مقالات

نضال السلال

بقلم/محمد شبيبه

………………………………………………………………………………

كان نضال عبدالله يحيى السلال رحمه الله منقطع النظير، يدل علىٰ إرادة فولاذية، ويصف نفساً لاتحجز مقعدها إلا فوق سنام المجد ، فالسلال لم يكن في نضاله يأوي إلى قبيلة تحميه ، فوالده من الطبقات الدنيا ، حسب الفرز الطبقي الذي جذرته ثقافة الأئمة العنصرية.

وقف هذا المناضل الأعزل، ابن الحداد البسيط، في وجه الطاغية أحمد، الذي يقتات على الدم، ويستلذ بتطائر الرؤس، دون أن يهاب عرشه، أو يخشىٰ سلطانه، وهذا والله هو النضال العظيم.

حينما تثور على مثل أحمد، وهو الطاغية الفتاك والإمام السفاح، حتى وأنت تستند إلى قبيلة كبيرة أو قوة مادية ضخمة، فإن هذا الصنيع مع ما فيه من خطورة كبيرة إذ يُعد من صنوف الإنتحار إلا أنه في نفس الوقت ينم عن نفس شامخة وهمة عظيمة، فكيف حينما يكون هذا الثائر على هذا الطاغية أعزلاً من كل شيء ومجرداً من كل سند،
من القبيلة ، ومن المال ، ومن المكانة الإجتماعية ،
إنها العظمة بحق ، والنفس الكبيرة بجدارة .

نَازَلَ السلالُ أحمدَ الطاغية وهزَّ عرشه وعرش ابنه من بعده، بعد أن انخرط في صفوف الضابط الأحرار، واشترك معهم في التخطيط للإطاحة بأبيه يحيى من قبله، وسُجِنَ ونجىٰ من الإعدام ،
كل هذا وهو ابن الفلاح البسيط الذي لا يأوي إلى ركن شديد ،
إلىٰ إلى الله ونعم بالله، ثم إلى عظمة نفسه، ونظافة ثورته، وعدالة قضيته.

رحم الله الزعيم السلال رئيس الجمهورية الأول، ووالد كل جمهوري ، السلال الذي ملاء أرجاء اليمن الكبير نضالاً وشموخاً وحرية ، وكان غصة في حلق كل إمامي وإلى اليوم ثورة، ثورة ياسلال ،

وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى