مقالات

قصة خميس عدن٢١ فبراير

أحمد الشلفي

كنت قررت الخميس ٢١ فبراير أن أتوجه إلى ساحة العروض عندما سمعت اطلاق الرصاص الكثيف بكل أنواعه هناك، لكن زميلي المصور ألح أن نذهب وكان يتواصل مع الزميل أنيس منصور بالصدفه فاذا به ذاهب إلى الساحة وقررنا الذهاب بسيارته بسبب عدم وجود سيارة لدينا ولا نريد الذهاب مع أي سيارة.

طوال الطريق كنا نسمع الرصاص ينطلق بين الحين والآخر وفي الطريق إلى ساحة العروض مررنا بطابور طويل من السيارات تحمل الاعلام الوحدوية وفي طريقها إلى ساحة العروض وظللنا وقتا نحاول اتخاذ خط سير مختلف لكن سرب السيارات كان طويلا ولذلك اضطررنا لنكون في آخر السرب.

الرصاص مازال ينطلق والأخبار تنبأ عن ضحايا .

دخلنا ساحة العروض على وقع الرصاص وشاهدت الحجارة تنهال على السيارات التي ترفع الاعلام الوحدوية وتحدث بعض الاصابات. ثم تنهال على سيارتنا وسيارة كل من يفكر بدخول الساحه لولا أن الزميل أنيس قرر الانطلاق بأعلى سرعته لأصبنا.

الرصاص ينهمر من اتجاهات عديدة ومسلحون ايضا شوهدوا في المكان.

وفي ظل هذه الفوضى قررنا الدخول إلى أحد الفنادق للاحتماء هناك وفي ساحة هذا الفندق شاهدنا الجرحى وحكى لي أحد الصحفيين المحترمين أن قوات الامن كانت تطلق الرصاصاص بشكل مباشر وهو يشاهد ذلك.

وظللنا في الفندق ساعات ونحن قلقون على حياتنا في ظل التحريض ضد الاعلام الشمالي كمايصفونه وضد الجزيره.

كنت قبل اطلاق الرصاص صباح الخميس أجلس بالصدفة إلى جانب مسؤول امني رفيع في عدن وكان يتلقى الاتصالات وأنا أسمع وحاولت أن أفهمه أن الغرض من الفعالية ليس الخروج بضحايا ولكن الهدف يبدو أن الناس حريصين عليه هو أن عدن ليست حكرا للانفصاليين فقط وحتى يشعر الناس الذين هم مع الوحده كثر.. لكن الرصاص كان يتزايد وعلى وقعه كنت أسمع اسم ناصر منصور هادي شقيق الرئيس يتردد فهو يتوعد ويهدد وقد قال لي شخص كان بجانبه في الاحتفال إنه توعد بماحدث.

شعرت عندها أن تصفيات قديمة وثارات قد تطل برأسها إذا سمحً لرجال الامن والمخابرات واصحاب النزاعات بتسيد الموقف.

كان يجب على من نظم الفعالية وقدتأكدت طبعا من أن الرئيس هادي وافق ودعم هذه الفعالية رغمً ما يقال ممن حوله أنه لم يفعل ذلك وأن المسؤول هو المحافظ.. كان يجب على من أقامها أن يشرف عليها من تلقاء نفسه لا بمنظومة أمنية كانت تتبع الرئيس المخلوع الذي يعلم الجميع أنه يحرص أشد الحرص على احداث اختلالات ومشاكل لافشال أي مشروع.

أما خاتمة القول فقد استمعت إلى كثيرين ممن يتحدثون عن الصراع بين أبين والضالع ويافع وعن كون عدن ساحة للصراع فيما بينهم سمعتها أكثر من مره وعن اكثر من شخص ووجدت أن الزعماء التقليديين للجنوب الذين يدسون أنوفهم اليوم في شأن الجنوب جميعهم يستدعون هذا الهاجس المر الذي تعفن وعفى عليها الزمن.

ولذلك لا تجد ايا منهم يتحدث بمنطق المستقبل

ويحاول جر البلاد من ماضيه وماضيها.

لقد ذهلت وأنا أقابل مجموعات من الشباب الجنوبي الواعي بحقه وقارنت ذلك بحديث الساسة المعتقين الذين يجترون ماض سحيق ولا يفكرون.

إن هناك حراك سلمي حقيقي مثلما هناك من الحراك من يدعوإلى العنف ووجب على من أراد الحل ان يرتفع بنفسه عن الصغائر والحزازات والتفكير بالماضي.

عليهم ان الوحدة لايمكن ان تفرض الا بخيار المستقبل الحرية والعداله والامان وهذه ركائز ثورة الجنوب السلمية التي ولدت منها ثور فبراير السلمية ٢٠١١.

تلك الشهادة التي وددت أن أكتبها قبل أيام وأتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار.

– من حائط الكاتب على الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى