مقالات

سحب السفراء من قطر حناجر تحتها خناجر

0 

 الشريف الحسني

 في ظاهرة غريبة من نوعها ولكنها كانت متوعقة حيث اقدمت يوم أمس ثلاث دول خليجية(السعودية_ الامارات_ البحرين) على نزع سفرائها وليس سحبهم من دولة قطر الدولة الصغيرة في حجمها الكبيرة في افعالها وتاثيرها في المنطقة.

 

 حادثة لها ما بعدها مستقبلا من خطوات ثلاثية خليجية وربما رباعية تقتل ما تبقى من حلم بالاتحاد الخليجي استمرار الرفض الخليجي لسياسية قطر الاعلامية المسيء بالاعلام المعادي والمؤيدة للاسلام السياسي غير مبرر ابدا لكسر هذا الحلم إلا حسد الاقران الخليجي لهذه الدولة الفاعلة.

 

ولاشك ان ما يجري في مصر له علاقة في مجريات هذا الإعلان وهو إحساس السعودية والإمارات بالضربة القاضية التي سوف تكون في مصر لحلفائهم الانقلابيين مما يعني كسر حقيقي لمؤيدي الانقلاب من دول الخليج وانتصار كبير لقطر يجعلها سيدة الموقف والقيادة والريادة في العالم العربي.

 

 وكذا سقوط الانقلاب المدعوم خليجيا في ليبيا قبل شهر وسقوط ورقة الحوثيين كطرف مناهض للإسلام السياسي في اليمن وتراجع حلفائهم قدرة وسيطرة على الأرض في سوريا وفشل تطلعات لهم في تونس في شق الصف الشعب التونسي عبر الثورة مضادة.

 

 من هنا كان الشعور الخليجي بإجراء اتفاق مع قطر قبل بضعة أشهر كان منه:

1- يجب ان تتخذ قطر موقفا من تاييدها للاسلام السياسي في المنطقة والثورات في المنطقة .

 2- ايقاف حملاتها الاعلامية ضد الثورات المضادة في العالم العربي بالذات في مصر.

 3- التخلي عن الرؤية المستقلة التي تنتهجها قطر منذ ظهور حمد كقائد حقيقي لنهضة قطر منذ التسعينات.

 

 وهذا ما لم تعمله قطر، ولهذا فلا علاقة لنزع السفراء من قطر بالمزعوم الثلاثي الذي سمي ان الاعلام المعادي يعد تهديدا لشعوب الخليج بتاتا بل خوفا ان تكسر ثوراتها المضادة في المنطقة و المؤيد للاتجاه التسلطي المقيت للاسلام السياسي.

 

يتساءل احدنا لماذا لم تدخل عمان والكويت في البيان؟ والجواب ان الكويت تراها السعودية خط رجعة ممكن لسياسة قطر مستقبلا. واما سلطنة عمان فلها رؤية واحن من جارتها السعودية يجعلها لا تتخذ موقف ضد اي دولة خليجية تقف موقفا حازما من سياسة جارتها.

 

وبهذا نخرج بنتيجة مفادها:

 ١- ان قطر تنتهج سياسة خارجية عدم الخوف من الخسارة وعدم القبول بها اذا وقعت.

 ٢- واما السعودية والامارات فهي تنتهج سياسة خارجية الخوف من الخسارة وعدم القبول بها اذا وقعت.

 

لذا سيستمر هذا الصراع حتى يقبل الاخر بسياسية الاخر وهذا ما لم يمكن الان وما لا يلوح في الأفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى