مقالات

المهمشون وقودا أخرى لحرب حوثية بشعة

مهمشين

الرشاد برس_تقارير

لم تقتصر معاناة المهمشين على حياة بائسة صنعتها الحرب الحوثية الغاشمة، لكنّ المليشيات زجّت بهم نحو الموت الفظيع في جبهات القتال وبينما منيت المليشيات الحوثية بخسائر عديدة طوال الفترة الماضية ما أفقدها الكثير من العناصر، لجأت إلى التوسّع في التجنيد الإجباري عبر الزج بمدنيين مهمشين، يحاربون من أجل البقاء، لكنّهم باتوا مجبرين مضطرين على المحاربة في صفوف الحوثييين بجبهات الموت.

وفي هذا الإطار، بدأت مليشيا الحوثي تنظيم فعاليات ومهرجانات لفئة المهمشين في صنعاء، ومناطق أخرى تحت شعار دمج هذه الفئة في المجتمع والزج بشباب هذه الشريحة إلى الجبهات فبشكل متزامن، نظّمت المليشيات مهرجانات للمهمشين في صنعاء وإب وحجة، في إطار خطة واسعة لتجنيد شباب هذه الشريحة تحت لافتة تنفيذ مشروع دمج “أحفاد بلال” في المجتمع والذي دعا إليه زعيم المليشيات الإرهابية عبدالملك الحوثي.

وسبق أن عقدت المليشيات الحوثية اجتماعات في صنعاء تحت شعار دمج من يسموهم “أحفاد بلاد” في المجتمع لا يشارك فيها أي من ممثلي هذه الفئة، وهذه الاجتماعات لا تبحث تقديم خدمات ومساعدات لهذه الفئة وإنما عقد دورات طائفية لهم، وفعاليات لحث المهمشين على الانخراط في القتال إلى جانب المليشيات الحوثية واستغلال شباب هذه الفئة في القتال وفي وقتٍ سابق، بدأت لجان مليشيا الحوثي ، إجراء عمليات حصر في مناطق تجمعات شريحة المهمشين في صنعاء ومناطق سيطرتها، لاستقطاب الشباب للقتال بصفوفهم وتشكيل كتائب منهم بدعوى دمجهم.

المهمشون الآن أصبحوا على مقربة من موت فظيع يتذقونه بسبب السياسة التي تتبعها المليشيات الحوثية، القائمة على الزج بالمدنيين في جبهات القتال، بعد ملء عقولتهم بأفكارها المسمومة، أو تجنيدهم قسرًا تحت تهديدات مفزعة ودأبت المليشيات الحوثية على استغلال الحاجة إلى الأموال من قِبل فئات عديدة في ظل الحالة الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الراهنة، وقامت بالزج بالمدنيين في أتون حرب غاشمة، ما تسبّب في إزهاق أرواحهم أو ملء عقولهم إرهابًا وتطرفًا ويمكن القول إنّ التجنيد الإجباري يُمثّل واحدة من الجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية واستهدفت المدنيين بشكل مباشر، وعلى الرغم من التقارير الدولية العديدة التي وثّقت هذه الجرائم فإنّ المجتمع الدولي لم يتخذ إجراءات تردع المليشيات وتوقف هذه الجرائم البشعة التي ترتكبها واستهدفت المدنيين في المقام الأول.

وكانت مليشيا الحوثي قد أصدرت مؤخرًا، تعميمًا بالتجنيد الإجباري من الحارات والأحياء الواقعة تحت سيطرتها، بهدف سد العجز في صفوفها، على الرغم من دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، لتوحيد الجهود في مواجهة خطر كورونا كما أطلقت المليشيات في محافظة إب – مؤخرًا أيضًا – حملة تجنيد إجبارية في عدة مناطق، للتغطية على خسائرها خلال الفترة الأخيرة، وألزمت البلدات في محافظة إب، برفد الجبهات بعناصر منها للقتال في صفوفها، وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات أجبرت كل بلدة على الدفع بأربعة أشخاص من أبنائها كمجندين للقتال معها في بعض الجبهات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى