أخبار العالم

واشنطن: إيران غير جادة في المفاوضات.. وقد نبحث خيارات أخرى

الرشاد برس ــــ دولي

قال البيت الأبيض إن إيران لم تقدم “اقتراحات بنّاءة” خلال الجولة الحالية من مفاوضات فيينا حول برنامجها النووي، مضيفاً أن “موقف إيران خلال المحادثات لم يكن يهدف لحل الخلافات النووية”.
وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن حل هذه المسائل يمكن أن يكون في متناول اليد إذا التزمت إيران. وتابعت: “لا نزال نأمل بمقاربة دبلوماسية، إنها دائماً الخيار الأفضل”، لكنها تداركت أن “مقاربة إيران هذا الأسبوع لم تتمثل، للأسف، في محاولة معالجة المشاكل العالقة”.
وأضافت: “الأكثر أهمية أيضاً أن إيران باشرت هذه الجولة الجديدة من المفاوضات مع جولة جديدة من الاستفزازات النووية، كما نقلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم ينجح (الإيرانيون) في التفاهم مع الوكالة لإعادة إرساء التعاون والشفافية اللذين تسببوا بتدهورهما في الأشهر الأخيرة”.
وقالت ساكي أيضاً: “نعلم لماذا وصلنا إلى هنا. الحكومات (الإيرانية) السابقة قررت الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، وأدى ذلك إلى توسع دراماتيكي وغير مسبوق للبرنامج النووي الإيراني. لا يمكن أن يستمر هذا الأمر، والرئيس (جو بايدن) لا يزال يؤمن بأن ثمة بديلاً أفضل”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة، إن “إيران تبدو غير جادة في المحادثات النووية، لذلك أنهينا الجولة الحالية”. وحذّر قائلاً: “لو وصلنا إلى طريق مسدود مع إيران سنبحث خيارات أخرى”.
وحذر بلينكن، الذي كان يتحدث في مؤتمر “رويترز نكست”، من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتأجيل العملية مع الاستمرار في تعزيز برنامجها، وأن واشنطن ستتبع خيارات أخرى إذا فشلت الدبلوماسية.
وقال بلينكن: “ما رأيناه في اليومين الماضيين هو أن إيران لا تبدو الآن جادة في اتخاذ ما يلزم لمعاودة الامتثال، ولهذا السبب أنهينا جولة المحادثات في فيينا”. وأضاف: “سنتشاور عن كثب وباهتمام كبير مع كل شركائنا في العملية نفسها، وسنرى ما إذا كان لدى إيران أي قدر من الاهتمام بالمشاركة على نحو جاد”.
وتابع بلينكن: “إذا تبين أن الطريق مسدود أمام عودة الامتثال للاتفاق، فسنسعى لخيارات أخرى”، لكنه امتنع عن توضيح طبيعة هذه الخيارات.
يأتي هذا بينما قال كبير المفاوضين الإيرانيين الجمعة، إن الأطراف الأوروبية يمكن أن تقترح مسودات خاصة بها للمناقشة، بعد أن عبّر مسؤولون أوروبيون عن استيائهم من مطالب إيران خلال المحادثات التي تهدف لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
وقال نائب وزير الخارجية ورئيس وفد التفاوض الإيراني علي باقري كني، قبل مغادرته فيينا: “لا توجد مشكلة إذا قدم الأوروبيون أيضاً مسودات، ويمكن مناقشتها، لكن يجب أن تستند إلى مبادئ وافق عليها الجانبان”.
وكانت المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة على شفا أزمة اليوم الجمعة قبل أن تتوقف حتى الأسبوع المقبل.
في هذا السياق، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف الجمعة، إن هناك “استراحة فنية” في محادثات فيينا قبل أن تستأنف الأسبوع المقبل.
وأوضح عبر “تويتر” أن هذه الاستراحة “فرصة لكل مشارك (في المحادثات)، بما في ذلك إيران والولايات المتحدة، للتشاور مع العواصم والتفكير في كيفية المضي قدماً، مع الأخذ في الاعتبار مواقف الأطراف الأخرى النظيرة”.
والجولة السابعة من المحادثات في فيينا هي الأولى مع المندوبين الذين أوفدهم الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي. وتسبب انتخابه في يونيو في توقف المحادثات خمسة أشهر، مما زاد الشكوك بين المسؤولين الأميركيين والأوروبيين حول أن إيران تسعى لكسب الوقت بينما تحقق تقدماً نووياً.
وقال دبلوماسيون إن الوفد الإيراني اقترح تغييرات جذرية على نص اتفاق تم التفاوض بشأنه في الجولات السابقة. ورفض المسؤولون الأوروبيون إجراء التعديلات المقترحة على نص تمت صياغته بشق الأنفس، وقالوا إنه تم الانتهاء منه بنسبة تتراوح بين 70% و80%.
وقال مسؤولون بارزون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان “قبل أكثر من خمسة أشهر، أوقفت إيران المفاوضات. ومنذ ذلك الحين، مضت إيران قدماً في برنامجها النووي بسرعة، ثم تراجعت هذا الأسبوع عن التقدم الدبلوماسي الذي تم إحرازه.. طالبت إيران بإجراء تعديلات كبيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى