زيارة ” روبيو” للمنطقة: هل تعيد إحياء المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟
الرشاد برس / عربي
في ظل سلسلة من التحديات السياسية واللوجستية، تركز الأنظار على زيارة وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى المنطقة لأول مرة بهدف تحريك مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. الزيارة، التي تحمل آمالاً كبيرة في استئناف الاتفاق الذي تم توقيعه في يناير الماضي، تأتي في وقت حساس حيث لا تزال المفاوضات عالقة بسبب تعنت رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والخروقات المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال في مختلف مناطق القطاع.
الهدنة تحت التهديد… والمخاوف تتصاعد
على الرغم من مرور أكثر من عشرة أيام على الموعد المقرر لبدء المرحلة الثانية من الاتفاق، لا يزال التقدم بطيئًا، مما يثير القلق بشأن مصير الهدنة. تعطل تنفيذ بعض بنود الاتفاق، مثل إطلاق سراح الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية، أدى إلى تدخلات مكثفة من واشنطن التي تسعى لضمان استكمال الاتفاق. من جهة أخرى، يبدي رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قلقه من أن يؤدي تنفيذ الاتفاق إلى تدهور موقفه السياسي، مما يعقد جهود التوصل إلى تسوية مستدامة.
تحركات روبيو: فرصة لإحياء المفاوضات
تعد زيارة ماركو روبيو فرصة أميركية حيوية لمراجعة تقدم الاتفاق، حيث سيتباحث مع كبار المسؤولين في الكيان الإسرائيلي حول إتمام المرحلة الثانية من الاتفاق، بما في ذلك تسريع إطلاق سراح الرهائن. وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أكد أن الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لمواجهة أي خرق للهدنة من قبل “حماس”. كما يتوقع أن تشمل الزيارة التنسيق مع الأطراف الإقليمية مثل مصر وقطر، اللتين تلعبان دور الوساطة في هذه المفاوضات.
القلق الإسرائيلي: استئناف العمليات العسكرية
تصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين تثير مخاوف من استئناف العمليات العسكرية في حال عدم التزام “حماس” بالاتفاق. مع تأكيد الجيش الإسرائيلي استعداده لاستئناف القتال، يزيد القلق بشأن المسار القادم للهدنة، ومدى جدية الاحتلال في استكمال الصفقة، مما يضع زيارة روبيو في دائرة الشكوك حول ما إذا كانت الجهود تهدف فقط لإحياء الهدنة أم تمهيد الطريق لاستئناف العمليات العسكرية في القطاع.
المواقف العربية: تجنب التهجير وضغوط لتطبيق الاتفاق
بينما تسعى الولايات المتحدة إلى الضغط على “حماس” لتنفيذ كافة بنود الاتفاق، تواصل بعض الأطراف العربية، مثل السعودية وقطر، رفض فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة. في الوقت نفسه، تسعى الجهود المصرية إلى تسريع وتيرة المساعدات الإنسانية وتنسيق مشاريع إعادة الإعمار، التي تعتبر جزءًا أساسيًا من المرحلة الثانية. الوزير المصري، بدر عبد العاطي، أكد ضرورة تسريع عمليات الإغاثة وتفعيل التنسيق مع السلطة الفلسطينية والدول العربية لضمان عودة الحياة إلى القطاع بعد سنوات من الدمار.
المخاوف من خرق الاتفاق: مواقف متباينة
في سياق متصل، ردت حركة “حماس” على الخروقات الإسرائيلية للهدنة. الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، أشار إلى أن إسرائيل لم تلتزم بإدخال المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة الخاصة بإزالة الركام، وهو ما يعد انتهاكًا لبنود الاتفاق. قاسم أوضح أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقراره بمنع دخول تلك المعدات ينسجم مع مواقف الإدارة الأميركية الحالية بشأن تهجير الفلسطينيين، مما يفاقم الأوضاع في القطاع.
التحديات والآمال في نجاح المفاوضات
تأتي جولة ماركو روبيو في وقت حرج، حيث تهدد التوترات الإسرائيلية والفلسطينية بتمزيق أمل التوصل إلى حل دائم. التحركات الأميركية، التي تركز على ضمان التزام الأطراف بالهدنة، تتطلب مزيدًا من التفاوض والضغط على الاحتلال. في الوقت نفسه، يسعى المجتمع الدولي، بقيادة مصر وقطر، إلى دعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، لضمان عدم فشل الاتفاق واستدامة التهدئة في غزة.
المصدر: الأناضول + صحافة عربية