قائلا إن قيام جماعة الحوثي بهذه الجريمة النكراء يشكل تصعيدا خطيرا ودليلا قاطعا على رفضها لكل جهود تحقيق السلام الأممية والإقليمية في البلاد، بل ويدحض زيف المزاعم التي تدعيها بالدفاع عن غزة.
ودعت وزارة حقوق الانسان اليمنية في بيان عبر وكالة “شينخوا”  كلا من “المبعوث الأممي إلى اليمن و مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية الى إدانة هذه الانتهاكات الخطيرة والجسيمة التي يرتكبها الحوثيون بحق المدنيين في رداع والبيضاء ومختلف المدن اليمنية والعمل على توفير الحماية الكاملة للمدنيين”.

أعذار واهية

اعترفت مليشيات الحوثي، الثلاثاء، بارتكابها مجزرة رداع التي راح ضحيتها عشرات المواطنين من أسرة وأحدة بعد تفجير منازل على رؤوس ساكنيها في المدينة بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وفجر الثلاثاء أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، على تفجير منازل على رؤوس ساكنيها في حارة الحفرة وسط مدينة رداع، في جريمة مروعة راح ضحيتها تسعة مواطنين من أسرة واحدة وهي عائلة المواطن محمد سعد اليريمي حيث قتلت الأسرة بالكامل (الأب والأم والأطفال)، فيما أصيب آخرون تحت انقاض المنازل، وفق مصادر محلية.
وفي محاولة لتبرئه قياداتها، اعترفت ميليشيا الحوثي مساء امس ، بارتكابها الجريمة المروعة وقالت على لسان المتحدث باسم داخلية المليشيا  عبدالخالق العجري، وقال إنها حدثت “نتيجة خطأ من قبل بعض رجال الأمن”.
وزعم المتحدث الحوثي أنه “وأثناء قيام الأمن بملاحقة المخربين قام بعض الأفراد كردة فعل غير مسؤولة باستخدام القوة بشكل مفرط وغير قانوني بدون العودة وأخذ التوجيهات من القيادة الأمنية اوعلم وزارة الداخلية”.
كما تحدث عن “تشكيل لجان ميدانية مستعجلة للتحقيق في تفاصيل الحادثة، والتوجيه بضبط الجناة المتورطين في الحادثة وإحالتهم للعدالة”، وفق زعمه.
وأفاد ناشطون بأن الممثل الشخصي لعبدالملك الحوثي في البيضاء المدعو (حمود شثان) هو من وجّه وأشرف على جريمة تفجير البيوت فوق رؤوس ساكنيها في رداع .
لم يظهر الحوثيون أي أدلة على توجيه اتهامات لعناصرهم التي زعموا أنهم يعتزمون محاسبتهم، ولا ذكروا عدد المتورطين ولا مناصبهم ولا أسماءهم، ولا وحداتهم الأمنية.
كما لم يظهروا أي صور على اعتقالات زعموها بحق عناصرهم المتورطة في الجريمة البشعة، ولا أي علامات على شروعهم في بناء المنازل المدمرة.
بالإضافة إلى ذلك لم يذكر الحوثي من المتورط في جريمة إطلاق قذيفة آر بي جي على منازل المهمشين المجاورة للمنزل المستهدف بالتفجير، ولم تذكر حتى الآن عدد المنازل المدمرة، ولا عدد الضحايا من قتلى وجرحى بدقة.

غضب شعبي..وإدانات واسعة

وكان التحالف الوطني للأحزاب السياسية اليمنية،قد ادان  بشدة، قيام المليشيا الحوثية بتفجير منازل مواطنين، في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، على رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى سقوط شهداء  وجرحى بينهم نساء وأطفال، معتبرة الواقعة تكشف حقيقة مناصرة الجماعة للفلسطينيين في غزة.
وقال التحالف الذي يضم أكبر الأحزاب اليمنية في بيان، اليوم الثلاثاء، إن هذه الجريمة يندى لها الجبين، حيث لا يزال بعض الضحايا تحت الأنقاض.
واعتبر التحالف، “هذه الجريمة المروعة ما هي إلا سلسلة وامتداد لنهج وسلوك الحوثيين الدموي المألوف والممتد على مدى السنوات الماضية وفي كل ربوع اليمن دون أدنى اكتراث لحرمة الزمان في شهر رمضان الفضيل، وهي تجسيد حقيقي لطبيعة المليشيا وبيان وجهها الكالح دون مواربة”.
وأشار إلى أن “هذه الجريمة النكراء مثال واضح يكشف حقيقة هذه المليشيا الإرهابية، التي ما فتئت تدّعي حرصها وتعاطفها ومناصرتها للشعب الفلسطيني، بينما تمارس بحق اليمنيين السلوك ذاته الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الشقيق وبنفس الوحشية والغطرسة والاستكبار”.
وقال البيان، “إن ممارسات الحوثي ضد اليمنيين، والاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، كأنهما ينهلان من نفس المورد ويتعلمان من بعضهما فنون التنكيل والإجرام والإبادة”.
وأكد التحالف “أن الحوثي أثبتت مرةً أخرى من خلال جريمتها المشهودة وفي نهار رمضان المبارك، ضد مواطنين عزل آمنين في بيوتهم أنها أبعد ما تكون عن السلم والسلام”.
وجزم البيان، أن “الحوثي بهذا السلوك، ماضية في الاستهتار بكل جهود التهدئة ومساعي السلام المبذولة على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية والأممية”.
وأعرب التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية عن رفضه الشديد، للصمت الأممي إزاء جرائم العصابة الحوثية بحق الشعب اليمني.
وحث مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، على التحرك لإنجاز مشروع استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب والتمرد الحوثي بكل السبل المتاحة، ووسائل النضال الوطني الإنساني الشامل لرفع المعاناة والظلم والاضطهاد عن كاهل الشعب اليمني.
وعبر عن أسفه، لـ”موقف المجتمع الدولي، الذي يصم آذانه عن سماع مطالب اليمنيين”، رافضًا الاعتراف بخطأ التعاطي مع مليشيا الحوثي كطرف السياسي، مجددا، التأكيد على الالتفات لمعاناة اليمنيين جراء جرائم الحوثيين اليومية والتوقف عن سياسة المراضاة معها.
الى ذلك أدان الاتحاد الأوروبي، امس الأربعاء، الجريمة المروعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية في مدينة رداع بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عنها.
وقالت البعثة الأوروبية “صدمنا بشدة بالتقارير التي نشرت حول تفجير منزل في رداع، بمحافظة البيضاء، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الأبرياء، بمن فيهم نساء وأطفال”.
وأضافت في بيان على منصة إكس “تشكل هذه الجريمة المروعة انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان ويجب التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى