مقالات

خروج من المرحلة الانتقالية

حمير الحوري 

حمير الحوري

من سوء طالع المرحلة الانتقالية التي دخلت إليها اليمن بعد ثورة فبراير هو بروز ميليشيا مسلحة على الساحة السياسية اليمنية والتي حظيت بدعم دولي وإقليمي واستثمرها خصوم السياسة المحليين واستثمرتهم في نفس الوقت أيضا وقد تفاقم دور هذه الميليشيا حتى أصبحت تتحكم في كل مفاصل الدولة وحتى في رئيسها, وما كان اليمنيون يحسبون أنهم سيعيشون ليشاهدوا التجربة اللبنانية لحزب الله تتكرر في صنعاء وتزيد عنها في الحجم والأهداف باسم أنصار الله .

 

 

لقد تبين أن من اكبر معوقات المرحلة الانتقالية التي يراد لها أن تستمر! هو وجود هذه الميليشيا التي تفرض أهدافها بقوة السلاح متجاوزة قواعد اللعبة السياسية وأساليب الاتصال المدني مع خصومها السياسيين , ولتؤدي الدور الطبيعي لها كميليشيا مسلحة تمارس الخطف والقتل والاستفزاز ولتساعد في خلق بيئة مضطربة وغير مستقرة مثيرة النعرات الطائفية والدعاوى الجاهلية بين أبناء الوطن الواحد .

إن الخروج من المرحلة الانتقالية لن يكون بصياغة دستور جديد للبلاد حتى وان تم التصويت عليه ولا بوجود حكومة كفاءات ولا حتى بانتخاب رئيس جديد للبلاد حتى يتم التخلص من هذا السرطان الذي ينهش ولا يزال في مؤسسات الدولة وأجهزتها وهو مستمر حتى اللحظة في تدعيم تواجده ويحاول شرعنة وجود ميليشياته ولجانه الطائفية , ليمارس إجرامه في المراحل القادمة باسم الدولة وأجهزتها الأمنية .

إن الحديث عن دستور أو انتخابات أو قضاء يعتبر من الحرث في الماء في ظل وجود هذه الميليشيات داخل العاصمة واستمرار سياسة التمكين والشرعنة لها , إن أي نقاش للنخبة الحاكمة لا بد أن ينصب أولا في تطهير الدولة وأجهزتها من هذه الميليشيات ودراسة السبل الموصلة لذلك, لا بد من فصل هذا التداخل الحاصل بين الدولة والميليشيا وبين رجل الأمن ورجل الطائفة وبين الرئيس وزعيم الميليشيا .

إن محاولة تجاوز هذا الأمر أو التساهل فيه من قبل صناع القرار وقيادات الجيش المخلصة معناه أن الخروج من هذه المرحلة لن يكون قريبا أو لن يتحقق كاملا وستستمر الاضطرابات الأمنية والسياسية والاقتصادية, وقد ننتقل إلى ما يشبه العرقنة أو الصوملة , وهذا ليس بمستبعد طالما وان السياسة القائمة والمتبعة ليست بمختلفة كثيرا عن سياسة المالكي وهو ما قد يولد نفس النتائج الكارثية والتي نشاهدها اليوم في العراق .ش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى