تقارير ومقابلات

كيف تبدو صلاة الجمعة في مناطق المليشيا ؟؟

تقرير /أواب اليمني

كانت صلاة الجمعة في بلادنا الحبيبة وفي صنعاء خاصة، ذات روحانية خالصة يتوافد الناس منذ قبل الأذان بساعات، من أجل الوصول إلى الصفوف الأولى والاستماع لخطبتي الجمعة، وكانوا يؤدون الصلاة حتى في الشوارع القريبة من المسجد لامتلائها.
أما اليوم فليس الأمر كذلك، بل اصبحت حتى المساجد انفسها تشكو تحريحض المليشيا ، فلم يعد يسعها الا بضعه صفوف حتى نهاية الصلاة، باحات المساجد فارغة وكذلك الشوارع والنصف الأخير من المساجد.
فمنذ انقلابها المشؤوم استولت الميليشيا على المساجد وعينت خطباء وأئمة منتمين لها فحولوا المنابر إلى خطب حربية وتحشيد لجبهات القتال أو بث سموم الطائفية والعنصرية بين المجتمع.
ومنذ ذلك الوقت يمكن لسكان صنعاء تمييز عدد المصلين في مساجد الأحياء السكانية، وحجم المواطنين الموجودين في الأسواق، إنه فرق هائل فلماذا توقف الناس عن الصلاة في المسجد ؟
يقول احد الساكنين في شارع هايل للرشاد برس ان :
كل هذه المحلات، خضروات وفواكه، مواد غذائية ستبقى مفتوحة حتى إقامة الصلاة وكذلك الزبائن سيستمرون بالشراء ونحن بالبيع، ثمَّ سيلحق بعض العاملين ركعتي الصلاة فلا حاجة لنا بخطبتي الجمعة.
ويتابع الشخص :
خطيب المسجد حوثي متشدد، وبدلاً من كون خطبتي الجمعة للتذكير بالله والعبادات تحولت إلى تحريض وإهانة وسب ودعوة للتجنيد والقتال.
ويضيف :
الخطيب يجبر الناس على كراهية الاستماع له وبعضهم كره الصلاة وتوقف بعد أن كان ملتزماً، والملتزم اليوم يصلي في البيت.
في العام الأول لانقلاب ميليشيا الحوثي على الحكومة في صنعاء كان السكان يخرجون من المسجد بمجر صعود خطيب للجمعة تابع لمليشيا الحوثي، واستمر الحوثيون بإرسال ذات الخطيب جمعة تلو أخرى ومع زيادة حملات القمع والتحريض، يعارض السكان الحوثيون بمقاطعة الصلاة.
وقال أحد الذين كانوا يرتادون مسجد قلالة :
لم أشاهد المسجد بهذا الوضع، الناس رفضوا الصلاة بسبب خطيب الجمعة وإمام المسجد الذي يتحول بين وقت وآخر إلى مسعر حرب وليس إلى محضر خير بين المصلين.
وقال إمام احد المساجد تعرض للاعتقال عدة مرات في صنعاء من الحوثيين :
يرفض السكان خطيب الحوثيين يوم الجمعة ويخرجون ويطالبون بعودتي للمنبر، وبعد الخطبة يبحث الحوثيون عني فيعتقلوني وهكذا.
وبسبب الحملات التي تقودها المليشيا ضد خطباء وأئمة المساجد نزح العشرات منهم إلى المحافظات الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية أو إلى خارج البلاد، ونشرت المليشيا بين السكان أنهم مطلوبين كـ”دواعش” أعضاء في تنظيم الدولة.
واصبح الامر واضحا أن المليشيا تستخدم المساجد أيضاً لإلقاء القبض على معارضيهم، وتحدث عشرات من المواطنين عن اعتقال أقارب لهم من المسجد أثناء الصلاة.
وفي ذات الامر ، وعلى مقربة من ثلاثة مساجد بين شوارع (هائل) و (16) و(الرقاص) وهي أحياء ذات كثافة سكانية كبيرة، يتواجد سوق للقات، الذي غالباً ما يكون فارغاً خلال صلاة الجمعة قبل أربع سنوات.
ومنذ انقلاب الحوثيين تدرج حتى وصل إلى امتلاءه وازدحامه أثناء خطبتي الجمعة والبائع والمشتري يتبادلون مصالحهم دون اكتراث لخطباء المساجد الثلاثة الذين يتفاعلون ويصرخون لمهاجمة التحالف العربي والقوات الحكومية ودفع الاتاوات والمجهود الحربي كما يدعون.
وحول الصلاة يقومون بفرش سجاداتهم داخل المحل ويصلون صلاة الظهر مع زبائنهم، أو يلحقون المسجد القريب أثناء الركعتين.
وهكذا تحولت المساجد في العاصمة صنعاء وفي ظل سيطرة المليشيا الحوثية الى آلة حرب ، ومنابر لبث العنف والطائفية والمناطقية والعداء العلني الصريح ، وان من ليس معهم فهو داعشي او ارهابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى