مقالات

دماج بين الصفقات الداخلية والخارجية الصفقات الخارجية

جميل النويرة
جميل النويرة

المتابع للاحداث المأساوية في دماج من حصار وقتل وتهجير،من قبل جماعة الحوثى الاجرامية, تدعوا الى الاستغراب ووضع علامات استفهام واقعية ومنطقية .

من هذه التساؤلات. لماذا اختار الحوثيون هذا الوقت بالذات للاعتداء على دماج؟ولماذا هذه العنجهية في استخدام القوة والافراط فيها ؟هل استغل الحوثيون ضعف الدولة وترنحها في هذا الوقت الحرج ؟ اذا اردنا الاجابة على هذه التساؤلات علينا ان نقرأ الاحداث قراءة واقعية خاصة مايدور من حولنا في المنطقة العربية .

ومن نافلة القول ان الاحداث التي تشهدها المنطقة العربية برمتها, وخاصة في سوريا والعراق ليست بعيدة عن مايدور في اليمن ويتضح ان هناك اطراف في المنطقة جعلت من الشام حلبة للتصارع …ويبدوا ان الطبخة في نهاية المطاف قد اقتربت من نضوجها واستوائها رغم ملوحة مذاقها بين طرفين هما “ايران وروسيا من جهة ,وامريكا وحلفاؤها من جهة اخرى *ويلوح في الافق سراب التقارب بين الاطراف الذي يبدوا انه تحول الى حقيقة ,ومن هذا التقارب تقاسم المقسم “النفوذ “في المنطقة والابتعاد عن” لعبة شد الحبل “التى يبدوانها لم تؤتى اكلها بين الجانبين

واول هام في هذا التقارب الايراني الامريكي الاتفاق مسبقا على مستقبل سوريا من خلال عقد مؤتمر” جنيف 2″والذي لايروق للجماعات المقاتلة في الميدان

*ثاني هام في ذلك هو الاتفاق على وقف البرنامج النووي الايراني ووقف التخصيب عند مستوى 20% وتدمير الكيماوي السوري *وثالث هام في توضيح الموضح, هو اطلاق العنان لحلفاء ايران في المنطقة ان توسع من نفوذها وتعمل ما تريد في العراق وسوريا ولبنان واليمن وهو مايفسر اختيار الحوثيون هذا الوقت الحرج لحربهم الضروس في دماج …رغم انهم اخذوا في الحوار مالم يستطيعوا اخذه في ستة حروب متتالية *ومن هذا المنطلق فقد استفاد الحوثيون من الرضا الامريكي وسكوتهم ظمنا لما يعملون , من خلال المجازر والحصار المستمر لشهرين متتابعين

يقولون ا ن اي حرب تسبقا حروب سياسية تحت الطاولات وتقوم عليها صفقات سياسية…. هذه المرة بين الحوثيين واطراف في الدولة ولاغرابة في ذلك فقد خططوا ونفذوا واقتحموا دماج على حين غفلة من اهلها وبالفعل حرب سياسية ترافقها حرب على ارض الميدان من قبل الحوثيين كما تم توضيح ذلك في الجزء الاول لا والغريب ..ان الحوثيين اعتقدوا انها الفرصة الذهبية والتى لاتعوض للانقضاض على دماج معتمدين على اعتبارين هامين اول هام فيها ان مؤتمر الحوار بدأ يرخي سدوله وشارف على نهايته ومن مخرجاته –الدولة المدنية –المساواة –التعددية وهذه المسميات لاتجدلها مجالا في قاموس الحوثيين بل تربك اجندتهم القائمة اصلا على التبعية والسيطرة ومن ثم العبودية وتقبيل الركب لذا يريدون بشتى الوسائل افشال الحوار الوطنى وادخال المشهد اليمنى في نفق مظلم من المناطقية والمذهبية وبدايتها الحرب على ابناء دماج الذين صاروا ضحية لهذه المؤامرة ثاني هام في توضيح الموضح هو التناغم العجيب بين القيادة ومن يرتكبون تلك المجازر ويمزجونها بخلطة من الكذب مطلي بالصمت المطبق ذالك كله لاجل الصفقا السياسية “مددلي مددلك” وهذا ماتفسره القرارات الجمهورية التى كانت من نصيب الاطراف الممدة والامر من ذلك ان “درزن “القرارات في الطريق “عسكرية ومدنية ” على اساس المناطقية والجهوية ومن يمدد اكثر نمددله رجل ابي حنيفة صدقوني ليس هذا تحامل على حكام صنعاء ولكنها الاحداث تحكي عن نفسها المهم اننا امام مشهد دراماتيكي نوصفه بطبخات وتقاسمات تتلوها اكلات وقد يكون الماكول هو الشعب والمصيبة في ذلك من يرفض هذه الصفقات يجد نفسه خارج الملعب لايسمح له حتى ان يكون من المتفرجين وهذا مايفسر اقصاء الرشاد اليمني من لجنة ال16 وتمثيله 7اعضاء في الحوار وتهميشه من معظم الفعاليات والقرارات وذلك بسبب بسيط هو رفضه الدخول في الصفقات المشبوهة التي تضر بمصالح الوطن وايا كان الامر فاننا جميعا معنيون بالوقوف صغا واحدا تجاه الظلم والعدوان والتغطرس الحوثي تجاه ابناء دماج بصورة عاجلة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى