مقالات

حزب الهوية والوطن

قلم

جميل علي النويرة

المتابع للأحداث المتسارعة التي يمر بها الوطن الحبيب يلاحظ تغير في المواقف والسياسات للأحزاب اليمنية والتي تلاطمتها امواج الصراعات والازمات وبعض تلك الاحزاب لم تغيرها رياح الشرق او الغرب او حتى الموسمية، واخص بالذكر حزب الرشاد اليمني حديث الولادة على المعترك السياسي كما يصفه البعض او ان خبرته السياسية لا تؤهله لكي يناطح الكبار او يدخل في دهاليز المقالب السياسية فضلا عن سوء طالعه ان جاء في ظرف لا يحسده عليه احد.

ومن المعلوم ايضا ان الرشاد جاء بعد احداث 2011م في مرحلة خطيرة وصعبة من تاريخ اليمن ومن هنا فقد اعتقد البعض انه سيتموضع حول نفسه ويلزم الصمت في الاحداث الجسام التي يمر بها الوطن واخرون اعتقدوا ان الحزب سيدخل في تحالفات داخلية ليحافظ على حضوره وديمومته.

وثمة مؤشرات قوية ينبغي التأكيد عليها في مسيرة هذا الحزب بدية في دخوله مؤتمر الحوار الوطني وقبوله التمثيل الضعيف ومع ذلك فقد اثر المشاركة لسبب بسيط هو انجاح مؤتمر الحوار الوطني ومشاركته في بناء اليمن الجديد .

واول شيء مهم في تلك المؤشرات وهو الامتحان الاول امام خيار تمزيق الوطن الى عدة اقاليم دون وجود ظمآنات حقيقية تضمن الابقاء على وحدة النسيج الاجتماعي والثقافي والمناطقي للوطن الواحد وكان اصرار الحزب وقيادته على تلك الظمانات انحياز للمبادئ التي رسمها لنفسه وانحيازا لمتطلبات الشعب اليمني وكان له ذلك.

وتم التوقيع على تلك الظمانات كأول انجاز يحققه الرشاد في مؤتمر الحوار الوطني وقبل ذلك اوراق العمل المقدمة الى مؤتمر الحوار الوطني والتي لاقت استحسان الجميع وتم تعميمها على بعض دوائر الحوار والتي اكدت الرؤية الثاقبة والفكر المستنير لأصحاب تلك الاطروحات.

 

وثانيها في توضيح الموضح دخول الحزب في مفاوضا السلم والشراكة بعد السيطرة على العاصمة فقد ابى الحزب مع الناصري التوقيع على ذلك الاتفاق الا بضمانات الملحق الامني .

اضف الى ذلك مشاركة الرشاد في صياغة مواد الدستور الجديد ممثلا برئيسه وقد شهد له جميع الاعضاء في تذليل الصعاب وتبصيرهم بمدلولات القوانين وصياغتها.

ولم يكن ايضا بالأمر الجديد او الغريب على هذا الحزب وقيادته ان تقف في صف الشعب اذ انه يشارك في جميع الاستحقاقات الحوارية والديمقراطية بهدف انجاح مسيرة التحول الديمقراطي والوفاق الوطني وكان اخر ذلك مشاركته في حكومة الكفاءات وقبوله بالمقعد الوحيد ليثبت انه يشارك لأجل الوطن ولإنجاح المرحلة .

وسباحة في الضباب ان قلنا ان هذا الحزب يستطيع ان يدخل في تحالفات داخلية بغرض النهوض بالحزب على حساب المبادئ والاهداف التي رسمها لنفسه منها النهوض باليمن واصلاح المجتمع اذا انه يلوح في الافق السياسي تحالفات داخلية وحتى اقليمية ودولية تستهدف الاحزاب والحركات النهضوية والتنويرية …والمهم ان تلك المواقف لا يحصد بموجبها الحزب الا مزيدا من كيل التهم والتآمر من البعض وفي المقابل مزيدا من الشكر والثناء من ابناء الشعب وهو المهم .

واعتقد انه لامجال اما هذه المسئولية التي يتحملها الحزب الا الوقوف بجد وحزم مع هذا الشعب ولو كانت الكلفة باهظة جدا بعيدا عن الزيف والشعارات البراقة التي اعتمدها البعض وها هي تنكشف مع مرور الايام .

ولامجال كذلك لجميع القوى السياسية والوطنية لأي تهرب او تنصل للوقوف الى جانب خيارات ومتطلبات الشعب ومنها الوقوف بجد واتحاد امام دعوات التفرد بالقرار وجر البلاد الى المجهول والرجوع الى الوفاق الوطني وما تعمله الاحزاب اليوم من الرجوع الى طاولة الحوار تحت تهديد السلاح وتحت الاعلان الدستوري ماهوا الا مضيعة للوقت وشرعنة  لأي خطوة قادمة نرجوا من بقية القوى ان تفطن لما فطن له الرشاد وان تغلب مصلحة الوطن على كل المصالح الحزبية الضيقة ولتكن قاعدة الحوار على اساس الوطن وعلى مبدأ لا غالب ولا مغلوب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى