تفجير الحصن !!
استبعد أن يكون علي صالح وعصابته هم المتورطون بشكل كلي ومباشر في عملية العرضي وذلك لعدة أسباب منها: طبيعة العملية نفسها وكونها تحمل الطابع الانتحاري الإنغماسي، وكون العملية السياسية والانتقالية في اليمن محاطة برعاية دولية امريكية، اقليمية سعودية، والذهاب بالبلد نحو الفوضى اللاخلاقة ليس من مصلحة أمريكا، ولا المنظومة السياسية المرتبطة بها سواء من السلطة القديمة أو الحديثة وكذا المعارضة القديمة أو الحديثة.
كذلك فإني أستبعد أقدام الحوثيين على مثل هذه العملية للأسباب سالفة الذكر وأضف إلى ذلك أنهم في ورطة كبيرة في دماج وصعدة والجبهات المفتوحة عليهم في حاشد وكتاف وحرض وغيرها ، وبالتالي فأي تحرك لهم من هذا القبيل يعتبر نوع من الإنتخار السياسي الذي يستحيل أن تقع فيه جماعة تقف في منتصف الطريق خصوصاً مع التقارب الأمريكي الإيراني هذه الأيام .
الحراكيون والانفصاليون من المستبعد أن يقوموا بمثل هذا العمل ذلك أن قدراتهم اللوجستية لا تصل إلى مثل ذلك العمل .
بقي معنا التحالف السابق الذي كان قائماً بين الإصلاح وتياره العسكري والجهادي والقبلي صاحب المهمات الصعبة التي تظهر الحاجة إليه كلما كان التيار السياسي قد ضاقت عليه الدوائر .
ما يحدث في اليمن لا يمكن أن نعزله عما يدور في محيطة الإقليمي خصوصاً في مصر وسوريا وتونس وليبيا والانتكاسات التي لحقت بالتيار الاخواني بتآمر أمريكي وتمويل سعودي وتنفيذ علماني ليبرالي .
بالطبع التآمر السعودي الأمريكي في اليمن ليس وليد اللحظة وليس نتاج الثورة الشعبية التي شهدتها اليمن، الحركة الإسلامية في اليمن تجد أنها المستهدفة بتقليم الأظافر وقصقصة أوراق القوة التي تملكها ، ويمكن أن نؤرخ لذلك في التاريخ الحديث بمحاولة وأد الثورة الشعبية الشبابية السلمية التي كان محركها وقائد أوراها هم الإصلاح وشبابه ، فكانت المبادرة الخليجية التي كانت فرملة للثورة الشعبية وخروج بها عن مسارها الصحيح فانحنى لها التيار السياسي في الإصلاح وقبل بالمبادرة كاستراحة محارب، لكنه وجد نفسه يغرق في بحر من الوحل المتماسك تلفه قوى دولية وإقليمية ومحلية تحاصره من خلال مؤتمر الحوار الوطني ونتائجه التي كانت مخيبة للآمال الاخوانية والمكاسب التي حققها التيار الإسلامي في اليمن بشكل عام.
ظهرت معركة كسر العظم في مؤتمر الحوار بين الإصلاح كقوة تنظيمية وعسكرية ومن يتحالف معه من جهه، والحوثي وكل المهزومين الناقمين على الحركة الإسلامية في اليمن من جهة أخرى، الإماميين والناصريين والاشتراكيين والعفاشيين، تصدى الحوثي للعب هذا الدور العسكري، اختار دماج، باعتبارها الحلقة الأضعف في ظنه، فكانت المفاجئة أن صمدت دماج وتوحدت كل التيارات الاسلامية السياسية والعلمية والجهادية والقبلية وأصبحت جميعها تشعر بالخطر المحدق بها فانطلقت التيارات الاسلامية الثلاثة (( السياسية، العلمية، الجهادية )) لمواجهة الخطر الداهم الذي يواجهونه اليوم.
أقول لعل هنالك خيط من تحالف خفي بصورة غير مباشرة بين التيار العسكري والجهادي والقبلي الذي كان قائماً إبان فترة الحرب الأفغانية وحرب الانفصال والذي كان لذلك التيار دور بارز في الحسم العسكري بهزيمة التيار الانفصالي عقب حرب صيف 94م ، كما كان له دور بارز في إرغام صالح والقوى الاقليمة والدولية الداعمة له على تسليم السلطة ، يظهر ذلك من خلال قيام التيار العسكري والقبلي بتوفير المعلومات والتسهيل اللوجستي للتيار القاعدي الجهادي الذي هو المباشر للعملية.