مقالات

لماذا يتوسع الحوثيون في الجوف حجة؟

عبدالحكيم هلال مدير تحرير صحيفة المصدر
عبدالحكيم هلال
مدير تحرير صحيفة المصدر

عبد الحكيم هلال

 

 لماذا تقوم مليشيات الحوثي بهذه الحروب التمددية الواسعة والملفتة الآن أكثر من أي وقت مضى؟

هناك الكثير من التحليلات في هذا المقام..

 

إلا أن المعلومات التي بلغتني من مصادر مقربة على إطلاع بالمخطط، هي:

أن الحوثي، بإختصار، أدرك أن الخيار الأقرب للقبول به أو حتى لفرضه بشأن شكل الدولة سيكون مشروع دولة إتحادية من عدة أقاليم، وبشكل خاص “الستة أقاليم”.

 

لذلك قرر، بعد إستشارة قدمت له من نخبته السياسية، أن يواصل توسيع معاركة الأخيرة، مستغلا ما بدأه في “دماج” ومانتج عنها من تحالفات جديدة، نحو عمران والجوف وحجة.

 

الهدف، كما قد أصبح واضحا بالنسبة للكثيرين من تلك المقدمة التي أسلفناها، أنه يستبق إقرار المشروع الفدرالي (6 أقاليم) بتلك الحروب للسيطرة على تلك الدائرة (صعدة، الجوف، إجزاء من عمران، وحجة) لفرض الأمر الواقع أمام التقسيم القادم المفترض للأربعة الأقاليم الشمالية، بحيث يكون قد فرض دائرته تلك كأقليم لا يمكن تجاوزه.

 

العامل السعودي من المؤكد حضوره هنا، كأحد المؤشرات الواضحة التي ساعدت على تغيير النتائج على الأرض بشكل مثير للجدل، لاسيما وأن تلك التغييرات الميدانية لمصلحة مليشيات الحوثي، جاءت بعد الحديث عن مشروع الستة أقاليم كخيار تتبناه معظم القوى السياسية بقيادة الرئيس.

وبالنظر إلى التسارع الأخير بالانتقال إلى جبهة (الجوف) بتلك الطريقة وبدون أية مقدمات، يمكننا البناء على ذلك باعتباره أحد المؤشرات الواضحة والمؤكدة، بعد توارد التأكيدات المتطابقة من مصادر مختلفة محلية ودولية بأن هذه المحافظة ستشكل مستقبل اليمن الإقتصادي، في الوقت الذي تعتبر كواحدة من المحافظات التي يمتلك فيها الإصلاح قوة ونفوذ كبيرين.

 

ومع ملاحظة تسارع أحداث مؤتمر الحوار الوطني، بهدف الأنتهاء منه خلال أيام (ربما هذا الأسبوع)، لوحظ أن مليشيات الحوثي سارعت بتحشيد قوة كبيرة جدا في جبهة الجوف، وبشكل ملفت جدا، بهدف التسريع بكسب المعركة هناك، ربما قبل إنتهاء مؤتمر الحوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى