مقالات

قصة الغدير

بقلم / الشيخ الدكتور /محمد بن موسى العامري*

أرسل النبي عليه الصلاة والسلام علياً إلى اليمن قبل حجة الوداع فتعجل علي رضي عنه قبل أصحابه لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم في الحج واستخلف رجلاً على أصحابه في اليمن فتصرف هذا الرجل في أمور دون إذن علي ومنها ..
١- كسا جميع أصابه بحلل من البزّ ليتجملوا في الحج .
٢- حملهم على إبل الصدقة وكانوا قد طلبوا من علي رضي الله عنه ذلك فقال إنها ملك للمسلمين وليس لكم إلا مالهم
فلمّا قدموا الحج بعد علي رضي الله عنه نزع منهم الحلل وجعلها في البزّ وعاتب الذي استخلفه على تمكينهم من إبل الصدقة فتذمروا من علي رضي الله عنه وكثر القيل والقال عنه وعن قسوته بهم حتى شكوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج فأجل النظر في شكواهم حتى انتهى موسم الحج لأن القضية كانت بين علي ومن كان معه في اليمن من أهل المدينة فلما انتهى الحج ورجع النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة توقف في منطقة غدير ( خم ) وهي قرب الجحفة رابغ اليوم نحو ١٧٩ كم من مكة
توقف هناك ليقطع الخوض والقيل والقال وليبين مكانة على رضي الله عنه وأن ما قالوا فيه من الشكوى ليس مسوغاً لبغضه باعتبار أنه كان حريصاً على المال وإيصاله كما هو لا كما تصرف به من استخلفه فبين النبي عليه الصلاة والسلام فضل علي بقوله :- ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هذا القدر من الحديث صحيح في مسند أحمد والترمذي وغيره ولم يكن النص هذا منه كما فهمت الشيعة مفيداً للخلافة من بعده لأن كلمة مولى في اللغة تدل على أكثر من معنى .
المحب ، النصير ، السيد ، العبد ، الحليف ، الصهر ، ولي الأمر ، وواضح من السياق أنه أراد المحبة والنصرة وهي ثابتة لعلي رضي الله عنه ولغيره من المؤمنين فضلا عن الصحابة ولو أراد الخلافة كما تدعي الشيعة لكان ما يأتي :-
أولا:- سيعلن هذا في الحج يوم عرفة مجمع الناس أو يوم الحج الأكبر ولن يؤخر ذلك إلى ما بعد الحج فيخص بالإخبار أهل المدينة دون سواهم !!
 
ثانياً :- لأتى عليه الصلاة والسلام بنص صريح فيقول مثلاً الخليفة من بعدي علي بدلاً من من كنت مولاه فعلي مولاه .
 
ثالثا:- لفهم الصحابة أنه قصد الخلافة ولو فهموا لما خالفوا وصية الرسول عليه الصلاة والسلام فلم يستدل أحد منهم بهذا الحديث على الخلافة من بعده بمافي ذلك علي ولافهم أحد منهم ذلك !
فعلم أن ما تدعيه الشيعة من ادعاء فهم الخلافة لعلي مجرد تخرص وقول بلاعلم ولم يكن لهذا اليوم ( يوم الغدير ) مزية في تاريخ المسلمين وإنما أحدثه الرافضة البويهيون وتبعهم بعض شيعة اليمن قبل نحو ٤٠٠ سنة لمآرب سياسية وتزييف لاختصاص طائفة بالحكم واستئثارها بذلك وتعطيل مبدأ الشورى بين المسلمين ولأجل هذا سفكت الدماء واستبيحت الحرمات ومازال ذلك كما تصنعه مليشيا الحوثي اليوم وتخدر أتباعها بهذه المحدثات والاحتفالات التي ظاهرها ديني وباطنها وحقيقتها سياسي وهذه حكاية الغدير باختصار .
 
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
 
*مستشار رئيس الجمهورية
 
رئيس الهيئة العليا لاتحاد الرشاد اليمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى