مقالات

” عن حصار دماج ومساعي الوساطة “

حمير الريمي كاتب وباحث  h_mm1@hotmail.com.com
حمير الريمي
كاتب وباحث

قرية دماج اليوم تحتل الصدارة في المشهد السياسي والاعلامي اليمني ولا غرابة في ذلك فالحصار يأتي ضمن حلقة في مشروع يهدد استقرار المنطقة ويعمل على استئصال هويتها ويعمد الى تغيير الخارطة السياسية والاجتماعية وفق رؤيته وتصوراته بقوة الحديد والنار ,وهذا المشروع اكبر ممن يمارسه واعظم لولا وقوف دول اقليمية داعمة لهذا المشروع وممولة له ومدربة لعناصره لكان الفشل حليفة من اول يوم.

 اذا فالذي يحدث اليوم ليس اعتداء عابر او مجرد نزاع على جبل البراقة كما يردد الحوثيون او وجود وافدين من دول اخرى !.. موضوع الحصار يأخذ بعدا وعمقا اكبر مما نتصور بكثير خاصة في ضل تفاهمات ايرانية وامريكية و غياب وجود مشروع مقاومة منظم ومتكامل.

 المأساة الانسانية الناتجة عن الحصار مؤلمة ومحزنة تتطلب جهود واسعة وكبيرة لإنقاذهم والتخفيف من معاناتهم ,لكن الآلم من ذلك هو حالة الاغماء السياسي التي اصابت الدولة فيما يخص الحصار , لا استسيغ ما يطرحه البعض من مبررات لذلك الاغماء فحتى القناة الرسمية تتعاطى مع الحصار بشكل سلبي! .الحوثي ليس مرتاحا لسير الصراع الذي فتح بابه بحصار دماج فهو الآن يخضع لحصار القبائل المناصرة لدماج وهو يعاني ايضا من هزيمة نفسية كبيرة نتيجت سقوط صورة الكبرياء التي عمل على صنعها لنفسه خلال الاعوام السابقة بحيث ظهر عجزه امام صمود اهالي دماج وابنائهم , استمرار الحوثيون في هذا الحصار معناه فضائح اعلامية وخسائر سياسية وانحسار ميداني سيلحقهم حتما .الحوثيون شعروا بكل ذلك وقد بدؤوا يتعاملون مع مساعي الصلح . مساعي الصلح هذه تسعى لفك الحصار وايجاد الحلول الملائمة حتى لا تتفاقم المشكلة وتتسع دائرة الصراع ..

ما تقوم به الهيئة الشعبية لمكافحة المد الطائفي وغيرها من الهيئات مثل الهيئة الشعبية لفك الحصار وحلف الفضول كلها جهات تستحق التقدير .

فعلا لم أكن على معرفة كافية بأهمية ما تقوم به هذه الهيئات حتى جمعني لقاء بالدكتور محمد الزهيري رئيس الهيئة الشعبية لمكافحة المد الطائفي وقد اطلعني فيه على كثير من التفاصيل المهمة والتي احب ان انقل لكم جزء منها في السطور التالية : ذكر في معرض حديثه : ان موقف الالوية وقيادة الشرطة العسكرية بصعدة رافض للحصار وليس متواطئ كما قد يظن البعض وقد كان ذلك واضح في تقديم تلك الالوية ل8 شاحنات من المواد الغذائية لأهالي دماج ، وايضا في تبرع الجنود لأهالي دماج بقسط يوم من رواتبهم سلمت للهيئة . وبخصوص التفاصيل المتعلقة بلجان الوساطة وما يتعلق بها فهي على النحو التالي :*اللجنة الرئاسية وهي برئاسة ابو اصبع ، ومما يجدر الاشارة الية بخصوص هذه اللجنة هو ان موقفها في بداية الامر لم يرقى إلى المستوى المطلوب بسبب تضليل الحوثي لها واستخدامه الخداع معها مع غياب الطرف الاخر ، لكن موقفها تحسن الى حد ما كما نلحظ في تصريحاتها الاخيرة *اللجنة الثانية وهي اللجنة البرلمانية برئاسة حسين الاسودي *اللجنة الثالثة وهي اللجنة الأمنية بقيادة محمد الحميري قائد الشرطة العسكرية بصعدة *اللجنة الرابعة وهي لجنة المساعي الحسنة للهيئة الشعبية لمكافحة المد الطائفي برئاسة عبد الواحد المروعي كل هذه اللجان لها توجه جاد ومشكور لفك الحصار .

كما تجدر الاشارة إلى حالة النزاع الحوثي الحوثي التي تعد احد اسباب تأخر الصلح بسبب وجود رأيين الاول يرى الحل العسكري واستمرار الحصار وتركيع أهالي دماج ,والراي الثاني يرى فك الحصار وتنفيذ الصلح بسبب ما استشعره من صمود أهالي دماج وما تجرعه من خسائر على المستوى الميداني والاعلامي والسياسي ايضا. و مما ذكره د.محمد الزهيري بخصوص موضوع الطلاب الوافدين بدماج أن الهيئة الشعبية تقدمت لوزارة الداخلية باسمائهم من أجل ترتيب وضعهم ,مؤكدا على أن وزارة الداخلية هي الجهة المعنية دون سواها بهذه القضايا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى