صعدة .. قصص مأساة وانتهاكات لا تتوقف
تكرار قصص الانتهاكات وفصول الاجرام كلما طرقنا باب الحديث عن صعدة وعصابات الحوثي لاتتوقف وكلما غرقنا في التفاصيل تتضح المأساة بكل تشعباتها لأهالي صعده المنسية، وعند التعبير عنها تقف الذاكرة عاجزه عن الوصف و تظل مقيده بحبر على ورق تنتظر الخروج من نفق مظلم.
تفاصيل المأساة
علي صغير الجبوخ تم اختطافه من قبل عصابه الحوثي 2009 وتم وضعه في معتقل تحت الارض الى الان. شردت اسرته ونهب جميع ممتلكاتهم وماتعرفه عائلته عن مصيره سوى وجوده في ذلك المكان بعد ان فقدت الامل بعودته.
تحدث والده صالح وعبارات الاسى تخنقه: اختطف ولدي الدكتور على يوم 14- 11- 2009 جاءت عصابه الحوثي الى منزلنا وتم تقيده واخذه الى المعتقل وطرد كل افراد عائلتي من المنزل ونهب كل ممتلكاتنا وضرب ابني الصغير لانه اعترض على اخذ اخيه.
طالبت به كثيرا فكانت الحجه ان اسلمهم الطيار الذي سقطت طائرته على الحدود السعودية.
والمضحك ان بين منزلي وبين مكان سقوط الطائرة اكثر من 7 كيلو مترات قلت لهم لايوجد اي طيار وقد تم تفتيش منزلي ونهبه ولم يجدو شيء ولكن لامجيب سوى التهديد المستمر بالقتل وعدم رجوع ولد.
وتابع قائلا: انكروا وجود ابني لديهم ولم نعرف مكانه لا بعد خروج بعض المساجين لديهم واخبارنا انه لايزال على قيد الحياه في زنزانتهم.
واضاف بوجع كبير: اولاده يسألون عنه وكلما رأوا صورته قبلوه وزوجته في حاله نفسيه صعبه امه اصيبت بالعماء لشده الحزن عليه. ولايخفى على احد وضعنا الماسأوي السيء فنحن نعيش بلا وظائف او مصادر رزق وفي بيوت الايجار واصبح البعض بلا مأوى ولاسكن وفي حاله مزريه
وبحزن يتابع حديثه: اطلب من الرئيس هادي ببسط نفوذ الدولة واخراج كل المعتقلين في سجون الحوثي وتعويضنا عن حقوقنا المنهوبة.
زنازين الحوثي
كثيرة هي اوجاع أهالي صعده فلم يكتفي الحوثيين بتشريدهم ونهب ارضيهم تعدت انتهاكاتهم الى القتل والخطف والتعذيب والملاحقات المستمرة للمهجرين قسرا.
خالد الطيب احمد مختطف منذ اشهر عديده تعرض للتعذيب الوحشي على يد الحوثيين نزعوا اضافره ضرب بعصى كهربائية وبأعقاب البنادق و الصقت به تهمه غير اخلاقية. وكل ذلك كي يخنع لهم ويعمل بإرادتهم
يقول احد اقاربه: بسبب نشاط خالد ايام الانتخابات ولأنه شاب معروف بأخلاقه الرفيعة وحب الناس وتأييدهم له لم يعجب الحوثيين ذلك فاستدرجوه الى خارج المنزل وتم اختطافه وايداعه في احد زنازينهم حاول الحوثيين انكار وجوده واخفاءه إلا ان احد المساجين بلغ اهله انه في سجن بمنطقه ضحيان. سمحو لامه واخته بعد فتره طويله لرؤيته وكانت صدمه كبيره عندما شاهدتا اثر التعذيب عليه فقد غز الشيب شعره ولحيته رغم انه لايزال شابا يافعا يعيش اهله حزن كبير واولاده وزوجته كذلك
يتابع قريبه: في سجون الحوثي يتم سحق الانسانية والآدمية فمن يعارضهم يقومون بتلفيق التهم الغير الاخلاقية او تهم الارهاب لتبرير سجنه واخفاءه اضافه للضغوطات والممارسات البشعة ضد اسرته وتهديدهم المستمر.
يعمل الحوثيين على نقل المختطفين من مكان الى آخر حتى لا احد يعرف مصيرهم. فقد قتل احد الحوثيين عسكري وشنقه امام الناس كما ضرب محمد عيظة بالرصاص في رجليه لأنه لم يستجب لهم والان هو معاق في منزله ولا احد انصفهم كما هي قضيه صعده.
انتهاكات كثيره يمارسها الحوثيين ضد أهالي صعده فقد طردوا العديد من المعلمين غير الموالين لهم واغتصبوا مرتباتهم كما تعرضت احد المدرسات للضرب الشديد لدرجه الموت وضع النساء والاطفال في غايه السوء فبسب قتل واختطاف اقاربهم ونهب بيوتهم والحروب المتواصلة البعض من النساء من فقدت عقلها واخريات يعشن حاله نفسيه سيئة كذلك الاطفال يعانون الرعب والخوف والتبول اللاإرادي الوضع الانساني يتدهور يوما بعد يوم رغم التحذيرات المستمرة.
وتابع بغضب: هناك النظام ملكي واصبح النظام الامامي هو الحاكم فلا وجود للدولة هناك.
