دردشة حول مكامن الخطر الحوثي

كاتب صحفي
-في عام ٢٠٠٤ أعلن الجيش اليمني قضائه على مجموعة صغيرة تسمى الحوثيين والآن طلائع القوات الحوثية على مشارف العاصمة صنعاء .. ما الذي حدث ؟
-التجربة الوظيفية الناجحة لحزب الله في لبنان جعلت إيران تكرر نفس المشروع في اليمن ، وبنفس الاستراتيجية والأسلوب والشعارات .
-إيران استثمرت وجود شيعة لبنان لإيجاد حزب الله واستثمرت الحرب الأهلية لتمدده واستثمرت الصراع مع إسرائيل لترسيخ وجوده كضلع في محور المقاومة.
-المشروع الحوثي استثمر الحاضنة الشيعية لترسيخ وجوده ثم الثورة لتمدده ولم يبقى إلا انضمامه للمحور الإيراني الجديد في الحرب على الإرهاب !
-إعلامياً اتبع عبدالملك الحوثي نفس أساليب حسن نصر الله الخطابية عبر الحشد الجماهيري وشعارات المقاومة وحتى في طريقة هتافات الجمهور.
-مشكلة الحوثيين أنهم لا يحضون بجوار دولة حليفة كما هو حال حزب الله مع سوريا ولذا قامت إيران باستئجار جزر أرتيرية مجاورة كمركز دعم للحوثيين.
-استراتيجية الحوثيين في البداية اعتمدت على كسر إرادة الدولة حتى تقبل بوجودهم ولذا خاضوا 6 حروب متتابعة انتهت بالإعتراف بهم كما أرادوا
٨-السعودية اعتمدت على دعم النظام للقضاء على الحوثيين ولذا هاجم الحوثي الأراضي السعودية وانتهت الحرب بتفاهم خاص بعدم الاعتداء من كلا الطرفين
-أمريكا لم تتدخل أثناء الحروب المتتالية بين النظام والحوثيين، ولكن عندما رأت أن ذلك يستنزف قوة الجيش على حساب قتال القاعدة أمرت بوقف الحرب.
-الحوثيون هم أكثر طرف استفاد من الثورة اليمنية فمن خلالها ظهروا على السطح وسيطروا على محافظة صعدة ودخلوا لصنعاء تحت شعار الثورة.
١١-عبر اتفاق الطائف تمكن حزب الله من نسج تحالفاته التي مكنته من الهيمنة على مفاصل الدولة وهو تأثير مشابه لما قدمته المبادرة الخليجية للحوثي.
-تحالفات حزب الله مع الدروز والموارنة والقوميين هي نفس مبدأ تحالفات الحوثي مع الزيدية والهاشميين والجنوبيين فكلاهما يلعب على تناقضات بلده.
-دخول الحوثيين على خط المعادلة السياسية في اليمن مكنهم من اختراق أجهزة الدولة وبالأخص الجيش كما فعل حزب الله في بداية مرحلته السياسية
-المشروع الحوثي انتهى من مرحلة الصمود ثم مرحلة التحالفات والاندماج في الدولة وبقي أن يتأهب لدوره في المحور الإيراني لمكافحة الإرهاب !
-من أجل تأمين ظهره ليلعب دوره الحيوي في حلف المقاومة حرص حزب الله على ربط قواعده في الجنوب بالعاصمة بيروت، وهذا ما يسعى إليه الحوثي الآن !
-ربط العاصمة بعمق الكيان الحوثي هي نفس استراتيجية حزب الله لمواجهة إسرائيل أي أن الحوثي يهندس تحركاته بحيث يتمكن من مواجهة السعودية لاحقاً .
-الحوثي استغل الثورة في تأسيس “ضاحية جنوبية” في صنعاء وبقي أن يربط هذه الضاحية بمركز ثقله في الشمال ولذا تتوجه قواته الآن نحو صنعاء
-لا أعتقد أن الحوثي سيسيطر على العاصمة صنعاء بل سيكتفي بمراكز تواجد عسكري كما فعل حزب الله في بيروت فالهدف هو التحكم بالدولة وليس احتلالها.
-الوجود الجزئي للحوثي في صنعاء سيمكنه من ابتزاز النظام ليلغي أي توافق سياسي ضد مصالحه كما فعل حزب الله في أحداث ٧ أيار ببيروت.
– المشروع الإقليمي للحوثي سيبدأ فور انتهائه من غرس نفسه في أعماق الدولة اليمنية فعندها سيكون دولة داخل دولة كما هو حال حزب الله الآن
– بعد التقارب الأمريكي الإيراني تحولت إيران من محور المقاومة إلى محور الحرب على الإرهاب كما تروج له الآن في العراق وسوريا ولبنان واليمن
-المحور الإيراني الجديد تمثله العبارة التي يكررها الإعلام الإيراني مؤخرا : حزب الله ولواء أبي الفضل والمالكي والحوثي يقاتلون التكفيريين !
-الحوثي سيكون ضلع من أضلاع المحور الإيراني الجديد ، وكما تقبل الغرب انخراط حزب الله في حرب سوريا فسيقبلون بأي دور مماثل للحوثي في هذا السياق.
-كما أن الغرب يرحب ضمنيا ًبدور المحور الإيراني في قمع ثورتي العراق وسوريا فسيرحب أيضا بأي دور للحوثي في ضبط الساحة اليمنية بما يحقق مصالحه.
-تقارب الرؤى الاستراتيجية بين إيران والغرب قد يقود لتفاهمات تتماشى مع خطط إعادة تقسيم المنطقة، وهذا قد تكون له علاقة بمطالبة الحوثي بمكة .
-مفتاح تقسيم أي منطقة إما أن يكون حرب إقليمية أو داخلية ووجود الحوثي بجوار السعودية يتيح له التحرك وفق أي سيناريو وتحت أي ظرف
-السعودية لديها مشاكل مستمرة ومتفاوته مع اليمن منذ حكم الأئمة ثم صالح ثم الثورة، ولذا كانت وما زالت تلعب بحيث يكون هناك يمن ضعيف بجوارها
-رغبة السعودية في إسقاط الإخوان من المعادلة السياسية في اليمن كما في مصر ورغبتها في استنزاف الحوثي جعلتها تحجم عن دعم جهود إيقاف الحوثيين.
-السعودية تدرجت مع الملف اليمني بحيث بدأت باجهاض الثورة أولا ثم إخراج القاعدة ثم التوجه لإضعاف الإخوان عبر الحوثي ومن ثم تحصل على جار ضعيف
– نمط التفكير لدى النظام السعودي في اليمن يتكرر الآن ،و سبق في العراق وسوريا ولبنان وهي جولات خرجت فيها طهران منتصرة بمجموع النقاط وهو فن لا تتقنه الرياض !