تقرير مع الصور عن نازحي العصيمات…المعاناة تتكلم
ناز حو العصيمات ……………المعاناة تتكلم
تحت رحمة البرد القارس وألم العيش وشدة المعاناة وطوفان الفقر, يعيش نازحو العصيمات –محافظة عمران-
الرشاد برس – تقارير
صفوان الحاشدي
عشرات الأسرمن أبناء منطقة دنان بالعصيمات، بعد أن هاجمت مليشيات الحوثي منازلهم وأجبرتهم على الخروج منها، دون أي ذنب يقترفوه سوى تلك التهمة الواهية "التخابر مع أمريكا وإسرائيل" لجأ المواطنون العزل إلى الفرار بأرواحهم مخلفين ورائهم كل ما اكتسبوه في سنوات مضت، اتجهوا نحو منطقة ابو سعيد الواقعة في جهة الجنوب من مديرية العشة حيث يوجد هناك بعض الكهوف والمغارات التي تمثل لهم الآن البديل الوحيد عن منازلهم المدمرة والمحتلة من قبل مسلحي الحوثي.
في ذلك الملجأ يقطنه أكثر من 2300 نازح غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبارالسن يتوزعون في زواياه المترامية بحثا عن الكهوف والجرف
وما يزيد معاناة تلك الأسر النازحة بمنطقة أبوسعيد شدة البرد وعدم وجود المخيمات اللازمة لذلك وقلة الغذاء وانعدام الدواء
يقول النازح يحيى علي سنان وهويشرح مأساته هووأطفاله في ذلك الكهف قائلا"لقد كنا في أمن وأمان فهاجم الحوثي منازلنا وهجرنا وأخذ مزارعنا فنزحت أنا وأطفالي الثمانية إلى هذا الجرف الوحيد ففيه نطبخ وفيه
نأكل وفيه ننام على الأرض وواصل قائلا ما ذنب هؤلاء الأطفال الذين نزحو إلى هنا بين الجوع والبرد؟"
رأيت الطفل محمد 6سنوات يصرخ بالبكاء بعد أن تحول عنده أمل الطفولة ومستقبل الحياةإلى ألم المعاناة وقساوة العيش وكأنه يقول للعالم بذلك الصراخ لماذا نحن خاصة؟ أليس من حقنا العيش بحياة كريمة؟
الطفلة ذكرى 10سنوات في الصف الخامس الأساسي بدأت الإجابة بابتسامة يكتنفها الحزن والألم وقالت "كنت متفوقة على زميلاتي في الدراسة فجاء الحوثي قطع علينا الدراسة وقال لنا أنتم أمريكيون و عملاء لإسرائيل, فعصف بها البكاء ولم تستطع أن تكمل الإجابة"
فاطمة أم لسبعة أيتام بعد أن قتل الحوثيون زوجها وهو عائد من سوق القفلة نزحت مع تلك الأسروصلت إليها وهي تعجن بعض الخبزوأطفالها السبعة قد شكلو حولها حلقة انتظار لذلك الخبز و كان السؤال الموجه لها عن حالها مع أولئك الأطفال فقالت هكذا يوميا أعجن لهم مرة واحدة في اليوم فقط من هذا الكيس الذي لانملك غيره, للحماية من الموت فقط"
نزح كل شيء مع تلك الأسر فظهرت مواشيهم من الأغنام والحمير في العراء وكأنها لحقت بتلك الأسر لتتقاسم معهم المعاناة وشدة البرد وتظل ليلا ونهار في العراء لاشيئ يحويها ولو نطقت لأجابت حتى أنا لم أسلم من أذى الحوثي
رأيت عجوزا مسنة 80 عاما كانت طريحة الفراش وحوله أحفادها تتبادل معهم ألم العيش لتقضيبعض أوقات الفراغ ليس إلا فتوارت عن الكيمرة وكأنها تقول يكفينا الألم
لأكثرمن أربعة أشهر وحياة نازحي العصيمات تتعقد يوما بعد آخر بداية بالنزوح والهروب من الموت المحقق ومرورا بهذه المعاناة من قلة الغذاء وانعدام الدواء ووصولا إلى مرحلة الموت البطيء الذي بدأت تظهر ملامحه
وتبقى أسئلة يجب أن تجيب عليها الدولة بكافة سلطاتها بعد أن تحملنا نقلها عبر هذا التقرير
إلى متى سيستمر ألم تلك الأسر وأين هي مسئولية الدولة من حماية حياة أولئك النازحين ؟
أليس من حقهم العيش كما هي مكفولة لأي مواطن ؟
أين هو دور وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية والناشطين من حقوق أولئك النازحين التي لازالت غائبة حتى اللحظة؟
هذه حرب بين عذر والعصيمات وان شئت ان تجعلها سياسية فاجعلها بين الحوثيين والاحمريين نسبة لاولاد الاحمر اوعلي محسن الاحمر وحلفاؤه وليس من الانصاف ان تجعل هذه الحرب بين الحوثي والعصيمات ويكون معسكر العصيمات يمثل المظلومين والمنهوبين والمشردين وعذر تمثل الطغاة والمفسدين فكلهم حاشد يا حاشدي خلصوا المساكين من اطماع السياسيين واسكهوا الشغلة