مقالات

الأخذ بالأسباب ….

بقلم/ محمد شبيبة

-جيشٌ على رأسه أكرم الخلق قاطبة، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحينما خالف هذا الجيش الخطة العسكرية التي ستحميه من أي التفاف، لم تجامل سُنَنُ الله هذا الجيش، أو تمنحه النصر على طبق من ذهب، بل بسبب هذا الإهمال والتفريط في الأسباب، والمخالَفة للتعاليم العسكرية- وإن كانت عن تأويل، وعن غير قصد- حدث في صفوفه أكبر مجزرة في تاريخ الجيوش التي كانت تحت قيادة النبي وبأشرافه.

 

لقد كان خطأ النزول من الموقع لجمع غنائم المعركة قاتلًا، وكانت تكاليفه باهضة، وبشكل فضيع، ونتائجه لصالح العدو، وبشكل كبير…!

قُتِلَ خير قادة الجيش، حتى القائد الأعلى- صلى الله عليه وسلم- كاد أن يُقتل، لولا حفظ الله، ثم الدفاع المستميت من حوله،ومع ذلك فقد تمكن العدو من إصابته، فشجوا وجهه، وكَسروا رباعيته، وسال دمه، ودخل المغفر في وجنتيه، وضربه أحد الكفار بالسيف على كتفه، توجع منها أشهر ، وبقيت الضربة غائرة في كتفه إلى أن توفاه الله- عليه صلوات الله-

 

إن الله يستطيع أن يحقق النصر لنبيه بدون معركة أصلا، فهو على كل شيء قدير- سبحانه وتعالى- لكنه يُعلمنا من هذا الحدث، أن التهاون في الأخذ بالأسباب قدح في الشريعة، وأن عنايته تتدخل في حال استكمل عباده بذل الأسباب المتاحة، وسدوا الثغرات حسب الإستطاعة، مالم فإن العقوبة ستجري عليهم، والهزيمة ستلحق بهم، فليسوا بأفضل من صحابة نبيه، ولا هم أقرب إليه من ذلك الجيل الذي كان حول الرسول صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى