عِشْ رجباً ترَ عجبا
بقلم /د.محمد جميح
في خطابه الأخير اتهم عبد الملك الحوثي الثوار السوريين بالإرهاب والخيانة والعمالة لإسرائيل!
يتهمهم بالإرهاب، دون ذكر لمسالخ النظام السوري في صيدنايا وغيرها، ويتهمهم بأنهم عملاء لإسر.ائيل، دون أن يذكر لنا ماهية البطولات التي حققها النظام لردع إسر.ائيل.
أمر غريب !
الحوثي الذي فجر المنازل على رؤوس أهلها في ذمار وصعدة يتهم ثوار سوريا بالإرهاب، والحوثي الذي ضغطت الدول الكبرى لإيقاف معركة الحديدة لإنقاذه من هزيمة محققة، يتهم الثوار السوريين بالعمالة لأمريكا وإسرائيل!
على كلٍ، دخل ثوار سوريا دمشق فأفرغوا السجون من الأبرياء، وحرسوا البنوك من النهب، ودخل ثوار الحو.ثي صنعاء، فعبؤوا السجون بالمظلومين، ونهبوا البنوك، وسرقوا ودائع المواطنين، كما فعل ح ز ب الله في لبنان.
لا مجال للمقارنة بين ثورة أسقطت ديكتاتوراً حول بلاده إلى مسالخ بشرية، وتمرد أسقط حكومة لم يكن لديها سجين سياسي واحد.
ثم بعد كل ذلك يخرج زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي ليتهم للثوار السوريين بأنهم إرهابيون، صنيعة أمريكا والصهيونية!
كلام فارغ لم يعد ينطلي إلا على ساذج مغفل أو مثقف موتور، إذ كيف يكون ثوار سوريا صنيعة الصهيونية، فيما إسرائيل تقصف أسلحة سوريا الاستراتيجية، كي لا تقع في أيدي هؤلاء الثوار، وكي يبقى الثوار دون أية أسلحة نوعية يواجهون بها أية حركة تمرد ضدهم، يراد أن تقوم بها بقايا النظام الديكتاتوري، لتدخل سوريا في دوامة لا تنتهي من العنف والاقتتال؟!
ثم لماذا لم يستعمل “النظام المقاوم” هذه الأسلحة للدفاع عن نفسه ضد الهجمات اليومية التي كانت إسرائيل تشنها عليه، فيما هو “يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين”؟!
قالت العرب قديماً: عِشْ رجباً ترَ عجبا!
وجاء في الحديث الشريف: “إذا لم تستح فاصنع ما شئت”!
أما إخواننا في مصر فيقولون في مثل هذه الحالات:
اللي اختشوا ماتوا!
حقاً، ولكن الحوثيين لا “يختشون، ولا يستحون، ويكذبون كما يتنفسون”.