نساء صعدة
كان حديث ام احمد ملئ بالأوجاع والآهات المستمرة فبين الفينة والفينة تشعل تنهداتها ذكريات اليها تحاول محوها ولكن لايزال حاضر صعده واقع امام عينيها.
تقول مهما كان الخيال واسعا وحاولت ان اصف الوضع المأساوي والحالة الإنسانية لان تكفي كتيبات .فماساه صعده لايمكن ان توصف بحبر من ورق. فكل شئ هناك شاهد على مانعانيه ونعيشه.
تتابع بصوت مكلوم: قتل اخي في الحرب السابعة لأنه كان معارضا للحوثيين، اطلقوا خمس رصاصات في قلبه وهو في الطريق وحيدا لفظ انفاسه وهو ينطق الشهادتان ترك بعده اولاد ايتام وزوجه مكلومة.
اشعر بالحزن والارتباك ويضيق صدري كلما جرتني الذكريات الى تذكر الاحداث التي مررنا بها وكلما اشاهد مايعانيه ابناء اخي من الخوف فهم لايقدرون النوم في الظلام او الذهاب لوحدهم لأى مكان دائما يفزعون من منامهم زوجته مصابه بشظايا في العمود واصبحت معاقة امي لم يترك لها الحزن مجالا فأصيبت بعده جلطات فهم لايزالون متأثرين ويتألمون على ماضيهم.
واضافت بصوت باكي، كيف اصف لك وضعنا بعد ان كنا في بحبوحة من العيش والان بالكاد نجد ما نأكله ونقدر ان نعيش خرجنا عراه حفاه يتصدق على الناس بعد ان ضرب الطيران بيوتنا ونهبوا ممتلكاتنا خرجنا مابين قتيل وجريح، اخترنا ان نكون هنا بكرامتنا بدلا ان تدوسها اقدام الحوثيين.
هناك يصنعون الخوف بما يسمونه الامان فعندما رفضت ان يكرر الطلاب الصرخة تم طردنا ومحاوله اغتصاب مرتباتنا والى الان محاوله الترقية او رفع المرتبات تحسب بشكل سلالي طائفي فمن معهم رفعوه ومن ضدهم سحقوه فاخترت العيش بكرامة ولو مت جوعا.
زوجته هادي: تضيف باكية، الحوثيين قتلوا ثلاثة من اولادي والاخرين مشردين في ارض الله يلاحقونهم باستمرار تعرضت للإهانة والتهديد بالقتل اذا لم اخرج من منزلي فهربت من الخوف والان مشرده في بيوت الناس
ام عبد القادر تقول: اجبروا اطفال على التسلح وقتل اقربائهم لانهم أمريكيين كما يقولون، ضربوا زوجي عده مرات امام اولاده وبعدها فتره اختفى لا نعرف عنه شيء الى اليوم انا واطفاله نتسول لقمه العيش بعدما نهب الحوثيين منزلنا وطردونا من صعده.
الطفلة احلام كانت دموعه تنحدر بشده على وجنتيها وهي تستمع لكل الاحاديث المؤلمة وتذكرت ابيها واخيها عندما قتلهم الحوثيين اما م عينيها كانت ترتجف كريشه من شده الخوف وتكرار الماضي تقول بأنفاس متقطعة:
سحب الحوثيين ابي واخي في الحرب الخامسة امام المنزل واعدموهم ونحن نصرخ من البكاء والخوف دخلوا للمنزل ودفعونا خارجه انا واخوتي الصغار وامي وفجروا المنزل بحجه ان ابي واخي عملاء لإسرائيل وامريكا .
في قريتنا قاموا بإجبار بعض النساء على الزواج بالمجاهدين كما يسمونهم لان ازواجهم او اقاربهم ماتوا واخذوا اطفال وجندوهم معهم، ثم انفجرت باكيه: نحن بلا مأوى او مستقبل.
انتهاكات مستمرة
نائب مدير مكتب الصحة في صعده يتحدث عن بعض ما ارتكبه الحوثيين من انتهاكات.
يقول: من الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيين دمروا عدد كبير من المنشآت الصحية ونهبو الممتلكات فسبب توجهاتهم الطائفية جاءوا ناقمين على كل شيء، قاموا بتعذيب عدد من المعلمين بمديره رزح وغمر في بدايه العام الدراسي ومحاوله تغيير المناهج وفق مناهجهم وتوجهاتهم الطائفية.
تعرضت شخصيا لمحاوله القتل بسبب اسعافي لعدد من الجنود ومعالجتهم وعندما حاولت قضاء اجازه العيد في منزلى بالمديره تم منعي من الدخول والان انا واسرتي من المهجرين قسرا هنا
وعن المطالب لمؤتمر الحوار يقول: املنا كبير في قيادتنا السياسية ان تحل قضيه صعده بعد سنوات من التغييب والنظر في الانتهاكات المستمرة للحوثيين في حق اهلها ونزع السلاح من ايديهم واعاده بسط نفوذ الدولة.
الامل الذي لايزال يراود أهالى صعده قد يكون املا تحفه مخاوف كثيره ولكن الوثوق بالإرادة السياسية والقوى الوطنية الشريفة قد يقود قضيه صعده الى النور بعد ظلام الامامية التي فرضها الحوثيين على أهالي المنطقة.
المصدر / الربيع نت